عادي

علاجات للسمنة تحصن أرباح شركات الأدوية

16:43 مساء
قراءة دقيقتين
3

يثير جيل جديد من الأدوية المخصصة لإنقاص الوزن آمالاً كبيرة في محاربة هذه الآفة الصحية العالمية، التي تجني منها المختبرات والمستثمرون أصلاً أرباحاً طائلة.

والسمنة مرض مزمن قد يسبّب أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري وبعض أنواع السرطان ومضاعفات في حال الإصابة بعدوى مثل كوفيد. وبما أن علاجها صعب، فهي مكلفة بالنسبة إلى الأنظمة الصحية. لا تتعلق أسبابها بنمط الحياة فحسب، بل قد تكون أيضاً عائدة إلى عوامل وراثية.

إذا لم تُعزَّز الوقاية منها وتُحسَّن الرعاية الطبية للمصابين بها، يتوقع الاتحاد العالمي لمكافحة السمنة أن يصل عدد الذين يعانون زيادة الوزن أو السمنة إلى نصف سكان العالم (51 %) بحلول العام 2035.

ووفقاً لحساباته، فإن التأثير الاقتصادي العالمي سيكون مدمّراً بالمقدار نفسه؛ إذ قد يتجاوز 4 آلاف مليار دولار سنوياً.

منذ الجيل الأول للعلاجات المخصصة لإنقاص الوزن التي طوِّرت حتى الستينات، ارتفعت معدلات السمنة بشكل مطرد، كما أن الأبحاث بشأنها تقدّمت.

وبالإضافة إلى فاعليتها ضد السكري، تُسهم الأدوية الحديثة المضادة للسمنة في إنقاص وزن أكبر بكثير من الأدوية المتوافرة، مع آثار جانبية أقل حدة (غثيان وإسهال). كما أنها تظهر فائدة في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

تحاكي هذه الأدوية هرموناً تفرزه الأمعاء (GLP-1) لإعلام الدماغ بالشبع بعد تناول الطعام.

وشهدت مجموعتا «إيلي ليلي» الأمريكية و«نوفو نورديسك» الدنماركية للصيدلة ارتفاع مبيعاتهما في الربع الثاني، بفضل أدويتهما المخصصة لتحفيز خسارة الوزن والتي تزداد شعبيتها.

في إبريل/نيسان الماضي، أكدت مجموعة «إيلي ليلي» أن منتجها المضاد للسكري، والذي يسوّق تحت اسم «مونجارو» يُسهم أيضاً في إنقاص الوزن (أكثر من 15 %).

ونظراً إلى حجم السوق في الولايات المتحدة حيث يعاني 40 % من البالغين السمنة، فإن صدور الضوء الأخضر المحتمل عن الإدارة الأمريكية للأغذية والعقاقير (إف دي إيه) بحلول نهاية العام لتسويق هذا الدواء لمكافحة السمنة هذه المرة، سيكون بمنزلة دفع تجاري للمجموعة، بعدما قاربت مبيعاتها من «مونجارو» المليار دولار في الربع الثاني وحده.

بالنسبة إلى مجموعة «نوفو نورديسك»، يبدو المستقبل مشرقاً. فقد أظهرت دراسة هذا الأسبوع أن علاج السمنة «ويغوفي» (semaglutide) الذي ازدادت مبيعاته أكثر من أربع مرات في الربع الثاني، قلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

وقد يكون ذلك كافياً لإقناع شركات التأمين عبر الأطلسي بتغطية هذه العلاجات التي تستجيب لمشكلات صحية حقيقية، وليس فقط للرغبة في إنقاص الوزن.

لكن «إحدى العقبات الرئيسية التي تحول دون وصول المريض إلى أدوية GLP-1 هي الكلفة»، كما قال الاتحاد الأمريكي للصيادلة.

ويبلغ سعر هذه الحقن التي تعطى تحت الجلد مرة واحدة في الأسبوع، أكثر من 10 آلاف دولار سنوياً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/29k556fw

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"