عادي

خدمة البيئة في الإمارات..اختيار الشباب لصناعة المستقبل

23:15 مساء
قراءة 5 دقائق
1
1

تحقيق: مها عادل

التطوع من أبرز أدوات الشباب لخدمة أنفسهم ومجتمعاتهم، ورغم تنوع مناحيه، فإن هناك من يختار الأكثر خصوصية ودقة وصعوبة، مثل البحوث العلمية لخدمة البيئة، بهدف العمل على تحسين حياة الفرد على أرض الإمارات.

وقد استعرضت بعض الشباب المتطوعين بمركز الفجيرة للبحوث، تجاربهم التطوعية في البحث العلمي لخدمة البيئة، واستغلال أوقاتهم في بناء خبرات شخصية تضيف إلى رصيدهم الثقافي والإنساني، وتحقق مستقبلاً أفضل لمجتمعهم.

1
غاية اليماحي

تحدثنا غاية علي اليماحي، 22 عاماً، حاصلة على بكالوريوس الأحياء الخلوية الجزيئية من جامعة الإمارات، عن سبب التحاقها بمجال التطوع والمشاركة في بحوث البيئة بفترة الإجازة الصيفية، واستغلال وقت فراغها بأسلوب مختلف عن كثير من الشباب بعمرها، وتقول: «أحترم فكرة التطوع، إذ يكسبني مهارات جديدة، ويساعد على تطوير المهارات التي أمتلكها، كما أنني اكتسبت به خبرة واسعة، وتعلّمت أنه يمنحني فرصة لخدمة المجتمع، والمساهمة في تطويره، واخترته في هذا التوقيت، خلال الإجازة الصيفية، لحرصي على شغل وقت فراغي بطريقة إيجابية، وتنظيم وقتي بين الاستمتاع بالإجازة والتطوع».

وعن طبيعة الأبحاث العلمية التي تشارك بها تقول: «أشارك ضمن فريق عمل مركز الفجيرة للبحوث في قسم الجمال بالمركز، في العمل على بحث علمي يهدف إلى زيادة معدل تكاثر سلالات الجمل العربي وحيد السنام، عن طريق خاصية التجميد والإذابة للحيوان المنوي مع الحفاظ على الخصوبة، تحت عنوان «تقييم حالة الحيوان المنوي بعد حالة التجميد والإذابة في الجمل العربي وحيد السنام»، وتقوم الدراسة على البحث عن أنسب طريقة للحفاظ على خصوبة هذه السلالات، باستخدام عوامل ومواد ذات تركيزات متنوعة، وهذه النوعية من الأبحاث، تسهم في الحفاظ على الثروة الحيوانية، وتوازن البيئة الصحراوية، وتحافظ على أهم خصائصها بالإمارات».

وعن حجم استفادتها من استغلال وقت فراغها بمجال التطوع في البحوث البيئية تقول: «هذه التجربة قدمت لي فرصة قيمة، وصقلت مهاراتي على المستوى المهني والشخصي، فعلى الصعيد المهني، اكتسبت بالمركز مهارات البحث العلمي، وتعلمت أهم الطرق والأهداف والفوائد التي يقدمها البحث العلمي إلى الدول والشعوب، أما على الصعيد الشخصي تعرفت إلى أصدقاء جدد، وتدربت على العمل بروح الفريق، واكتسبت صفة الصبر والإصرار والعزيمة من بيئة العمل التي أعمل بها، فهي بيئة عمل مشجعة ومحفزة على التقدم والتنوير».

وتضيف: «اخترت أن أستغل وقت فراغي في ما يفيد الدولة، ويرفع مستوى المعرفة العامة، فالبحث العلمي مهم لتقديم رؤية واضحة عن المستقبل، وفهم الكون، وفخورة بمشاركتي في مشروع بحثي يخدم مجتمعي، ويحافظ على سلالات الجمال به لعقود طويلة، وهي ثروة نعتز بها، وطموحي أن أتعلم وأكتشف بقدر ما أستطيع وأنمّي مسيرتي المهنية، وأضع بصمة قوية في تاريخ البحث العلمي، إن شاء الله».

وتطلعنا إيمان أسعد، حاصلة على ماجستير في تحليل علوم البيانات من جامعة روتشستر للتكنولوجيا، عن تجربتها في مجال التطوع بالبحث العلمي، وتقول: «بدأت عملي كباحثة متطوعة بمجال بحوث البيئة بمركز الفجيرة للبحوث منذ بضعة أشهر. واخترت التطوع في هذا المجال، للمساهمة بمشروعات بحثية مهمة، تدعم توجه الدولة في المجال البيئي، خاصة مع استضافة الدولة مؤتمر تغيُّر المناخ «كوب 28» بنهاية العام الجاري، ولهذا حرصت على أن أزيد معرفتي بهذا المجال».

وعن سبب اختيارها للتطوع بمجال البحث العلمي بالتحديد تقول: «المجال البحثي من المجالات المهمة التي من شأنها أن ترفع قيمة الفرد والمجتمع، وأنا أقدر قيمة وتأثير هذا المجال على حياتنا جميعاً، لهذا أحرص على المشاركة فيه»، ورغم عدم إقبال بعض الشباب على التطوع في هذا المجال، فإن اهتمام حكومة الإمارات بمجالات التنمية وتحفيز ودعم الجهود البحثية، يمكن أن يشكل الأساس الراسخ لتنمية هذا المجال، لما يوفره هذا القطاع من مورد اقتصادي مهم للدولة. فعلى سبيل المثال نجد جامعات عالمية ومؤسسات علمية قائمة على مجال البحوث، وهي جامعات غير ربحية، ومصدر الدخل الرئيسي لها هو ما توفره الأبحاث والدراسات والملكيات الفكرية لها من دخل كبير.

وعن نوعية المشروع البحثي الذي تشارك به في المركز تقول: «بحسب دراستي للتحليل وعلوم البيانات، أسعى للاستفادة من التقنيات المتقدمة في هذه البحوث. فنحن نعمل بالمركز على أحد البحوث القائمة على دور «الذكاء الاصطناعي في تحسين وتطوير سباقات الهجن»، ويعد هذا البحث من البحوث المميزة، حيث هو الأول من نوعه على مستوى العالم، الذي يعنى بهذا المجال، حيث إن البحوث الحالية تعنى بشكل رئيسي بسباقات الخيل. كما يتم العمل على الاستفادة من الفيديوهات المصورة للسباقات، إضافة إلى مجموعة من المستشعرات المستخدمة في المزرعة لتدريب الحاسوب، بحيث نسعى من خلال البيانات الآنية الواردة بالرصد والتحليل والتنبؤ وإعطاء تحذيرات في حال وجود خلل وتحديث نظام الدعم في اتخاذ القرارات».

وعن مدى الاستفادة التي حققتها خلال هذه التجربة، تقول: «تعد هذه ثاني مشاركة لي في المجال البحثي، حيث سبق أن التحقت بأحد المراكز البحثية التابعة لإحدى الجهات الحكومية الأخرى داخل الدولة، حيث توفر هذه المراكز العديد من الإمكانات والمميزات. فعلى الصعيد المهني هي توفر خبرة كبيرة في فترة زمنية قليلة، كما تمكن الباحث من الاستفادة من أحدث الأجهزة والمعدات والبرامج، حيث إن دولة الإمارات العربية المتحدة، تسعى جاهدة لتوفير الأفضل والأحدث في المجال العلمي والعملي، ويمكن للباحث المتطوع الاستفادة منها، وهذه المعدات تتوفر لدى المراكز البحثية أكثر من الشركات الخاصة، وعلى المستوى الإنساني، فخبرة التطوع تزيد من المعارف والعلاقات على المستوى الاجتماعي والمهني، وطموحي من هذه التجربة، هو أن أتمكن من العطاء، وإحداث تغيير يكون له أثر ملموس للمجتمع والدولة، من خلال التعاون مع فريق العمل البحثي الذي تعلمت منه العمل بروح الفريق، وقد نتعثر أحياناً، ولكن لا نستسلم أبداً، نساند بعضنا وغايتنا النجاح، فالبحث العلمي يتطلب كثيراً من الصبر والمثابرة».

1
ملاك هشام

وتروي لنا ملاك هشام، 20 سنة، طالبة في السنة الرابعة، تخصص هندسة كهربائية وطاقة متجددة في جامعة العلوم والتكنولوجيا بالفجيرة، تجربتها مع التطوع بمجال البيئة وتقول: «أحببت العمل لخدمة المجتمع، وقد خضت تجارب سابقة بمجال التطوع، مثل تطوعي في تنظيم ماراثون الفجيرة، وتطوعت لمساعدة المتضررين في زلزال سوريا وتركيا، وتطوعت في الفجيرة لإزالة الأضرار عن الشوارع بعد الأمطار الغزيرة؛ لكن هذا العام اخترت التطوع بمركز الفجيرة للبحوث، والمساهمة في بحوث متخصصة في مجال البيئة، ورغم حساسية المجال وأهميته، فإنني أستمتع بهذه المشاركة المفيدة التي تزيد من خبراتي العملية بمجال تخصصي، وتضيف الكثير إلى معارفي بمجال البيئة والتكنولوجيا. إلى جانب أن التطوع بمجال خدمة البيئة وبحوثها المتخصصة، يساعد على تنمية القدرة على الإبداع والاستكشاف لدى الشباب، ويتماشى مع رؤية الدولة في الاهتمام بالبحث العلمي والاستدامة، وتحفيز الشباب على السعي الدائم لاكتساب الخبرات من المتخصصين بكل المجالات».

وعن طبيعة مشاركتها بالمركز، تقول: «أعمل مع المهندسين في المركز على مشروع بعنوان (إل فوتو-فولتك)، وهو يقوم على استعمال الألواح الشمسية لتوليد الطاقة من الشمس، واستعمال الظل كمساحة لزراعة المحاصيل التي تحتاج إلى درجات حرارة منخفضة، ويهدف هذا المشروع إلى تحقيق استعمال ذكي للمساحة والطاقة المستدامة، لتحويلها إلى كهرباء تفيد أصحاب المزارع والأراضي الزراعية. والعائد المرجو منه هو تقليل استعمال موارد الكهرباء غير الصديقة للبيئة والبدء في تجارب زراعة أنواع محاصيل جديدة في البلدان التي تتباين فيها درجات الحرارة».

وتتحدث عن حجم الفائدة الشخصية من تجربتها وتقول: «اكتسبت خبرات جديدة وثمينة في مجالي الأكاديمي من خلال المعلومات والتجارب المختلفة التي اكتسبتها من خلال تطوعي في البحوث البيئية، والتي ستفيدني في مجال العمل مستقبلاً، وتعلمت الكثير من خلال الزيارات لمواقع البناء لرؤية عملية توليد الكهرباء ومواقع المحميات الطبيعية البحرية وبيوت النحل، من خلال زيارة زملائي بالمركز في الأقسام الأخرى، والتعرف إلى جهودهم وأبحاثهم وساعدتني تجربتي على تقوية علاقات التواصل والمعرفة بالعلم والعلماء من مختلف الأجيال».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yc8f45az

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"