عادي
هيئة الشارقة للكتاب تمثل الإمارة في «لقاء ريميني» بإيطاليا

شخصيات فكرية وثقافية بارزة: مبادرات سلطان فتحت جسراً بين حضارات العالم

15:20 مساء
قراءة 4 دقائق
أحمد العامري خلال مشاركة الهيئة في «لقاء ريميني» بإيطاليا
أحمد العامري خلال مشاركة «هيئة الكتاب» في «لقاء ريميني للصداقة بين الشعوب» بإيطاليا
أحمد العامري خلال مشاركة «هيئة الكتاب» في «لقاء ريميني للصداقة بين الشعوب» بإيطاليا
  • أحمد العامري: التعرف إلى ثقافة الآخر يفتح آفاق التفاهم والسلام
  • ماريا تريبودي: الثقافة وسيلة لتحقيق السلام في زمن النزاعات

 

ريميني - إيطاليا - الخليج

أشاد عدد من كبار الشخصيات الثقافية والدينية في لقاء «ريميني للصداقة بين الشعوب 2023» في مدينة ريميني الإيطالية، بالرؤية الثقافية والإنسانية لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، والتي تسعى إلى بناء جسور التواصل بين الشعوب والحضارات. وحظي صاحب السمو حاكم الشارقة بتقدير وإشادة كبيرين من قبل المشاركين في اللقاء، الذين أبرزوا مبادرات وإسهامات سموه في مجالات التنمية المستدامة والتعليم والتعاون الدولي، والتي تعكس حرص سموه على خلق تفاعل حقيقي ومستدام بين الحضارات والأديان.

وشاركت الشارقة ممثلة بهيئة الشارقة للكتاب في «لقاء ريميني للصداقة بين الشعوب 2023» الذي يعد أكبر مهرجان ثقافي صيفي في أوروبا والعالم الغربي، بحضور أكثر من ألف مشارك من مختلف دول العالم، الذين يمثلون المشهد الثقافي والديني العالمي.

واستضاف اللقاء ندوة حوارية بعنوان: «الصداقة بين الثقافات»، تحدث فيها كل من أحمد بن ركاض العامري، الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب، وبرنارد شولز، رئيس مؤسسة «لقاء ريميني»، وماريا تريبودي، نائب وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي في إيطاليا، وأنطونيلا شاروني اليبراندي، نائب وزير التعليم في الفاتيكان، وأدارها الدكتور وائل فاروق، أستاذ اللغة العربية في الجامعة الكاثوليكية.

*الثقافة والحوار

وفي كلمته خلال الجلسة، أكد أحمد العامري، التزام إمارة الشارقة بالحوار والتعارف بين الشعوب والثقافات المختلفة، مشيراً إلى أنها لا تقتصر على تعريف الغرب بثقافتها وإرثها، بل تسعى أيضاً إلى تعريف العرب بثقافة الغرب وإبداعاته وتنوعه. واستشهد بمقولة صاحب السمو حاكم الشارقة: «إن الثقافة هي الأساس في بناء الحوار الإنساني، وخلق التفاهم والوئام بين شعوب العالم كافّة، بِغَضّ النظر عن العرق أو الدين أو الجغرافيا».

وقال العامري: «التعرف إلى ثقافة الآخر يزيل الخوف والجهل، ويفتح آفاق التفاهم والسلام، وهذا يؤكد أهمية تقديم الوجه الإنساني للأمم من خلال آدابها وفنونها وعاداتها، وليس فقط من خلال سلعها ومنتجاتها، فالتاريخ يشير إلى أن العلاقات الثقافية تبني جسور التعارف وتساهم في تعزيز نقل المعارف والخبرات والأفكار، مثلها مثل العلاقات التجارية التي كانت إحدى أفضل أدوات ترسيخ فرص التبادل الثقافي».

وأعرب العامري عن فخره بدور «هيئة الشارقة للكتاب» في تعزيز الصداقة والتواصل مع ثقافات العالم المختلفة، موضحاً أن مشاركاتها العالمية لا تنحصر في حضور معارض الكتب، بل تقوم بمهمة أكبر وهي أن تكون جسراً يربط بين الإمارات والمنطقة العربية مع العالم، وأن استضافة بلدان العالم ضيوف شرف على معرض الشارقة الدولي للكتاب فرصة لبناء صداقات حية بين الثقافة العربية وغيرها من ثقافات العالم.

*تواصل

في كلمة ألقاها برنارد شولز، أعرب عن امتنانه لافتتاح هذه الندوة التي تتوافق مع رؤية وهدف اللقاء، وهو تعزيز الصداقة بين الثقافات المختلفة، مؤكداً أهمية هذا الموضوع في ظل التحديات والصراعات التي يواجهها العالم اليوم، والتي تستدعي تضافر الجهود والتعاون بين الشعوب. ورحب بالضيوف المشاركين في الندوة، والذين يمثلون نماذج حية للتواصل والتفاهم بين الثقافات. وختم كلمته بتوجيه الشكر لإمارة الشارقة على حسن ضيافتها وكرمها خلال استضافة إيطاليا ضيف شرف على «معرض الشارقة الدولي للكتاب 2022»، الذي يُعد أحد أبرز المحافل الثقافية في المنطقة.

من جهتها، أكدت ماريا تريبودي، أن الثقافة تشكل أولوية في السياسة الخارجية لبلادها، وأنها تعتبر وسيلة للحفاظ على التراث والهوية والسلام في زمن النزاعات. وأشارت إلى أن إيطاليا تدعم وتروج لثقافتها ومواقعها السياحية وتراثها المادي واللامادي، باعتبارها مصدراً رئيسياً للدخل والتنمية. كما أثنت على وثيقة الأخوة الإنسانية التي تم توقيعها بين بابا الفاتيكان وشيخ الأزهر، مؤكدة أن كافة الحوارات التي قامت بها في العالم اعتمدت على الثقافة كأساس للتفاهم والصداقة بين الشعوب.

الثقافة والتعليم

بدورها، قالت أنطونيلا شاروني اليبراندي: «الثقافة والتعليم يشكلان ركيزتين أساسيتين لبناء الصداقة بين الشعوب، وفي سبيل تحقيق هذه الصداقة، نسعى في وزارة التعليم في الفاتيكان إلى ربط التعليم بالثقافة وفتح آفاق الحوار حولها في المدارس، فنشر الوعي بذلك بين الطلاب يضمن تعليماً حقيقياً يحترم هوية وتاريخ كل ثقافة. وقد أثمرت هذه السياسة الرائدة عن وجود أكثر من 1000 جامعة كاثوليكية في العالم تفتح أبوابها للثقافة دون خوف من تراجع هويتها الدينية، بل على العكس، فإنها تستفيد من الحوار مع الآخر لتنمية هذه الهوية».

بدوره، تناول الدكتور وائل فاروق، مفهوم الصداقة من منظور لغوي وثقافي، قائلاً: «تتمثل الصداقة في قبول البعد والاختلاف بين الأفراد والثقافات، فهي تساعد على اكتشاف حقيقة الذات والآخر. وهنا يبرز دور المؤسسات التي تسهم في بناء جسور التواصل والصداقة بين الثقافات، مثل وزارات الخارجية والتعليم، والمؤسسات التي تدعم الكتاب والثقافة، مثل هذا اللقاء الرائد، الحافل بالقلوب التي تؤمن بالصداقة واللقاء في سبيل تحقيق رسالة سلام للعالم أجمع».

*مبادرة لا تنسى

وفي لحظة مؤثرة، شهد اللقاء -عقب انتهاء الندوة- مداخلة حية من إحدى المدرسات في مدرسة «فيكتوريا ماغنسيان» في أرمينيا، التي تم ترميمها بأمر من صاحب السمو حاكم الشارقة، كجزء من مشروعه الإنساني لإعادة إحياء التراث. وعبّرت المدرّسة عن شكرها وامتنانها لسموه على ترميم كنيسة «دير هاغاردزين» وإصلاح الشارع المؤدي إليها، والذي يعتبر رمزاً للهوية والانتماء للأرمن. وأكدت أنها شخصياً استفادت من هذه المبادرة، حيث تستطيع الآن زيارة الكنيسة بسهولة والصلاة فيها، مشيرة إلى أن هذا التواصل الإنساني والثقافي بين الشارقة وأرمينيا يعكس روح التسامح والتعاون بين الشعوب، وأنه لن يُنسى أبداً من قبل أبناء بلدها.

يعد لقاء «ريميني للصداقة بين الشعوب» أكبر مهرجان ثقافي صيفي في أوروبا والعالم الغربي، ويهدف إلى الجمع بين الأشخاص من مختلف الأديان والثقافات في جو من الصداقة والألفة والسلام، ويضم العديد من الفعاليات والندوات والمحاضرات والعروض الفنية والمعارض، كما يستضيف اللقاء كل عام شخصيات بارزة من مجالات السياسة والدين والثقافة والفن والإعلام، ويناقش قضايا مهمة تخص الإنسانية والحضارة. ويعتبر اللقاء فرصة لبناء صداقات حية بين الثقافة العربية وغيرها من ثقافات العالم، كما يبرز دور المؤسسات التي تسهم في تعزيز التواصل والتفاهم بين الشعوب والحضارات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3xyvbv4d

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"