عادي

عزام صالح: السينما العراقية ضجيج بلا طحن

23:08 مساء
قراءة 3 دقائق

بغداد: زيدان الربيعي

أكد المخرج السينمائي والدرامي العراقي عزام صالح، أنه ليس للسينما العراقية طعم ولا لون ولا رائحة، ضجيج بلا طحن، فهي لم تؤثر في المحيط الإقليمي ولا في الوطن العربي ولا على مستوى العالم .

وقال صالح: إن «هذا يرجع إلى المسيرة غير المدروسة التي سارت بها، مما جعلها غير مميزة ولا تحتوي الأسلوبية وليس لها شكل. ومجرد محاولات من دون دراسة ومؤسسات غير منتجة، أو خصوصية مميزة على المستوى الشكلي ولا الفكري، ولا تزال إلى الآن مفككة ومتناثرة أو تكاد تكون لا وجود لها إلا إعلام لا نعرف مصداقيته يرفع بهذا بأيدي بعض الصحفيين الذين لا يمتلكون الإمكانية في الكتابة عن السينما ويمتهنون هذه المهنة من أجل الكسب المادي».

أشار صالح إلى أن «هذا هو حال السينما العراقية.. محاولات من دون دراسة ومؤسسات غير منتجة وليس هناك دعم أو قانون حكومي يحمي السينما كمشروع تنموي في بناء المجتمع، وهناك دعم بسيط غير ممنهج ومن دون تخطيط تسيطر عليه بعض المؤسسات الفنية. علماً أن الدعم يجب أن يوجّه إلى القطاع الخاص أو قطاع تدخل فيه الدولة كشريك قوي (قطاع مشترك) في محاولة لوضع تنافس في القطاع الخاص وجذب الاستثمار ووضعه في المكان المناسب مع دعم وتغيير إدارات المؤسسات غير المنتجة.

وأضاف: «إذا رجعنا تاريخياً، فبداية السينما العراقية لم تكن عراقية بحتة، إذ كان المخرج والفنيون أجانب حتى استقرت محاولات للسينما بأيدي العراقيين، ولكنها كانت بمشاركة العرب من الممثلين وحتى الإخراج وحتى شكل الأفلام. وعندما بُني استوديو بغداد وتفاءل الذين يعملون بالسينما، ولكن كانت هناك خيبة أمل بعد أن أنتج 3 أفلام وانتهى بحجة غياب التمويل».

نجاحات شكلية

أردف:«استمرت المحاولات وكانت هناك نجاحات شكلية ومادية في أفلام مثل (سعيد أفندي) و(من المسؤول) وأخرى استعراضية كفيلم (ارحموني) و(نعيمة وخنيجر) وغيرها من الأفلام التي حفزت بعض التجار ومحبي السينما من الخوض في السينما وجني الأرباح، إلا أن كل هذه المحاولات كانت انفرادية وليس بها سمة التميز أو الخصوصية، وسارت على نفس النهج حتى جاءت مصلحة السينما والمسرح في الستينيات لتأخذ مواضيع شعبية أمثال فيلم (الجابي) لعراب السينما العراقية الراحل جعفر علي، ومن هنا بدأت السينما بالتقدم في استلهام الرواية والقصة كما في أفلام (الظامئون) و(الحارس) و(المنعطف) محاولة لتقليد الواقعية المصرية بقيادة المخرج صلاح أبو سيف. وبعد أن تحولت مصلحة السينما والمسرح إلى دائرة وتدخل الإعلام والأيديولوجية الحكومية حدث تغيير فكري إعلامي دون تغيير شيء بأسلوب أو شكل ما أو رفد شباب للاشتغال في هذا المجال وإسنادهم. إذ بقيت الأفلام مؤدلجة غير معنية بالترفيه ومواضيعه كالحب، أو الرومانسية، أو قصص واقعية، أو رواية».

تابع: «كانت هناك موجة من الأفلام الحربية غطت على أغلب الإنتاج أثناء الحرب العراقية الإيرانية 1980 - 1988 أمثال أفلام (الحدود الملتهبة) و(المنفذون) و(القادسية) وغيرها من الأفلام الروائية التسجيلية، ولم تكن هناك أي أفلام للقطاع الخاص وليس هناك سوى شركات استيراد للأفلام، حيث انتهت تلك الحرب وكانت هناك صولة للتجديد والترفيه مثلت بداية جيدة من الأفلام التي خاضها بعض من الجيل الجديد منها أفلام (ستة على ستة) و(عريس ولكن) و(المدير) و(عمارة 13) وغيرها من الأفلام التي جذبت المشاهد العراقي وكانت بداية مميزة ولكنها لم تستمر، إذ رجعت السينما والمسرح تعمل على أفلام تاريخية مودبلجة أمثال فيلمي (الملك فيصل) و(المسألة الكبرى). ثم بدأت أفلام مثل (حفر الباطن) والعد التنازلي التي لم تكن بمستوى سينمائي ناضج غير أنها كانت هناك فسحة لأفلام «السكرين» التي استقطبت الجمهور السينمائي من خلال إشراك الغجر والراقصات والإنتاج غير المكلف، ولكنها سرعان ما حوربت ووئدت خلال مدة قصيرة وانتهت».

طموحات كبيرة

أضاف صالح: بعد الحرب كان هناك شباب لهم محاولات وهم مدعومون من جهات داخلية وخارجية، قاموا بمحاولات لم تؤسس إلى شيء جديد واستمرت هذه المحاولات دون تأشير جودة أو خصوصية أو فوز عربي أو عالمي، ولكن كانت هذه بداية للتأثير بالشباب الذين كانت لديهم طموحات كبيرة في صنع أفلام مع عدم اكتمال التجربة».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yv857udw

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"