إنجازات الإمارات في الفضاء

00:35 صباحا
قراءة 3 دقائق

سلطان حميد الجسمي

بهبوط رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي على الأرض، بعد رحلة دامت 6 أشهر، تدخل دولة الإمارات والعرب التاريخ بأول رائد فضاء يمكث هذه المدة في الفضاء. إذ تم إطلاق هذه المهمة الأطول للعرب في الفضاء في تاريخ 3 مارس/ آذار 2023، على متن المركبة الفضائية «دراغون» التي كان على متنها البطل الإماراتي سلطان النيادي، إضافة إلى رواد الفضاء من وكالة «ناسا» ستيفن بوين ووارين هوبيرغ، والروسي أندري فيديايف، في مهمة استثنائية.

صحيح أننا كأفراد، لم نحلّق في الفضاء، إلا أن رائد الفضاء الإماراتي، وعلى مدار الأشهر الستة، ولحظة بلحظة، جعلنا نحن العرب، نشعر بأننا مسافرون افتراضياً معه في لحظات لن ينساها العرب، إذ كان يرسل من الفضاء يومياً صور عواصم ومدن عربية كي تكون ذكرى خالدة لرائد فضاء عربي ترجم مشاعره تجاه أمته.

لقد حققت المهمة نجاحات علمية كبيرة في مجالات مختلفة، كالعلوم الحيوية التي ضمت مجالاً واسعاً، شمل تجارب ودراسات على وظائف أعضاء الجسم والأوعية الدموية والقلب، واختبارات على العمود الفقري، والطباعة ثلاثية الأبعاد لبعض الأعضاء في محطة الفضاء الدولية، إلى جانب إجراء تجارب في علوم المواد، كالسوائل وتجارب على تقنيات جديدة لأول مرة في محطة الفضاء الدولية، وتجارب متنوعة غطت جوانب العلوم والهندسة والتقنيات، وإلى غير ذلك من الأنشطة الكثيرة والمحاضرات والمبادرات والصور التي شاركها رائد الفضاء الإماراتي مع العرب والعالم.

هذا ما يعرف عن دولة الإمارات، فهي تشارك في كل المحافل إخوانها العرب نجاحاتها، وترفع أعلام النصر وتنسبها لجميع العرب، ويعود ذلك لنهج القائد المؤسس، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، الذي غرس في القيادة الرشيدة والشعب الإماراتي حب إخوانهم العرب.

قبل 1971 كانت دولة الإمارات أرضاً صحراوية قاحلة، وكانت كثير من دول العالم تحتفي بعلومها وإعمارها واقتصادها وتقدمها، إلا أن دولة الإمارات في زمن قصير وفي منطقة الشرق الأوسط، المنطقة الأكثر توتراً بسبب الحروب والتقلبات السياسية والاقتصادية، صنعت المعجزة، واستطاعت بإرادة القائد المؤسس زايد الخير، طيّب الله ثراه، وخلال زمن قياسي، تحويل هذه الصحراء إلى دولة متقدمة في جميع أركانها ومجالاتها، فرحلتنا للفضاء هي أحد إنجازات الاتحاد العظيم لدولة الإمارات، والتاريخ كفيل اليوم بأن يسجل هذه الإنجازات الخالدة.

لم تكن هذه الرحلة هي الأولى لدولة الإمارات، بل اهتمت دولة الإمارات بالفضاء منذ السبعينات عندما التقى المغفور له بإذن الله، القائد المؤسس الشيخ زايد، مع فريق وكالة «ناسا» المسؤول عن رحلة أبولو إلى القمر. ثم حملت القيادة الرشيدة لدولة الإمارات على عاتقها حلم وطموح زايد، والسعي للسفر إلى الفضاء واستكشافه واستيطانه.

وفي عام 2006 أنشأ صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، «مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة»، والتي تهدف إلى تعزيز علوم الفضاء، وحتى إبريل/ نيسان 2015، قبل أن يتم دمج وإنشاء «مركز محمد بن راشد للفضاء» المؤسسة الإماراتية الرائدة في غزو الفضاء، وأيضاً تم في عام 2014 تأسيس «وكالة الإمارات للفضاء» التي تهدف إلى تطوير قطاع الفضاء في دولة الإمارات، ونجحت هذه الوكالة في الحصول على عضوية مجموعة من المنظمات والهيئات العالمية والوكالات الدولية، من بينها عضوية اللجنة الدولية لاستكشاف الفضاء، وهي أول دولة عربية تنضم إلى هذه اللجنة العالمية.

وفي أول مشروع فضائي، انطلق أول مسبار عربي وإسلامي إلى كوكب المريخ بتاريخ 20 يوليو/ تموز 2020 وقد نجح «مسبار الأمل» في الانتقال من مدار الالتقاط إلى مداره العلمي في إبريل/ نيسان 2021، وحقق نجاحات مبهرة وتاريخية للبشرية.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/2p99wc7c

عن الكاتب

إعلامي وكاتب في المجال السياسي

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"