دبي: محمد إبراهيم
كشف خبراء التعليم عن 4 توقعات مرتقبة في قطاع التعليم الوطني العام الدراسي الجديد 2023-2024، أبرزها التركيز على المعلم وسبل تمكينه من مستجدات طرائق التدريس وتطورات التكنولوجيا، وإيجاد طرائق جديدة لتعليم الرياضيات والمواد العلمية، وفي المقابل هناك 7 مسارات تصف المشهد التعليمي العام الجاري.
في وقت أظهرت بيانات وإحصاءات حديثة ل«ماتيفيك» المتخصصة في تعلم الرياضيات، أن طلبة الإمارات يختارون بأنفسهم 60% من أنشطة الرياضيات، من دون أي تحفيز من معلّميهم أو أولياء أمورهم، ويعد هذا المعدّل أعلى من المعدّل العالمي البالغ 44%.
تُظهر هذه النتائج التأثير الإيجابي القوي لاستخدام اللعب والتكنولوجيا المناسبة في تطوير تعليم الرياضيات في الإمارات، وتشير بوادر المشهد التعليمي للعام الدراسي الجاري بأنه أكثر تخصيصاً ويتميز باعتماد كبير على التكنولوجيا ليتماشى مع الاحتياجات المتطورة للطلاب والمعلمين في عالم سريع التغير.
توقعات مرتقبة
وفي مداخلة لها مع «الخليج» أكدت زينب جرير، المديرة الإقليمية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا «ماتيفيك»، أن التوقعات المرتقبة تشمل استعداد قطاع التعليم لتطورات وتحولات كبيرة، لاسيما أن تأثير التكنولوجيا في التعليم واضح، إذ تشير جميع الاتجاهات إلى تحول كبير في ممارسات التدريس، حيث ستوفر الأدوات الرقمية، تجارب تعليمية أكثر تخصيصاً وتشويقاً.
وأضافت أن هذا النهج يتماشى مع التركيز المتزايد على تعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات والابتكار التكنولوجي داخل الإمارات وفي جميع أنحاء العالم. أما بالنسبة لتعليم الرياضيات خصوصاً، وهي مادة يفتقر الكثير من الطلاب إلى الثقة بها بسبب ما يواجهون من تجارب سلبية مبكّراً في رحلتهم التعليمية، فيبرز اللعب، أو «الجيم يفيكيشن»، أسلوباً شديد الفعالية، من منظور التدريس والتعلّم، إذ يضفي هذا الأسلوب التشويق والمتعة على أي مادة، لاسيما الرياضيات.
التعلم التكيفي
وفي ردها على سؤال عن المشهد التعليمي للعام الدراسي الجاري 2023-2024، أفادت بأن هناك 7 مسارات تصف المشهد العام الجاري، إذ يكتسب مفهوم التعلم التكيفي انتشاراً واسعاً في الإمارات، ما يتواءم مع الخطوات الطموحة التي حققتها الدولة في دفع ودعم تعليم مواد «ستيم»، العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.
وأضافت أنه في هذا الإطار، أطلق مكتب التطوير الحكومي والمستقبل في الإمارات، مبادرة رائدة هدفها بناء مهارات وتمكين 10 آلاف طالب في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.
وتأكيد هذا الالتزام بعقد مجموعة من الأحداث البارزة، مثل المهرجان الوطني للعلوم والتكنولوجيا والابتكار، وسلسلة من المبادرات والبرامج في الذكاء الاصطناعي والروبوتات.
معلمو الإمارات
وأشارت إلى أن الدراسة التي أجرتها «ماتيفيك» حديثاً، كشفت أن معلمي المدارس الابتدائية في الإمارات الذين يستخدمون التكنولوجيا في الفصول الدراسية، يعينون ما متوسطه 71 مسألة رياضية شهرياً، وهو أعلى من المعدل العالمي البالغ 40 مسألة.
وقالت ينبغي على المؤسسات التعليمية أن تتأكد من أن هذه الأنظمة التكيفية تعمل على تعزيز تعلم الطلاب، وقدرتهم على التعاون مع المعلمين، من أجل تحقيق التكامل السلس في الفصول الدراسية، لاسيما أن القدرة على التكيف حجر الزاوية في كثير من منتجات تكنولوجيا التعليم.
وأوضحت أن المدارس ستواصل التركيز على جودة المحتوى، وتقديم محتوى يتمكن الطلاب من استيعابه بسهولة، فضلاً عن التركيز على استخدام استراتيجيات وأساليب مختلفة لتنمية المهارات الضرورية في القرن الحادي والعشرين، مثل الإبداع والتواصل والتعاون والتفكير النقدي. مؤكدة أن المؤسسات التعليمية ستواصل تزويد المعلمين بالتدريب اللازم، لاستخدام هذه التقنيات والمنهجيات، للارتقاء بمهاراتهم في توصيل المعلومات للطلاب.
مستجدات التدريس
وفي وقفتها مع مستجدات التدريس لمادة الرياضيات، أكدت أن «ماتيفيك» تخصص موارد كبيرة لمواصلة دمج تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في المنصة، بهدف توفير تجارب تعليمية مصممة خصيصاً لكل طفل، وإثراء مهارات الرياضيات الأساسية وتقويتها، والقضاء على انعدام الثقة الذي يعانيه كثير من الطلاب فيما يتعلق بالرياضيات.
وتركز على الارتقاء بمستوى لعبتها الرائدة «أرينا»، أو الساحة، التي تقدم للمستخدمين تجربة استثنائية متعددة اللاعبين لشحذ مهاراتهم في مجال الرياضيات، إذ برزت «أرينا» عنصراً مفضلاً ومشوّقاً، وسارع المعلمون إلى دمجها بسلاسة في أساليبهم المختلفة للتدريس، حيث استخدموها أداةً ديناميكيةً لإجراء منافسات مشوّقة في الرياضيات داخل الفصول الدراسية.
واغتنم الطلاب الفرصة لتنظيم تحديات تفاعلية في الرياضيات، فيما بينهم، ومع أفراد أسرهم، ما أثرى تجربة تعلّمهم، فضلاً عن توسيع محتوى «ماتيفيك»، ليشمل الطلاب من السابع إلى التاسع، لتقديم الدعم الشامل، أثناء انتقالهم إلى المراحل التعليمية المتقدّمة.
