القاهرة: «الخليج»
أعلنت وزارة السياحة والآثار في مصر، الانتهاء من أعمال الترميم في مسجد سليمان باشا الخادم، المعروف باسم «مسجد سارية الجبل»، بقلعة صلاح الدين الأيوبي بالقاهرة، تمهيداً لافتتاحه أمام الزوار خلال الفترة المقبلة.
واستغرقت عمليات ترميم المسجد، الذي يصنف باعتباره أول مسجد يُنشأ في مصر على الطراز العثماني، قرابة خمس سنوات، بتكلفة بلغت نحو 5 ملايين جنيه، حيث شملت أعمال التطوير الترميم المعماري والدقيق لمبنى المسجد، وإزالة التكلسات والأتربة وتقوية النقوش، وتقوية وعزل الأخشاب وعمل الصيانة اللازمة للرخام، وقال الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إن افتتاح المسجد يعد إضافة جديدة للأماكن الأثرية التي يمكن زيارتها بقلعة صلاح الدين الأيوبي، مشيراً إلى أهمية المسجد التاريخية، بمئذنته ذات القمة العثمانية المدببة، والتي تجسد مثالاً حياً للمآذن العثمانية في مصر.
ويرجع تاريخ بناء هذا المسجد داخل قلعة صلاح الدين الأيوبي، إلى سليمان باشا الخادم، وكان أحد رجال الدولة العثمانية البارزين في عهد السلطان سليمان القانوني، وقد تم إنشاء المسجد عام 1528 ميلادية، على أنقاض مسجد قديم كان قد شيّده أبو منصور قسطة، والي الإسكندرية في العصر الفاطمي، في هذا المكان قبل بناء القلعة، وقد اشتهر المسجد باسم سارية الجبل، تيمناً بالقصة الشهيرة للصحابي سارية بن زنيم بن عمرو الكناني، مع الخليفة العادل عمر بن الخطاب.
ويتكون المسجد من أربع واجهات حجرية، وهو يعتمد في تخطيطه على قسمين أساسيين، أحدهما الجزء المغطى الذي يمثل بيت الصلاة وحرم المسجد، إلى جانب مساحة مكشوفة بين بيت الصلاة والميضأة، كما يحتوي التخطيط العام على كتاب ملحق بالمسجد، الذي يتميز بتغطيته بالقباب المزودة بالمآذن القلمية، وجدرانه الداخلية المكسوّة ببلاطات خزفية.
وشيّد الجامع في الأساس للجنود الإنكشارية، وهم طائفة من جيوش العثمانيين الذين دخلوا مصر عام 1517 ميلادية مع السلطان سليم، وسكنوا داخل الأسوار الشمالية للقلعة، بعد أن تهدم جزء كبير من مسجد الناصر محمد بن قلاوون ولم يعد صالحاً لإقامة شعائر الصلاة.
