عادي

سياحة معالم الحرب العالمية الأولى تزدهر

19:30 مساء
قراءة دقيقتين
طائرة من الحرب العالمية الثانية (رويترز)

يشهد 139 موقعاً تذكارياً من الحرب العالمية الأولى في فرنسا وبلجيكا، أدرجتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو) في قائمتها للتراث العالمي، نمواً كبيراً للحركة السياحية منذ سنوات، إذ يتوافد إليها الآلاف لاستذكار فظائع أول نزاع عالمي راح ضحيته الملايين من عشرات البلدان.

تراقب جودي باد، الآتية من ملبورن لمعاينة الموقع التذكاري الأسترالي في بلدة فيلير- بروتونو في شمال فرنسا، وهو أحد المعالم ال139 هذه، بتأثر شواهد القبور المتراصفة بدقة لأكثر من ألفي مدفن. وتقول إن المدفونين في الموقع «كانوا في بعض الحالات من عمر ابننا».

وتجسد مواقع الدفن الفرنسية والبلجيكية هذه، المنتشرة بين إقليمي فلاندرز ووالونيا البلجيكيين ومنطقتي الشمال والشمال الشرقي الفرنسي، فظائع الحرب العالمية الأولى التي خلفت 10 ملايين قتيل من 130 دولة، إضافة إلى بتر أطراف 20 مليون شخص، بحسب وزارة الثقافة الفرنسية.

وتشهد القائمة التي احتفظت بها اليونيسكو على طابعها العالمي: مقبرة برتغالية، أو نصب تذكاري هندي، أو حتى أكبر مقبرة صينية في فرنسا، في نويي سور مير (شمال)، حيث دُفن 842 صينياً عملوا في خدمة الجيش البريطاني خلف الجبهة.

والكثير من المواقع هي مقابر ونصب تذكارية لبلدان في منظمة الكومنولث تستقطب أعداداً كبيرة من السياح البريطانيين والكنديين والنيوزيلنديين. وتعتقد جودي بادي بأن «واجب التذكر ضروري بالنسبة لنا، أكثر منه بالنسبة للفرنسيين».

ويؤكد المدير العام لمكتب السياحة في مدينة أراس (شمال فرنسا) كريستيان بيرجيه أن السياح من الكومنولث «يتقاسمون الثقافة الأنغلوسكسونية نفسها الخاصة بذكرى الأجداد الذين سقطوا في ميدان الشرف».

ويؤكد بيرجيه أن المكان «أصبح نصباً تذكارياً، مركزياً، يزوره أكثر من 60 ألفاً سنوياً»، معتبراً أن الإدراج على قائمة اليونيسكو «سيعزز إدارة تراث هذه المواقع، ويحميها».

وفي السنوات الأخيرة، ازداد الإقبال على المواقع التذكارية مع حلول الذكرى المئوية للحرب العالمية الأولى، وفق جان كلينكير، رئيس لجنة الآثار الوطنية «هارتمانسويلركوبف» في منطقة الألزاس في شرقي فرنسا، إلا أن هذا الاتجاه انحسر بسبب جائحة كوفيد.

وفي هذا المكان الذي يستقبل ما بين 250 ألفاً إلى 300 ألف زائر سنويًا، يلاحظ جيرار «اهتماماً متجدداً»، مدفوعاً بشكل خاص «بالشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و30 عاماً والذين يستكشفون تاريخ عائلاتهم، ويسعون إلى معرفة جذورهم».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/y6dm3v8p

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"