دبي: حازم حلمي
تشهد أسعار تذاكر الطيران خلال موسم السفر الشتوي قبيل نهاية العام ارتفاعاً كبيراً، وبنسب تصل إلى 50% إلى سبع وجهات عربية مقارنة بما هي عليه الآن، مدعومة بقوة الطلب على السفر من العائلات والأفراد المقيمين في الإمارات للاحتفال مع عائلاتهم في بلدانهم الأم تزامناً مع عطلة نهاية العام والاحتفال برأس السنة الميلادية وبداية العام الجديد.
حمى ارتفاع الأسعار بدأت مبكراً هذا العام لحجوزات السفر خلال عطلة نهاية العام وقبيل احتفالات رأس السنة الجديدة، مع العلم أن تلك الفترة تشهد انتهاء فعاليات مؤتمر الأطراف (كوب 28) في دورة 2023 والذي سيعقد في دبي بين 30 نوفمبر/ تشرين الثاني و12 ديسمبر/ كانون الأول، وهي الفترة التي يبدأ فيها ارتفاع الطلب على السفر من الإمارات.
حسب تتبع أسعار التذاكر الذي رصدته «الخليج»، عبر منصات حجز التذاكر، عند حجز موعد سفر في نهاية ديسمبر/كانون الأول 2023، وبداية يناير/كانون الثاني 2024، إلى 7 وجهات عربية شملت (القاهرة، بيروت، عمان، بغداد، دمشق، الرياض، الكويت) فقد تخطت نسبة الارتفاع 100% إلى بعض الوجهات وبنسبة 60% إلى وجهات أخرى.
عند الحجز من مطار دبي الدولي إلى مطار القاهرة على الدرجة السياحية، فإن متوسط سعر التذكرة في نهاية العام يتراوح ما بين 1200 إلى 2500 درهم، وإلى بيروت من 1800 إلى 2800 درهم، وإلى مطار الملكة علياء من 1400 إلى 2200 درهم، وإلى بغداد والتي اعتبرت الأكثر ارتفاعاً بين الوجهات العربية، والتي بلغ متوسط سعر رحلة الذهاب والعودة من 1200 إلى 3800 درهم. أما دمشق، فسجلت الأسعار إليها ارتفاعاً إلى ما بين 1200 إلى 2880 درهما خلال موسم ذورة نهاية العام.
بينما تبلغ رحلة الذهاب والعودة خلال الاحتفال برأس السنة إلى الرياض من 1055 إلى 2050 درهماً، وإلى الكويت تراوح متوسط سعر الرحلة ما بين 850 إلى 1725 درهماً.
الرحلات غير مباشرة
حسب محمد جاسم الريس، الرئيس الفخري لمجموعة وكلاء السفر والسياحة المنضوية تحت مظلة غرفة تجارة دبي، نائب الرئيس التنفيذي لوكالات الريس للسفريات والبواخر (مجموعة الريس)، فإن الأسعار في نهاية العام الجاري ستبقى مرتفعة لكثرة الطلب على السفر خلال هذه الفترة، متوقعاً أن ترتفع الأسعار لبعض الوجهات من 15% إلى 35%، وبعض وجهات عربية أخرى قد تتخطى ال50%.
وقال الريس: «ممن الممكن أن نرى المزيد من الرحلات الإضافية من الدولة إلى الخارج لتلبية الطلب المرتفع على السفر للاحتفال برأس السنة الميلادية، خاصة أن العديد من الجنسيات المقيمة في الدولة تحب الاحتفال بهذه المناسبة بين أهلهم في بلدانهم الأم».
ونصح الريس العائلات والمسافرين إلى اللجوء إلى خيار متعددة لمواجهة ارتفاع أسعار التذاكر، وأفضل الحلول، الرحلات غير المباشرة خلال أوقات الذروة، باعتبارها أقل بنسبة 25%، عن الرحلات المباشرة.
وأشار الريس إلى أن فصل الشتاء في الإمارات سيشهد زخماً طبيعياً للزوار باعتبارها الوجهة الأولى والمفضلة للكثير من السياح حول العالم، وبالتزامن مع بدأ موسم الفعاليات والمعارض والمهرجات الكبيرة التي تقام طوال موسم الشتاء، والتي تجذب المزيد من رجال الأعمال والمستثمرين الذين يشاركون فيها.
أسباب الارتفاع
لخص أكرم محمد، الرئيس التنفيذي لشركة «Vip بلاتينيوم كونسيرج»، 4 أسباب لارتفاع أسعار تذاكر السفر بنهاية العام، منها، بداية موسم العطلات والتي تعتبر الفترة الرئيسية لجميع العطلات في مختلف دول العالم، وهذا ما يزيد الحاجة إلى السفر، والطلب العالي، لأن الأفراد يودون الاحتفال برأس السنة والعام الجديد، وعروض العطلات، حيث تقدم شركات الطيران ووكلاؤها عروضاً خاصة وحملات ترويجية قد تزيد من أسعار التذاكر، بجانب الطلب على وجهات معينة، فبعض الوجهات لها شعبية في هذه الفترة، مما يزيد من تكلفة التذاكر إليها.
وحدد 4 طرق للهروب من ارتفاع الأسعار خلال الاحتفال برأس السنة، وهي: الحجز المسبق، لأنه يعتبر أفضل وسيلة للحصول على سعر مناسب، والبحث عن تواريخ مرنة للسفر، لأن الأسعار قد تكون أقل في أيام محددة، واختيار وجهات بديلة والتي قد تكون أقل تكلفة من التي تود زيارتها، واستخدام نقاط الولاء وهي فرصة تستخدم لتخفيض تكلفة التذاكر.
وتوقع الرئيس التنفيذي لشركة «Vip بلاتينيوم كونسيرج»، أن ترتفع أسعار التذاكر خلال الاحتفال بالعام الجديد بنسبة تصل إلى 60%، نظراً للطلب العالي على السفر والإجازات وتحقيقاً لسياسة العرض والطلب، وزيادة أسعار الوقود. وقال: «على الأرجح، لن تصل أسعار التذاكر في نهاية العام لمثيلتها التي وصلت في الصيف الماضي. فالمواسم والطلبات تختلف على مدار العام، وعادة ما تكون أسعار التذاكر أعلى خلال فترات العطلات والأحداث الخاصة».
ارتفاع مستمر
يرى شريف الفرم، الرئيس التنفيذي لشركة «شريف هاوس» للسياحة والسفر، أن موسم الأعياد دائماً ما يصاحبه مزيد من الطلب على السفر، وبالتالي ارتفاع أسعار التذاكر، لافتاً إلى أن الأسعار ستبقى مرتفعة خلال الفترة القادمة، ولن تعود لسابق عهدها قريباً، داعياً المسافرين والأسر إلى زيادة ميزانية السفر دائماً لمواجهة ارتفاع الأسعار. وأوضح أن الحجز المبكر الذي يلجأ إليه المعظم، له شروط معقدة حالياً، مثل صعوبة الإلغاء أو تأجيل السفر الذي قد يلحقهم غرامة مرتفعة للمسافرين. وأكد أنه رغم ارتفاع أسعار التذاكر خلال الاحتفال برأس السنة، فإنها لن تصل لمستويات أسعار الصيف، خاصة أن دبي تعتبر من أهم الوجهات السياحية في رأس السنة، ولفت إلى أن أبوظبي ورأس الخيمة تعتبران حالياً من أفضل الوجهات العائلية للمقيمين أو للزوار من خارج الدولة، لما توفرانه من برامج ومناطق جذب سياحي جديدة لاستقطاب المزيد من السياح إليهما.
