أيام عصيبة للأسهم الأمريكية.. تراجعات أسبوعية وشهرية وفصلية

أغلق مؤشر «ستاندرد أند بورز» منخفضاً، الجمعة، مع تقييم المستثمرين لتداعيات تقرير التضخم الأمريكي في الولايات المتحدة، وتعديل محافظهم في آخر جلسات الربع الثالث، بانتظار المسار الذي سيسلكه مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن سياسة أسعار الفائدة.

وأنهى كل من «إس آند بي» و«ناسداك» أسوأ أشهرهما هذا العام؛ إذ تراجع الأول 4.9% في سبتمبر/ أيلول، وبنسبة 3.7% للربع الثالث كاملاً، وانخفض الثاني 5.8% للشهر وبنسبة 4.1% خلال الربع. كما سجل مؤشر «داو جونز» انخفاضاً أيضاً بنسبة 3.5% للشهر الماضي و2.6% خلال الربع.

وعلى مدار الأسبوع، اختتم «داو جونز» و«إس آند بي» التداولات على انخفاض أيضاً بنسبة 1.34% و0.74% على التوالي. ووحده «ناسداك» المركب تمكن من تحقيق مكاسب أسبوعية هامشية مرتفعاً بنسبة 0.06%.

وأظهرت البيانات أن مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي، باستثناء مكونات الغذاء والطاقة المتقلبة، ارتفع بنسبة 3.9% على أساس سنوي في أغسطس/ آب، وهي المرة الأولى منذ أكثر من عامين التي ينخفض فيها إلى أقل من 4%.

وقال إريك فريدمان، كبير مسؤولي الاستثمار في قسم إدارة الأصول التابع ل«يو إس بنك»: «كشفت البيانات عن صورة أفضل من المتوقع ولكن التضخم لا يزال مرتفعاً».

في غضون ذلك، خسر المؤشر القيادي «داو» 158.84 نقطة، أو 0.47% من قيمته الجمعة، ليغلق عند 33507.5 نقطة. وانخفض «إس آند بي» بنسبة 0.27% إلى 4288.05 نقطة. أما «ناسداك» فقد ارتفع في نهاية تداولات الجمعة بنسبة 0.14% إلى 13219.32 نقطة.

وجاءت بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي المرتقبة في أعقاب توقعات أسعار الفائدة طويلة الأجل والمتشددة الأسبوع الماضي من الفيدرالي، والتي هزت الأسواق مع ارتفاع عوائد سندات الخزانة القياسية إلى أعلى مستوياتها منذ 16 عاماً.

وأثرت مخاوف المستثمرين بشأن احتمال إغلاق حكومي جزئي في وتيرة التداولات في وقت لاحق من جلسة الجمعة؛ حيث فشل زعماء الحزب الجمهوري في مجلس النواب في تمرير مشروع قانون الإنفاق المؤقت، ما عزز المخاوف من عدم توصل المشرعين الفيدراليين إلى اتفاق في الوقت المحدد.

• الأسواق الأوروبية

شهدت الأسهم الأوروبية دفعة الجمعة، مدعومة بالأداء القوي في قطاعي الرفاهية والتكنولوجيا. ومع نهاية ربع مضطرب، يتطلع المستثمرون بشدة إلى البيانات الاقتصادية المهمة، لا سيما من ألمانيا وفرنسا.

وعلى الرغم من التفاؤل الذي شاب الجلسات الأخيرة، وارتفاع الجمعة النسبي، أنهى «ستوكس 600» الأوروبي شهراً ضعيفاً في سبتمبر/ أيلول منخفضاً بنسبة 2.1%، بعد تراجع بنسبة 2.8% في أغسطس/ آب. وحقق أيضاً أسوأ ربع سنوي له في منذ ستة أشهر بانخفاض بنسبة 2.9%.

وقيّم المستثمرون الجمعة بيانات التضخم الأولية في منطقة اليورو، التي انخفضت إلى أدنى مستوى منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2021، إلى 4.3% لشهر سبتمبر/ أيلول.

ويتماشى هذا مع البيانات الأخيرة الخاصة بكل بلد؛ حيث أظهرت أرقام التضخم الأولية الصادرة من ألمانيا أن التضخم تباطأ أكثر من المتوقع يوم الخميس؛ حيث أظهرت البيانات المنسقة لأكبر اقتصاد في أوروبا زيادة بنسبة 4.3% في أسعار المستهلكين منذ سبتمبر/ أيلول 2022، وهو أدنى مستوى منذ الحرب في أوكرانيا.

بدوره، ارتفع مؤشر «فوتسي 100» البريطاني بنسبة 0.08%، كما ارتفع مؤشر «كاك 40» الفرنسي و «داكس» الألماني بنسبة 0.26% و0.4% على التوالي.

• الأسواق الآسيوية

وانتعشت أسواق آسيا والمحيط الهادئ إلى حد كبير في اليوم الأخير من التداولات؛ حيث قاد مؤشر «هانغ سينغ» في هونغ كونغ المكاسب في المنطقة، مرتفعاً بنسبة 2.67%.

يأتي ذلك في وقت يراقب فيه المستثمرون عن كثب البيانات الاقتصادية الرئيسية القادمة من اليابان، بما في ذلك معدل التضخم لشهر سبتمبر في طوكيو.

وارتفع مؤشر أسعار المستهلكين في طوكيو بنسبة 2.8% الشهر الماضي، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2022، متخلياً عن مكاسب بلغت 2.9% في أغسطس/ آب. كما بلغ معدل التضخم الأساسي، الذي يستثني أسعار المواد الغذائية الطازجة، 2.5%، وهو أقل من 2.6% المتوقعة في استطلاع أجرته «رويترز».

وانخفض مؤشر «نيكاي 225» الياباني بشكل هامشي، موسعاً خسائره من يوم الخميس ليغلق عند 31857.62 نقطة. وتراجع خلال الأسبوع 2.51% وخلال الشهر 1.15%. كما تراجع مؤشر «توبكس» بنسبة 0.94% وأغلق عند 2323.29 نقطة.

في أستراليا، تقدم مؤشر «S&P/ASX 200» بنسبة 0.34% ليختتم التداولات عند 7048.6 نقطة، منتعشاً بعد سلسلة خسائر استمرت ثلاثة أيام. أما أسواق كوريا الجنوبية والبر الرئيسي الصيني فكانت مغلقة بسبب عطلة رسمية.