يأتي اليوم العالمي للإسكان الذي يحتفي به العالم في الثاني من أكتوبر، ليكون مناسبة مهمة لاستعراض الجهود الضخمة التي تبذلها الشارقة، للارتقاء بقطاع الإسكان والخدمات والتسهيلات، عبر توفير المسكن الآمن والملائم للمواطنين الذي يراعي احتياجاتهم الحالية والمستقبلية، وصولاً إلى الخدمات الإسكانية الأخرى، إضافة إلى تعزيز سعادتهم، بتوفير حزمة من الخدمات الذكية التي يوفرها برنامج الشارقة للإسكان.
وأولى صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، الارتقاء بقطاع الإسكان أهمية بالغة، وبمتابعة حثيثة من قبل المجلس التنفيذي للإمارة برئاسة سموّ الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي عهد ونائب حاكم الشارقة، حيث تضمنت الخطط الحكومية كافة حُزَم الدعم والتطوير لقطاع الإسكان، والنهوض بواقع العملية الإسكانية في الإمارة الباسمة، لتمكين جميع الأسر المواطنة من الحصول على الدعم السكني، الذي يحقق لهم الحياة الآمنة والمستقرة.
واستنفر برنامج إسكان الشارقة منذ إنشائه في عام 2012 جميع طاقاته، في سبيل تلبية الاحتياجات الإسكانية المقدمة لمواطني الإمارة من مختلف مدنها ومناطقها، وطرح على إثرها منظومة خيارات متنوعة تخدم مختلف شرائح المجتمع المتقدمين بطلب الحصول على الدعم السكني، والحصول على مسكن حكومي جاهز، وإنشاء الوحدات السكنية للأسر غير المتنامية.
وقام البرنامج بمشاريع متعددة؛ إذ تميزت المجمعات السكنية بتنوع واجهاتها الخارجية، بما يلائم أذواق المجتمع ويتناسب مع احتياجات الأسر، كما يعمل على عدة مشاريع متميزة بواقع 15 مشروعاً سكنياً في المرحلة القادمة كمشروع مجمع الحراي السكني (المرحلة الثانية)، ومجمع النحوة السكني في مدينة خورفكان، ومجمع السيوح السكني (المرحلة الثانية)، ومجمع قطينة السكني في مدينة الشارقة، ومجمع الساف السكني (المرحلة الثانية) في مدينة كلباء، إضافة لمشاريع أخرى يجري العمل على تنفيذها كمجمع البنايات السكنية بجزيرة الحصن بمدينة دبا الحصن، ومجمع القادسية بخورفكان، وغيرها من المشاريع.
وتكللت جهود البرنامج على مدار أكثر من 10 سنوات ماضية بالنجاح؛ حيث بلغ عدد الذين استفادوا من قرارات الدعم السكني 11,503، بقيمة إجمالية تجاوزت 10 مليار درهم، فبلغ عدد المنح 5,914 بقيمة إجمالية 5.6 مليار درهم، أما عدد القروض 5,589 بقيمة إجمالية 4.3 مليار درهم، كما تم تحويل عدد 1,4523622 مستفيداً من قرض إلى منحة؛ وذلك تنفيذاً لتوجيهات صاحب السموّ حاكم الشارقة، في تسريع وتيرة الاستفادة من الدعم السكني، وتوفير الاستقرار السكني والعيش الكريم للأسر المواطنة.
وقدم البرنامج العديد من الخدمات الإسكانية المتميزة لمتعامليه، حيث وفر مجموعة مختلفة من التصاميم المجانية الحديثة للمساكن والملاحق السكنية، والتي تم إعدادها من قبل البرنامج واعتمادها من الجهات المختصة، لتكون قابلة للتنفيذ بشكل فوري، كما تم التعامل مع أكثر من 12,000 اقتراح واستفسار من المتعاملين عبر نظام الاستفسارات الذكي في الموقع الإلكتروني للبرنامج والتطبيق الذكي ونظام الدردشة الذاتية.
كما تم استحداث مبادرة «إسناد» للتيسير على المستفيدين الذين تعذر عليهم البناء والانتفاع من قرار الدعم السكني؛ كصعوبة الحصول على تصميم جيد وسعر تنفيذ مناسب أو عدم استطاعة المستفيد مباشرة البناء ومتابعة العمل لظروفه الخاصة، فيتولى البرنامج التنفيذ والإشراف على بناء المسكن عبر توفير باقة لأكثر من 280 تصميماً معتمداً لمساكن يمكن تنفيذها بكُلفة الدعم السكني فقط وخلال عام واحد وفق شروط وضوابط يحددها البرنامج.
وفي الآونة الأخيرة لاقت مبادرة «إسناد» إقبالاً كبيراً من المتعاملين؛ فقد وصل عدد الطلبات المحالة للمشروع إلى أكثر من 920 طلباً، في حين تم تسليم 382 مشروعاً منجزاً ويجري العمل على 183 مشروعاً بكُلفة إجمالية تصل إلى 492 مليون درهم، وهذا يؤكد تكاتف الجهود نحو تحقيق الأهداف الاستراتيجية وتوفير العيش الكريم للأسر المواطنة.
كما تم استحداث واعتماد الخرسانة الخضراء في البناء كمواد صديقة للبيئة كبديل للأسمنت، كما يقوم البرنامج بتقديم الاستجابة السريعة للأزمات من خلال إدارة الإسكان المؤقت والتي قدمت 4,436 مساعدة إيجارية لذوي الدخل المحدود وقامت بتأهيل المساكن المحترقة وصيانتها وتعزيز الاستقرار الأسري في المجتمع. كما تم تركيب جهاز الإنذار المبكر عن الحرائق «حصنتك» لعدد 5,426 مسكناً في إمارة الشارقة.
وتستمر جهود البرنامج في تطبيق مبادئ التطوير والتحسين المستمر؛ لتحقيق رؤية الإمارة بتقديم أفضل الخدمات لمواطنيها، وتفعيل الشراكة مع القطاع الخاص، وتقديم الحلول المستدامة للدعم السكني الذي يلبي احتياجات وآمال الأسر المواطنة في إمارة الشارقة، وفقاً لأفضل المقاييس والمعايير السكنية العالمية.