عادي
طيبة الهاشمي رئيسة «أديبك» لـ«الخليج»:

الإمارات تؤمن بقدرة الجميع على تسريع خفض الانبعاثات

00:10 صباحا
قراءة 4 دقائق
طيبة الهاشمي

أبوظبي: عدنان نجم
أكدت طيبة الهاشمي، رئيسة أديبك، المدير التنفيذي لشركة أدنوك البحرية، أن معرض ومؤتمر «أديبك» يحظى بأهمية خاصة هذا العام، لأنه يقام خلال عام الاستدامة في الإمارات، وفي وقت يستشعر فيه العالم آثار التغيّر المناخي بشكل أكثر حدة من أي وقت مضى، خاصة في ظل التنامي المتواصل في الطلب على الطاقة.

وقالت الهاشمي في حديث ل«الخليج»: «لقد أصبح التغيّر المناخي تحدياً عالمياً لا مفر منه، وهو إلى جانب الارتفاع في الطلب على الطاقة، يستدعي اتخاذ إجراءات جماعية عاجلة، وإيجاد حلول وشراكات قادرة على إحداث التغيرات الجذرية المطلوبة. نؤمن بقدرة كافة الحكومات والقطاعات والشركات والأفراد على المساهمة بشكل فاعل في خفض الانبعاثات بشكل أسرع، وتسريع وتيرة العمل على إنشاء منظومة مستقبلية للطاقة، وفي الوقت نفسه، الحفاظ على أمن واستقرار الطاقة، وضمان إشراك الجميع في هذه المسيرة».

أضافت الهاشمي: «تأتي هذه الوقائع مجتمعة، لترسم المشهد الحالي، والذي سينطلق خلاله «أديبك» تحت شعار «خفض الانبعاثات أسرع معاً»، بهدف متجدد ومعزز، وهو تقريب وجهات النظر بين الأطراف المعنية من قطاع الطاقة وصناع القرار والمبتكرين والممولين، لتسريع عملية خفض الانبعاثات من خلال الابتكار والتعاون».

وتابعت: «هذا العام، نتوقع مشاركة أكثر من 1600 متحدث، بما في ذلك 40 وزيراً و120 مديراً تنفيذياً من حول العالم، ما يمنح «أديبك» مكانة فريدة تؤهله ليكون المنصة العالمية، التي يحتاج إليها القطاع لمعالجة عدد من أهم هذه القضايا، وتحديد المسارات أمام الحوار العالمي لمنظومة الطاقة، مع مواصلة تشجيع الاستثمار في مستقبل الطاقة النظيفة».

وحول مشاركة «أديبك 2023» لمجموعة من الرؤى حول اتجاهات السوق وفرص الاستثمار، أجابت طيبة الهاشمي: «أعددنا برنامجاً حافلاً بالجلسات الحوارية الشائقة، التي تتناول أهم الموضوعات في وقتنا الحالي، حيث ستشمل الأجندة أكثر من 350 جلسة تقدمها نخبة من الخبراء والشخصيات القيادية من شركات الطاقة والتكنولوجيا، إضافة إلى وزراء حكوميين من حول العالم يمثلون عدداً من الوزارات، مثل الطاقة والاقتصاد والبنية التحتية والبيئة والموارد الطبيعية والتجارة والصناعة. هذا في حد ذاته سيضمن تبادل الرؤى المتنوعة حول القضايا والفرص المتعلقة بالانتقال في الطاقة. إضافة إلى كل هذا، قمنا هذا العام باستضافة المزيد من الأصوات من التمويل والاستثمار، كما عززنا تركيزنا على الهيدروجين والقطاعات البحرية واللوجستية، وبهذه الطريقة، سنعمل على تمكين الحوار الدولي التعاوني لمعالجة التحديات الفريدة والمشتركة، وزيادة فرص الاستثمار والدعم، وتضييق الفجوة بين شمال العالم وجنوبه».

إرث «أديبك»

وذكرت أن «أديبك» يتمتع بإرث حافل بالابتكار، يمتد لما يقرب من 40 عاماً، ونعمل انطلاقاً من هذا الإرث على تعزيز المسيرة والارتقاء به إلى مستويات جديدة، بالجمع بين المزيد من كبار منتجي ومستهلكي الطاقة، جنباً إلى جنب مع عوامل التمكين من القطاع الحكومي وقطاعات التكنولوجيا والتمويل، إضافة إلى إفساح المجال أمام المزيد من الأصوات، بما في ذلك الشباب، والذين يعملون جميعاً لتحقيق الهدف المشترك المتمثل في مستقبل مستدام للطاقة.

وقالت: «طورنا برامج مؤتمرات ومعارض غنية، مع التركيز بشكل خاص لضمان توافقها مع التحديات الرئيسية المتعّلقة بالمناخ والطاقة وقدرتها على معالجة هذه التحديات. وعلى وجه التحديد، سيتناول «أديبك» كيفية استجابة قطاع الطاقة لأهم القضايا، بما في ذلك القضاء على انبعاثات غاز الميثان بحلول عام 2030، والتخلص التدريجي من انبعاثات الكربون في سلسلة التوريد للوصول إلى صافي انبعاثات صفري، بحلول عام 2050، وضمان أمن الطاقة وتدفقات الاستثمار في الطاقة النظيفة في الجنوب العالمي، وتوسيع نطاق تكنولوجيا خفض الانبعاثات والطاقات النظيفة لتحقيق الحياد الكربوني».

وأضافت: «استجابة للإمكانات والآمال الكبيرة المعلقة على الهيدروجين الأخضر لدعم أهداف خفض الانبعاثات، سيشهد الحدث مؤتمراً استراتيجياً جديداً مخصصاً للهيدروجين، وذلك بهدف تسريع جهود تسويق تكنولوجيا الهيدروجين. وسيتناول مؤتمرنا الاستراتيجي الموسّع لخفض الانبعاثات القضايا المتعلقة بتوجيه الاستثمارات الضخمة نحو تكنولوجيا خفض الانبعاثات، وتوسيع نطاق الطاقة منخفضة الكربون، والتخلّص التدريجي من الوقود الأحفوري، وتعزيز الاعتماد على الطاقة الكهربائية على نطاق واسع. كما نقوم بتنظيم جلسات الابتكار، لترسيخ الروابط بين المعرفة والخبرات والموارد داخل منظومة الطاقة وخارجها، وتعزيز الحوار والتفكير النوعي لدفع حلول خفض الانبعاثات، والتي ينتظر أن تحدث التغيير على نطاق واسع وبوتيرة متسارعة».

نجاحات

وأفادت طيبة الهاشمي بأن الإمارات نجحت خلال مدى العقود القليلة الماضية في ترسيخ مكانتها الريادية في مجال الطاقة النظيفة والاستدامة، حيث كانت أول دولة في الشرق الأوسط توقّع وتصدّق على اتفاق باريس للمناخ، وأول دولة تلتزم بخفض الانبعاثات في جميع القطاعات الاقتصادية، وأول دولة عربية تقوم بتشغيل محطة للطاقة النووية الخالية من الكربون، والتي ستلبي 25% من احتياجاتها من الكهرباء بحلول عام 2024، كما تضم الإمارات اليوم أكبر ثلاث محطات للطاقة الشمسية في موقع واحد وأقلها كلفة في العالم، وأول محطة تجارية من نوعها في المنطقة.

وعن أهمية استقطاب الكوادر الوطنية الشابة للعمل والمساهمة في قطاع الطاقة في الدولة، قالت طيبة الهاشمي: «الشباب هم عماد المستقبل، لذا فمن الضروري أن نستثمر فيهم، وأن نشركهم في مسيرتنا. نؤمن بأهمية منح الشباب مقعداً على الطاولة لتشجيع الحوار العالمي المفتوح والشامل حول الانتقال في الطاقة، ولهذا السبب نعمل على تعزيز أصواتهم وإسهاماتهم في قطاع الطاقة. وفي هذا الصدد، أنشأنا مجلس «شباب أديبك العالمي»، لإيصال أصوات الشباب من جميع أنحاء العالم، والتعريف بوجهات نظرهم حول الانتقال في الطاقة، وذلك في إطار التزامنا بإلهام الأجيال القادمة للمساهمة في تشكيل مستقبل نظام الطاقة، وتحضيرهم لكي يصبحوا قادة المستقبل لقطاع الطاقة يتحلون بالمسؤولية. سيعمل المجلس جنباً إلى جنب مع برنامج «أديبك لقادة المستقبل»، والذي تم إطلاقه العام الماضي، لتمكين قادة الطاقة الشباب من قيادة جهود الانتقال إلى الطاقة النظيفة من خلال تزويدهم بالرؤى والمهارات ذات الصلة. كما أنه يكمل برنامج «شباب أديبك»، الذي تم إطلاقه منذ 11 عاماً، والذي يتواصل مع الطلاب الصغار لتعريفهم بالإمكانات الكبيرة لقطاع الطاقة».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p822aae

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"