استكشاف قدرات الذكاء الاصطناعي في الأعمال

21:14 مساء
قراءة 3 دقائق

كريم عازار *

ليس من السهل أن تحافظ الشركات على مكانة متقدمة في عالم الأعمال الحالي دائم التطور. وتدرك الشركات والعملاء اليوم أن الذكاء الاصطناعي هو واحد من أقوى الأدوات لتحقيق النجاح وسط التطور الرقمي الذي نشهده، حيث يستخدم أكثر من 100 مليون شخص شهرياً هذه الأدوات. وكشفت أبحاث حديثة من قبل كورسيرا ويوجوف، أن 83% من الشركات في دولة الإمارات مستعدة لدمج الذكاء الاصطناعي التوليدي، مثل النماذج اللغوية الكبيرة، في عملياتها اليومية.

من أهم مزايا الذكاء الاصطناعي هي مساهمته في تعزيز الكفاءة. في الواقع، أكدت 83% من المؤسسات أن استخدام الذكاء الاصطناعي كأداة عمل هو من بين أولويات خطط أعمالهم، حيث يمكن اليوم تبسيط المهام المتكررة من خلال التشغيل التلقائي المدعوم بالذكاء الاصطناعي، ما يوفر الكثير من الموارد البشرية لمجهودات أكثر إبداعاً واستراتيجية. وتؤدي هذه الكفاءة بدورها إلى زيادة الإنتاجية وتوفير الكلف.

علاوةً على ذلك، تساعد الرؤى التي يقدمها الذكاء الاصطناعي الشركات على اتخاذ قرارات مستنيرة. حيث يمكن للشركات التنبؤ بتفضيلات العملاء وتحولات السوق من خلال تحليل الاتجاهات والأنماط، ما يتيح لهم وضع استراتيجياتهم وفقاً لذلك. وتساعد هذه القدرة التنبئية على تسريع عملية اتخاذ القرارات، ما يعزز من الابتكار والاستجابة لديناميكيات السوق.

تقدم حلول الذكاء الاصطناعي قابلية توسع لا مثيل لها، حيث يمكن للشركات أن تبدأ بصورة صغيرة وتوسع مواردها بسهولة مع زيادة الطلب. وتوفر هذه المرونة حاجة الشركات للاستثمارات الكبيرة في البنية التحتية والأجهزة منذ البداية. ويمكن للشركات توظيف هذه الكلف للموارد التي تستخدمها، ما يجعلها خياراً فعّالاً وخاصة بالنسبة إلى الشركات الناشئة والصغيرة.

تترافق النماذج اللغوية الكبيرة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي مع مخاطر رئيسية في مجال الأعمال، ومن أهم هذه المخاطر الدقة وإدارة الحوكمة. فمن ناحية الحوكمة، تعد خصوصية البيانات مسألة حساسة بالنسبة إلى الشركات، فهي لن تجازف باحتمال نشر معلومات حساسة قد تصل إلى الجمهور أو تسرب معلومات تنظيمية شخصية. وهنا تحديداً تكمن خطورة استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التجارية.

القلق الأساسي الثاني من النماذج اللغوية الكبيرة هو مدى دقة إجاباتها. هذه النماذج تم تدريبها على البيانات المتاحة علناً، والتي تم جمعها بكميات ضخمة من الإنترنت، وهذا المنهج قد ينتهك حقوق الملكية الفكرية لأطراف ثالثة. وقد تكون هذه البيانات مرتبطة بشكل عام باستفسار المستخدم، ولكنها قد لا تكون بالضرورة قادرة على تلبية احتياجات شركة ما ضمن سياق محدد. وعند تطبيق هذه البيانات على تلك النماذج، ستولّد النماذج اللغوية الكبيرة في كثير من الأحيان إجابات وهمية تبدو مقنعة، ولكنها في الواقع غير صحيحة. وفي المقابل، قد تقدم النماذج اللغوية الكبيرة إجابات صحيحة من الناحية الواقعية، ولكنها لا تجيب عن الاستفسار، حيث إنها ببساطة لا تفهم الخلفية المعقدة للبيانات والطلب.

لكي يكون الذكاء الاصطناعي ناجحاً، يجب أن يكون محط ثقة. وبداية الثقة بالذكاء الاصطناعي تأتي من الثقة بالبيانات، حيث إن النماذج اللغوية الكبيرة لا تكون جيدة إلا بقدر جودة البيانات التي تم تدريبها عليها. وهذا يعني أن بداية الثقة بالذكاء الاصطناعي تنطلق من ثقتك ببياناتك.

يجب على الشركات اعتماد نهج استراتيجي لاستغلال إمكانات الذكاء الاصطناعي بالكامل. ويتضمن تحليل عملياتهم التشغيلية لتحديد المجالات التي يمكن أن يوفر فيها الذكاء الاصطناعي فوائد قيمة، سواء من خلال أتمتة المهام أو استخراج رؤى أعمق من البيانات. يجب أن يكون اختيار الأدوات وأطر الذكاء الاصطناعي متوافقة مع أهداف الشركة.

* نائب الرئيس الإقليمي في «كلاوديرا»

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3vakty49

عن الكاتب

نائب الرئيس الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط في «كلاوديرا»

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"