السحابة الهجينة تكسر المزيد من الحواجز

21:45 مساء
قراءة 4 دقائق

كريم عازار*

آخر ما قد ترغب في رؤيته هو تحول بياناتك إلى مستنقع كبير يصعب معه استخراج هذه البيانات مرة أخرى عند الحاجة إليها، ففي هذه الحالة، سواء كانت هذه البيانات منظمة أو غير منظمة، فلا يزال هناك عدة عوامل للخطورة. ولكن يبقى السؤال: كيف وصلنا إلى هذه النقطة، خاصة مع اقترابنا من عصر تقني جديد تظلنا فيه السحابة الهجينة، وهي نظام تشغيلي مستحدث يساعد في تشغيل العديد من المؤسسات في مختلف القطاعات مثل القطاع المصرفي والقطاع الصحي والقطاع الحكومي وقطاع البيع بالتجزئة.

في ظل التقدم التقني المعاصر خاصة في مجال السحابة الهجينة، تنضم المزيد من المؤسسات إلى القافلة. خاصة بالنظر إلى التقديرات التي تشير إلى أن 82% من المؤسسات قد قسمت بياناتها وأعباء عملها بالفعل إلى أقسام بمقرات العمل وأقسام أخرى على السحابة بنوعيها العام والخاص. ويعكس هذا التوجه درجة التحول إلى تقنية السحابة، التي لا تقتصر مميزاتها على سهولة إدارة البيانات فحسب، بل تضمن توفير المزيد من المرونة بما يمنح المؤسسات القدرة على خفض التكاليف والاستفادة من ميزات أخرى متعددة. ومع ذلك، فإن التصميم الهيكلي النموذجي للبيانات لا يحمي الشركات من التعثر في إدارة هذه الكميات الضخمة من البيانات.

وفي عالم الشركات المعاصر، يمكن أن يكون تبني استخدام تقنية السحابة الهجينة هو العلامة الفارقة بين النجاح والفشل؛ إذ تزداد أعداد تبني هذه التقنية سنوياً في منطقة الشرق الأوسط. ووفقاً لما ذكرته إحدى المقالات؛ فإن 85% من شركات الشرق الأوسط تستخدم التقنية السحابية بالفعل أو تخطط لذلك، مع إفادة 42% من الشركات بأنها قد نفّذت الحلول السحابية بالفعل. وتشير التوقعات إلى أن حجم البيانات التي سيتم توليدها وتسجيلها ونسخها واستهلاكها هذا العام يصل إلى 120 زيتابايت (ZB)، بزيادة قدرها 24% عن العام الماضي، وصولًا إلى 175 زيتابايت (ZB) بحلول العام 2025.

على الرغم من الفوائد العديدة التي تشجع الجميع على استخدام السحابة الهجينة، يجب الأخذ في الاعتبار ضرورة وجود إدارة منضبطة لإدارة جميع البيانات؛ لأنه في غياب هذه الإدارة المنضبطة سيتحول الأمر إلى مستنقع بيانات كبير يصعب فيه الوصول إلى البيانات بسهولة. الأمر مشابه لمحاولة بناء سد مع وجود فيضان في نفس الوقت. ونستعرض هنا طريقتين لضمان عدم تحول البيانات الكثيفة إلى مستنقع.

ينبغي تصميم مستودع البيانات بشكل جي1د يمكنه من استقبال أنماط متعددة ومرنة من البيانات، من الاستقبال وحتى المعالجة والاستهلاك. ولكن هذه المرونة محدودة، فليس من المنطقي إنشاء أسلوب جديد في كل مرة يوجد فيها اختلاف طفيف بين التطبيقات والمنصات. ومع هذا، فإن المرونة تساعد في إدارة الكميات المهولة من المعلومات، فنحن نعلم أن البيانات قد تتغير فجأة دون إشعار مسبق، مما قد يؤدي إلى المزيد من التعقيدات، ولا تمثل هذه التغييرات السبب الوحيد للتعقيدات، بل توجد كذلك كميات البيانات الضخمة المتدفقة وارتفاع طلبات التوزيع لهذه البيانات.

وعلى الرغم من حتمية الحوكمة المنضبطة، فإن سهولة البيانات تجعل هذا التوجه سهل التنفيذ. ومن ضمن مزايا نهج السحابة الهجينة قدرته أن يتضمن سحابة واحدة أو أكثر. ويمكن إدارة شؤون التأمين والحوكمة بثبات، مع توفر مساحة كافية للمناورة بما يسمح بإنشاء بعض قواعد الحوكمة وتدابير التأمين بصورة منفردة.

ومن الضروري الحصول على بنية تصميمية جيدة يمكنها التعرف إلى المعلومات السرية وتصنيفها دون عناء عبر مختلف أقسام المؤسسة بغض النظر عن الموقع، وعلى ذات القدر من الأهمية تأتي القدرة على إنفاذ البروتوكولات اللازمة بما يتناغم مع الإرشادات التنظيمية للشركة. وهناك بعض التدابير التي يمكن اتخاذها، من بينها التشفير وتقييد وصول المستخدمين إلى البيانات. وفي نفس الوقت يجري تخزين البيانات وتنظيم انتقالها، مع إنشاء أنظمة لتصنيف البيانات وتتبعها ونمذجتها ومراقبة استخدمها. ويمكن للنظام التكيف مع المتطلبات المختلفة عبر التحديث النشط المستمر من خلال المهام المكلف بها، مثل نسخ البيانات أو الوصول إليها، وكذلك أعباء العمل في مختلف المواقع والسحب.

تشير الدراسة المشتركة بين المؤسسة الدولية للبيانات «وآي.بي.إم» (IDC-IBM) إلى التوسع في استخدام منظومات السحابة الهجينة؛ إذ تعمل الشركات على تقييم مزايا الانتقال إلى السحابة (مثل: السحابة الخاصة، السحابة العامة، أو نظم البيانات بمقرات العمل) قبل اختيارها أحد هذه الخيارات المتاحة. وفقاً لما ذكره هاريش دوناخي، مدير البرمجيات والسحابة لمناطق الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا في المؤسسة الدولية للبيانات (IDC)؛ فإن البائعين الذين يقدمون لعملائهم عمليات تشغيلية سلسة عبر سحابات متعددة سيتمتعون بميزة تنافسية مهمة. تشير التحليلات الحديثة إلى وجود إدراك كبير بمزايا استخدام المؤسسات لنظم السحابة الهجينة. ومع تنامي هذا الإدراك، نتوقع توجه المزيد من الشركات نحو التبني النشط لحلول السحابة الهجينة بوتيرة أكثر كثافة، وذلك عبر مختلف الهياكل التنظيمية لتلك الشركات، بهدف جني أكبر قدر ممكن من الفوائد الناتجة عن هذه المبادرات.

ومن الضروري أيضاً الحفاظ على نهج متزن بخصوص طريقة تفاعل التطبيقات والمستخدمين مع مستودع البيانات لضمان التمييز. ولا يمكن لجميع التطبيقات توليد تدفقات مستمرة من البيانات، كما يجب الانتباه إلى أن البيانات المنقولة إلى المصدر قد تأتي في عدة تنسيقات مختلفة. فليس من الممكن أن تتبع جميع البيانات الواردة إلى مستودع البيانات نمطاً موحداً طوال مراحل العملية بأكملها.

* نائب الرئيس الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط في «كلاوديرا»

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4vt4jkyd

عن الكاتب

نائب الرئيس الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط في «كلاوديرا»

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"