بين أروقة معرض جيتكس للتكنولوجيا، التي تشارك فيها شركات التكنولوجيا الكبرى ومزودو خدمات الإنترنت والاتصالات والمؤسسات الحكومية المحلية والدولية، صادفنا جناحاً لمكتب محام مشارك في المعرض، وفي لقاء مع المحامي والمستشار القانوني الإماراتي محمد النجار قال إن مشاركته في المعرض المتخصص في مجال التكنولوجيا هذا العالم، كأول محامٍ إماراتي كانت لعدة أسباب منها، ارتفاع عدد الجرائم الإلكترونية العابرة للقارات، وزيادة نسبة الشركات العالمية، التي دخلت الدولة وتحتاج للتعرف إلى آلية تسجيل المؤسسات الجديدة.
وتابع أنه يبحث من خلال المشاركة في الجلسات والورش المصاحبة للمعرض عن إجابة بعض الاستفسارات الخاصة بمهنة المحاماة، وكيف سيؤثر الذكاء الاصطناعي على شكل وظيفة المحامي في المستقبل، وهل سيشكل تهديداً لوظائف مئات الآلاف من المحامين حول العالم، وهل من الممكن أن تصبح منظومة العدالة بكل تفاصيلها معتمدة على الذكاء الاصطناعي، هل سنرى قاضياً أو محامياً روبوتاً في المستقبل، مضيفاً أنه لا يمكنه وضع تصور لهذا الأمر إلا في مناقشات ثرية في معرض بحجم جيتكس الدولي.
- تفكير وتأمل
وأضاف: جيتكس فرصة للتفكير للحظات والتأمل في شكل مستقبلنا الذي يملأ الذكاء الاصطناعي تفاصيله وأراه قريباً جداً، حيث نبحث عن البشر في جزأين مهمين الأول مستقبل عمل البشر ووظائفهم، هل سيخسر كثير من البشر وظائفهم مثلما تابعنا خسارة كثير من الوظائف في الولايات المتحدة لقيام الذكاء الاصطناعي محل هؤلاء، وهنا نشير إلى حق العمل والكسب وهو حق من حقوق الإنسان الذي يكفله القانون المحلي والدولي، والجزء الثاني هو حقوق البشر في عالم الذكاء الاصطناعي، وتحديداً حقوق الملكية الفكرية وضمان الخصوصية وحماية البيانات والمعلومات الشخصية التي تكفلها أيضاً القوانين.
وأوضح: التطور التكنولوجي سلاح ذو حدين؛ لذلك من المهم أن نذكر أن الذكاء الاصطناعي يسهل حياة البشر، من خلال القيام بوظائف متعددة ما يسهل الوقت والجهد والمال، لكن يجب ألا نتغافل عن حقوق الإنسان في حماية بياناته وعدم السطو على ما يملك، وحماية حقوق الملكية الفكرية لأنه ليس من القانوني والمنطقي أن تسرق جهد إنسان بذل كثيراً من الوقت والجهد والمال لاختراع شيء ما، ثم يأتي شخص آخر لسرقة فكرته أو استنساخه دون أي اعتبار للمجهود الذي بذله الشخص الأول.
- دور للمحامي
ورأى أنه يجب أن يبرز دور المحامي في مساعدة المجتمع في حماية وضمان الحقوق من الضياع بشكل عام وإذا كنت مستثمراً أو شركة ناشئة بشكل خاص، لحماية الأموال من النهب والسطو الإلكتروني، عبر الهجمات السيبرانية، التي زادت وتيرتها في السنوات الماضية، حيث إننا شهدنا قضايا يبرز فيها دور العصابات الالكترونية في دول مختلفة تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي في جرائهما. وتطرق إلى الفوائد الاقتصادية للميتافيرس، وقال إن تلك التقنية أحدثت ثورة حيث تمكنت من القضاء على الحواجز المادية والجغرافية ومكنت العالم من إنشاء نظم اقتصادية افتراضية؛ حيث يمكن من خلاله التوسع في تبادل الأصول الرقمية، وتبادلها بمقابل حقيقي كما عملت تلك التقنية الفرصة للتعلم ونقل المعرفة والسياحة الافتراضية وغيرها من المجالات التي استفادت من تلك التقنيات.
وأضاف: على الرغم من فوائد الميتافيرس إلا أن تلك التقنية تحتوي على عدد من السلبيات منها الصحية جراء الاستخدام المكثف أو القانونية، حيث يتعرض المستخدمون لجرائم واختراقات للمعلومات الشخصية والصور، لذا عملت الإمارات على توعية المستخدمين بطرق الاستخدام الآمن لتلك التقنيات كما وضعت سياسات واخلاقيات للاستخدام الآمن.
- الإمارات سباقة
وتابع النجار أن الإمارات أول دولة في الشرق الأوسط تستخدم كل ما هو حديث في مجال الذكاء الاصطناعي وانترنت الأشياء والميتافيرس، وهذه رؤية حكيمة لسيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي رعاه الله، الذي جعل دبي أفضل مدينة للعيش في العالم.
وبيّن: أتابع التغيرات واستحداث القوانين باستمرار، وكل من يعمل في مجال القانون في الإمارات يدرك أن القانون يتغير بسرعة تتناسب مع تطور التكنولوجيا، وذلك لحماية الأشخاص والشركات والمجتمع عامة، كما أن أهداف هذه القوانين ليست الحماية فقط، بل التشجيع أيضاً، مثلاً تشجيع الشركات الناشئة وتشجيع استخدام التكنولوجيا في كافة المجالات، ولننظر أشكال الذكاء الاصطناعي حولنا في دبي، فنرى أن الإمارة بها مترو دون سائق منذ أكثر من 10 أعوام، وان المدينة جاهزة لاستقبال المركبات ذاتية القيادة في شوارعها، وهي أول مدينة في العالم ترفع شعار معاملات لا ورقية حفاظاً على البيئة، وغيرها الكثير.