عادي
تنظمه «الشارقة للمتاحف» حتى 14 إبريل

«زينة البلاط الملكي الهندي» رحلة مزركشة في أروقة التاريخ

20:28 مساء
قراءة 4 دقائق
تصوير - كمال قاسم
تصوير - كمال قاسم
تصوير - كمال قاسم
تصوير - كمال قاسم
تصوير - كمال قاسم
تصوير - كمال قاسم
تصوير - كمال قاسم
  • عرض واحدة من أكبر المجموعات تميزاً للفن القديم والإسلامي
  • مجموعة من الذخائر النفيسة لما تتميز به من فخامة ورقي
  • مخطوطة مصغرة من القرآن الكريم ترجع لسلطنات الدكن
  • عملة موهر من الذهب صادرة باسم الإمبراطور جهانكير

الشارقة: مها عادل

يضيف متحف الشارقة للحضارة الإسلامية الزاخر بأهم المعروضات التي تحتفي بالحضارة الإسلامية في البلدان والعصور المختلفة، إلى مقتنياته مجموعة مميزة من القطع التي تجسد التراث الإسلامي في الهند، عبر استضافة معرض «زينة البلاط الملكي الهندي» الذي تنظمه هيئة الشارقة للمتاحف، بالتعاون مع دار الآثار الإسلامية في دولة الكويت، ويستمر حتى 14 إبريل/ نيسان المقبل.

ويضم المعرض الذي تم تخصيص له قاعة مجهزة لاستقباله وعرضه للجمهور وفق أفضل أساليب العرض المتحفي العالمية، 84 قطعة فريدة من مجموعة مقتنيات المرحوم الشيخ ناصر صباح الأحمد الصباح، والشيخة حصة صباح السالم الصباح، من دولة الكويت.

ويصحبك المعرض بمجرد دخولك، في رحلة ملونة ومزركشة لا تخلو من الإبهار في أروقة التاريخ من خلال استكشاف مجموعة من القطع الأثرية والتحف التي تعبّر عن تراث الحضارة الإسلامية في الهند، خصوصاً في مرحلة حكم سلالة المغول المسلمين الذين اهتموا بالفنون، وأحدثوا نهضة عظيمة في الحرف اليدوية التي اشتهرت بها الحواضر الهندية في عهدهم.

وظهرت هذه النهضة جلياً في مجالات عدة، من أبرزها مجال صناعة الحلي والأحجار الكريمة والقطع المطعمة بالعاج والذهب والجواهر، ما يظهر بوضوح في المعرض الذي يقدم واحدة من أكبر المجموعات تميزاً للفن القديم والإسلامي في العالم، وشاهدة على الرقي والبذخ الأسطوري لحياة وأنشطة الأمراء ومكانتهم، إلى جانب إظهارها للحرفيّة الفنيّة لصائغي المجوهرات الهنود الذين أنجزوا هذه المقتنيات بأنواعها، في الفترة ما بين القرنين السادس عشر والثامن عشر.

أقدم نقش

تشمل المجموعة المشاركة في المعرض أيضاً حجراً كريماً يحمل أقدم وأكبر نقش باسم الحاكم التيموري، أولوغ بيك، حفيد أمير تيمور (تيمورلنك)، وتم نقشه قبل وفاته في عام 1449 الميلادي، وقلادة من حجر اليشم باسم الإمبراطور المغولي شاه جهان، يرصد الفترة بين 1637 و1638 للميلاد، وكذلك خاتم رماية باسم الإمبراطور خلال الفترة 1651 -1652 الميلادي.

وينقسم المعرض الذي يحتوي على مجموعة من الذخائر النفيسة والمبهرة لما تتميز به من فخامة ورقي، إلى ثلاثة أقسام توضح حياة وأنشطة الأمراء في البلاط، بكل ما فيها من تفاصيل وروعة، ترصد الحياة اليومية والمظاهر الملكية التي عادة ما تثير فضول هواة التاريخ،وتستدرجهم للتعرف إلى المزيد من الملامح والتفاصيل.

خناجر وسيوف بالألماس

من المعروضات المميزة في المعرض، عدد من الخناجر والسكاكين والسيوف المزينة بالجواهر الثمينة، كالألماس والأحجار الكريمة التي تبرز مظاهر تقدم صناعة السيوف والخناجر في تلك الفترة، وحجم الإبداع الفني فيها.

كما يضم المعرض باقة أخرى من المقتنيات التي تشمل فأساً للسرج من فولاذ الجوهر، ودرعاً مرصعة بالجواهر، وقباب زينة للدرع، وصولجاناً احتفالياً، ومقبض عصى مرصع بالجواهر، وعدداً من الصناديق والأواني المرصعة والمزينة بنقوش خلابة، إلى جانب العديد من المقتنيات التي تعكس التناغم بين الفنون وحياة القصور في شبه القارة الهندية.

ومن المعروضات التي تسجل الحياة اليومية في بلاط الأسرة المالكة المغولية في الهند، يوجد مخطوطة تصور الإمبراطور المغولي جهانكير يقدم حلية عمامة إلى ابنه وولي عهده شاه جهان، وهي منمنمة من مخطوطة باد شاه نامة، ويرجع تاريخها إلى عام 1640، ومخطوطة أخرى ترجع إلى عام 1630 تمثل السلطان المغولي شاه جهان، يستقبل أبناءه الثلاثة الكبار، وعاصف خان، خلال مراسم اعتلائه العرش.

مخطوطات نادرة

يضم المعرض مخطوطة مصغرة من القرآن الكريم ترجع على الأرجح لسلطنات الدكن، نحو عام 1674، وتتميز بالتجليد من اليشم المرصع بالذهب والياقوت والزمرد، والكعب من الجلد المطلي بكروم نباتية من الذهب، وقد تم ترصيع ألواح اليشم أثناء تجليد المخطوطة بجواهر كروم الأزهار، والكعب الجلدي الأحمر تم طلاؤه بالذهب، وتبدأ المخطوطة القرآنية بصفحة استعلالية مزدوجة مزخرفة، وهي منقوشة بخط النسخ، مع عناوين الفصول بخط الثلث المذهب.

ومن القطع المتعلقة بقراءة القرآن الكريم دلاية مستطيلة تفتح عن طريق الانزلاق لأعلى تم صنعها لحمل مخطوطة القرآن المصغرة، وتغطي الجهة الأمامية والجانبين بالمينا الحمراء، على خلفية من زخرفة شبكية مذهبة وتلافيف مطعمة بالماس والزمرد والياقوت، في حين أن الجزء الخلفي مغطى بالمينا البيضاء، ومزين بصفوف من الخشخاش، كما توجد دلاية لمخطوطة مصغرة من القرآن ترجع لأوائل القرن السابع عشر، ومصنوعة من الذهب، والجزء الخارجي مرصع بالياقوت والزمرد والألماس، وتم تصميمها بشكل مثمّن لاحتواء نسخة مصغرة من مخطوطة قرآنية من الشكل نفسه، وهي مرصعة بالماس والزمرد والياقوت والمفصل مزود بعلاقة ذهبية ليتم ارتداؤها كقلادة.

عملات احتفالية

تعرض عملة موهر من الذهب صادرة باسم الإمبراطور جهانكير تم سكها في أكرا في 1022 هجرية، 1613 ميلادية، وكان تقديم العملات الاحتفالية تقليداً راسخاً منذ العصور العباسية، حيث كان يتم تقديم هذه العملات إلى كبار المسؤولين والسفراء كتعبير عن الهدية الملكية.

كما توجد قلادة من اليشم بتصميم ورقة نبات تحوي نقشا من الذهب يحمل كلمات «النصر من الله لشاه جهان صاحب قران ثاني، ومؤرخ 1047 هجرية 1637 ميلادية»، وبما أن أمير تيمور كان يحمل لقب صاحب قران، أي اقتران الكوكبين الميمونين الزهرة والمشتري، فإن الإمبراطور شاه جهان الذي كان يعتزم تأكيد نسبه التيموري اعتمد لقب «صاحب قران ثاني».

خاتم الرماية

من القطع التي تقدم ملامح حياة البلاط، يوجد خاتم رماية من الفولاذ المرصع بالذهب يحمل اسم السلطان شاه جهان بتاريخ 1651، وقد نقش خاتم الرماية من الأمام بالبسملة، ومحاطاً بأسماء الله الحسنى التسعة والتسعين، وعلى الجزء الداخلي من الخاتم تم نقش آيات قرآنية واسم الإمبراطور ولقبه، وأهمية هذه القطعة أنها تؤرخ لطريقة إطلاق السهام المسماة «الرمي المغولي»، التي كانت معروفة في الصين وآسيا الوسطى، وكان خاتم الرماية يقوم بحماية إبهام الرامي عند إطلاق وتر القوس، ولم تمارس هذه الطريقة في الرماية في الهند قبل فترة المغول، ولكن اعتباراً من القرن السادس عشر بدأت تكثر أمثلة وتكرار رؤية صور خواتم الرماية في اللوحات والصور التي ترجع لعصر المغول، ما يدل على أنهم هم من أدخلوها إلى الهند.

الصورة
الصورة
الصورة
الصورة
الصورة
الصورة
الصورة
الصورة
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2eyptpk5

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"