عادي

سلطان يطلق أحدث إصداراته التاريخية «تاريخ عمان من الاستيطان البشري إلى نهاية الدولة الإباضية»

14:01 مساء
قراءة 6 دقائق
سلطان يطلق أحدث إصداراته التاريخية «تاريخ عمان من الاستيطان البشري إلى نهاية الدولة الإباضية»

الشارقة: عثمان حسن

«تاريخ عمان من الاستيطان البشري إلى نهاية الدولة الإباضية» هو الإصدار ال84 لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، ضمن سلسلة مؤلفاته في مختلف حقول المعرفة، وصدر عن «منشورات القاسمي» ويروي الكتاب كما جاء في مقدمته، بداية تاريخ عمان، من الاستيطان البشري إلى نهاية الدولة الإباضية في عمان، ويذكر القبائل التي استوطنت عمان، والملوك الذين حكموا البلد، والأحداث التي جرت من حولهم.
وينتظم هذا الإصدار الجديد في عقد موسوعة تاريخ عمان، التي اختار سموه لها اسماً يحمل دلالات دقيقة وإشارات عميقة، فأطلق عليها «سلطان التواريخ» ومعناه: حجة التواريخ، ومع هذا الإصدار تكون موسوعة سلطان التواريخ قد اكتملت، وهي تتألف من أربعة أجزاء، يتحدث الجزء الأول عن تاريخ عمان من الاستيطان البشري إلى نهاية الدولة الإباضية. ويعرض الثاني لتاريخ الملوك النبهانيين في عمان 1154م-1622م، بينما يكشف الجزء الثالث عن تاريخ اليعاربة في عمان 1622م-1747م، وتختتم الموسوعة بالجزء الرابع الذي يبرز تاريخ أئمة البوسعيد في عمان 1749-1856.

وقد اعتمد سموه في تسطير موسوعة سلطان التواريخ على حصيلته العلمية الراسخة في التاريخ والجغرافيا والآثار وخبرته الكبيرة في الآثار والوثائق، واطلاعه الواسع على المخطوطات النفيسة، كما استقى سموه معلوماته من مقتنياته الشخصية من الكتب النادرة والمراجع الفريدة والمخطوطات الوحيدة، وما تزخر به مكتبته من كنوز المخطوطات الأثرية والوثائق والخرائط القيمة.
ودعم سموه كتابه الجديد بالملاحق التي تتضمن وثائق نادرة وخرائط فريدة وصوراً لعملات وقطعاً أثرية نادرة ونفيسة عُثِر عليها في الشارقة، فعلى مدار ثلاث سنوات من البحث العلمي الجاد والدراسة والتمحيص والفحص والتنقيب والغوص في أعماق بطون الكتب استطاع صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، أن يوجه بوصلة تاريخ عمان إلى مسارها، فكتب بقلم صادق أمين وخبرة عشرات السنين تاريخاً نقيّاً صافياً بأسلوب سردي مشوق وعرض قصصي ممتع، عرض فيه تاريخ عمان مع تصويب البيانات وتنقيح المعلومات وتوثيق الأخبار وتحقيق الآثار.
جاء الكتاب الجديد في مقدمة وخمسة فصول، كما اشتمل على 5 ملاحق وفهرس للأعلام وفهرس للبلدان والأماكن.
جاء الفصل الأول بعنوان: «الاستيطان البشري في عمان» والثاني «ملوك الأزد في عمان» والثالث: «عمان في صدر الإسلام والعهود التالية» والرابع: «الدولة الإباضية الأولى عمان»، والخامس: «الدولة الإباضية الثانية في عمان»، وجاءت ملاحق الكتاب مرتبة كما يلي: (خارطة ساحل أكلة السمك، المسكوكات الأجنبية في عمان، ختم من العصر العباسي، المسكوكات الإسلامية في عمان، والمخطوطات التي ورد ذكرها في الكتاب).

الصورة
1


بدايات لافتة
يشير سموه في الفصل الأول من الكتاب إلى أن أقدم المخلفات الأثرية في عمان تعود إلى العصر الحجري القديم الأسفل الذي يمتد من 2.6 مليون سنة إلى 250 ألف سنة قبل الحاضر، حيث ظهرت بقايا الوجود البشري في العصر القديم الأوسط في جنوب عمان، وتم تسجيل أكثر من 250 موقعاً سطحياً احتوت على أدوات مصنوعة من الحجر، ووجد هذا في الربع الخالي وعلى ضفاف الأنهار القديمة في شمال عمان.
ويضيء هذا الفصل على أقدم المواقع الأثرية في عمان، وتمثلت في موقد النار الذي وجد على عمق جرف حصوي في وادي الوطية في محافظة مسقط، يعود إلى نحو 9000 سنة إلى 8,500 سنة قبل الميلاد، ما يشير إلى أن هناك أناساً كانوا قد سكنوا في تلك المنطقة، ويبدو أن سكان ذلك الموقع كانوا قد اعتمدوا في غذائهم على صيد الحيوانات البرية والأسماك.. ويفصّل صاحب السمو حاكم الشارقة لحياة هؤلاء البشر مروراً ب5000 سنة قبل الميلاد، فيعرض لحياتهم على ساحل بحر العرب، حيث كانوا يعتمدون بشكل رئيسي في غذائهم على البحيرات الضحلة والخيران وشاطئ البحر.
ويواصل سموه ليصل إلى نهاية الألفية الرابعة والثالثة قبل الميلاد أو ما يطلق عليه العصر البرونزي المبكر، حيث شهدت عمان ظهور عدد كبير من المواقع تركزت في الواحات الداخلية من رأس الخيمة إلى ولاية جعلان بني بو علي، تشير إلى وجود مزارعين وصيادين ورعاة.
ويشير سموه إلى نهاية الألفية الثالثة قبل الميلاد التي شهدت وجود مستوطنات زراعية في كثير من المدن والمحافظات العمانية، كما يواصل نحو 1500 سنة قبل الميلاد، ويستشهد بكثير من الآيات القرآنية، ومنها سورة الأعراف، حيث قصة النبي هود، عليه السلام، وقوم عاد، وأيضاً سورة الحاقة، ليتحدث حول كيف فر قوم عاد خوفاً من الريح العاتية التي كانت تهلك كل من مرت به، وهي التي كانت تهب من الناحية الجنوبية للأحقاف، أي من بحر العرب، فكان اتجاه سير النبي هود، عليه السلام، ومن معه من المؤمنين إلى الشمال الشرقي، ناحية ظفار لتمتد في أنحاء أرض عمان.
ونقرأ في هذا الفصل: «في عمان بدأت تحولات جديدة بعد ألف سنة من القلاقل والحياة غير المستقرة، حيث قامت حضارة إقليمية جديدة ومنتظمة في كل أرجاء شبه جزيرة عمان، وحلول ما يسمى بالعصر الحديدي من 1300 إلى 700 سنة قبل الميلاد، وتميز ذلك العصر بظهور نمط جديد من أساليب العيش، يعتمد على استغلال الواحات الزراعية، وابتكار نظم الأفلاج والاستقرار، وتدجين الجمال واستعمال أنواع جديدة من الفخاريات والأواني والأسلحة المعدنية».

الصورة
1


وقفات
أما في الفصل الثاني من الكتاب، فيتوقف سموه عند العصر الحجري (1300 – 700 قبل الميلاد)، حيث ظهرت في أواخر 700 قبل الميلاد قوة مسيطرة، ببروز أول ملك لعمان وهو «باد» ملك أرض «قاد» الذي سكن في مدينة إزكي، ونقرأ في هذا الفصل أن العلاقات بين «قاد» والإمبراطورية الآشورية كانت قوية، ويستقرئ سموه تفاصيل تلك الفترة لنستدل على ظهور ملك لاحق على عمان اسمه «ماكان»، وثمة تفاصيل حول ظهور «قورش» مؤسس الإمبراطورية الأخمينية في بلاد فارس (640 – 600 قبل الميلاد) الذي حاول احتلال عمان، لكن «ماكان» قهره حين استنجد بالملك الآشوري «آشور بانيبال» الذي شن هجوماً على فارس وقهر الأخمينيين.
في الفصل الثالث نقرأ عن بدايات دخول أهل عمان في الإسلام، حيث يشير سموه إلى الفترة التي ظهر فيها الإسلام في الجزيرة العربية، وكان أن أظهر الله الإسلام في عمان، كما يشير في هذا الصدد إلى أن النبي محمداً، صلى الله عليه وسلم، الذي كتب إلى جيفر وعبدن ابني الجلندي الأزدي، كما بعث عمرو بن العاص بن وائل السهلي بكتابه إليهما، وتبدأ رسالة الرسول الكريم بدعوتهما إلى الإسلام فيسلما ويسلم نفر كبير من الناس الذين قطنوا بمناطق في عمان.
كما يعرّج سموه في هذا الفصل على عهد الخلفاء الراشدين، ويستعرض تفاصيل كثيرة عن تلك الفترة، وصولاً إلى ذكر الجبابرة الذين استولوا على عمان، فأفسدوا فيها وكانوا أهل ظلم وجور.
في الفصل الرابع نقرأ عن صراع الإباضية مع رموز من الجبابرة، ورأت الإباضية الخروج عليهم، فاجتمعوا في نواحي ظفار والمهرة على إقامة الدولة الإباضية، فأمر موسى بن أبي جابر الإزكوي محمد بن عبدالله بن أبي عفان فأرسل إلى القرى الولاة، وعزل كل من كان ولاه، وقامت دولتهم وقامت أحكام وقوانين الإباضية بعمان في أول يوم من شهر شوال سنة 177 هجرية.. كما يذكر سموه في هذا الفصل أسماء بعض الأئمة (أئمة الإباضية) ومنهم: الإمام محمد بن عبدالله بن أبي عفان، والإمام وارث بن كعب الخروصي، والإمام عسان بن عبدالله الفجحي اليحمدي، والإمام الصلت بن مالك الخروصي، والإمام راشد بن النظر اليحمدي، والإمام عزان بن تميم الخروصي، والمهنا بن جيفر الفجحي اليحمدي، وغيرهم.
ويواصل سموه فيتحدث عن تفاصيل كثيرة في الدولة الإباضية الثانية التي قامت في عمان، نحو 300 هجرية وما بعدها، ويتحدث عن بعض رموزها وآثارهم ومآثرهم، كما يذكر أسماء أئمة كثيرين في تلك الفترة.

الصورة
1


ملاحق
يحتوي الملحق الأول على صورة لخريطة ساحل أكلة السمك. في الملحق الثاني، يشتمل الكتاب على صور لمسكوكات أجنبية، بينها واحدة اسمها (عملة الإسكندر الأكبر) يظهر على وجهها رأس هرقل (يمثل الإسكندر الأكبر) لابساً فروة رأس الأسد، والرأس متجه إلى اليمين، على ظهر العملة يظهر زيوس جالساً ماداً يده اليمنى وعليها نسر، واليد اليسرى يمسك بها الصولجان وخلفها كتب اسم الإسكندر الأكبر.
في الملحق الثالث يشتمل الكتاب على صورة لمسكوكة يظهر عليها ختم من العصر العباسي الأول وعثر عليها في مدينة كلباء / الشارقة، وتحمل عبارة «ربي الله».
في الملحق الرابع نحو 20 مسكوكة، تظهر عملات مختلفة بينها درهم ساساني طراز خسرو الثاني عثر عليه في موقع الطريف في كلباء.
وبينها درهم أموي ضرب عمان سنة 80 هجرية، في عهد الخليفة عبدالملك بن مروان، ومسكوكة أخرى تظهر صورة فلس عباسي ضرب في صحار سنة 141 هجرية باسم الأمير روح بن حاتم وعثر عليه في الإمارات.
أما الملحق الخامس فيبرز عدة صور لمخطوطات بينها الصفحة الأولى من مخطوطة كتاب الأنساب، والصفحة الأخيرة من ذات المخطوطة. وأيضاً الصفحة الأولى من مخطوطة أخبار إفريقية الشرقية والصفحة الأخيرة منها. وأيضاً الصفحة الأولى من مخطوطة السير العمانية، والصفحة الأخيرة من ذات المخطوطة، وكذلك الصفحة الأولى من مخطوطة تاريخ عمان والصفحة الأخيرة من ذات المخطوطة.
 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/khdvf538

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"