إعداد: مصطفى الزعبي
أظهرت الأبحاث أن الرجال أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية من النساء عندما يكونون صغاراً، ولكن بمجرد مرور النساء بمرحلة انقطاع الطمث، ترتفع مستويات المخاطر لديهن بشكل حاد. ويحاول الباحثون في كلية الطب بجامعة تافتس تحديد سبب وجود هذه الاختلافات وأفضل السبل لمساعدتهن في إدارة صحة القلب والأوعية الدموية مع التقدم في العمر.
الأوعية الدموية أكثر بكثير من مجرد أنابيب تنقل خلايا الدم إلى المواقع الصحيحة. يمكنها التمدد والتقلص لسحب المزيد من الدم إلى الأماكن التي تحتاج إليه، مثل أرجلنا أثناء الجري أو إلى معدتنا أثناء عملية الهضم. كما أنها تنثني مع كل ضخة من القلب، مما يخفف هذا الضغط إلى موجة أكثر لطفاً وتوازناً.
ولكن مع مرور الوقت، تصبح الأوعية الدموية لدينا أقل مرونة. وفقدان المرونة هذا يمكن أن يجعل من الصعب على الدم الوصول إلى المكان المطلوب، ويسبب زيادة في ضغط الدم، ويخلق موجات ضغط أسرع، مما يضع ضغطاً إضافياً على القلب ويزيد من احتمالية الإصابة بفشل القلب أو أمراض القلب الأخرى.
ويبدو أن الإستروجين له تأثير وقائي على نظام القلب والأوعية الدموية، كما تقول جينيفر دوبونت، الباحث الرئيسية في معهد أبحاث أمراض القلب الجزيئية في مركز تافتس الطبي وأستاذ مساعد في كلية الطب بالجامعة. وتقول دوبونت: «تعاني النساء تصلب الشرايين بشكل أقل عندما يكنّ صغيرات السن، وبعد ذلك يصلن إلى سن اليأس وفجأة يعانين زيادة كبيرة في اختلال وظائف الشرايين، ولا يقتصر الأمر على اللحاق بمعدلات الخلل الوظيفي لدى الرجال فحسب، بل يتجاوزنها في بعض الحالات».
اللويحات والالتهابات:
على مدار حياتنا، يمكن أن تتجمع رواسب الكوليسترول المعروفة باسم اللويحات داخل شراييننا.
ويستجيب جسمنا عن طريق إرسال خلايا الدم البيضاء إلى الموقع وفي النهاية نمو غطاء من الخلايا العضلية فوق اللويحة. يمكن للويحات أن تضيق أجزاء من الشرايين وتحد من تدفق الدم إلى القلب عند بذل مجهود، ولكنها في معظم الحالات لا تسبب مشاكل خطيرة إلا إذا تمزق الغطاء.
وتشكل اللويحة الممزقة جلطة دموية، والتي يمكن أن تسد الشريان تماماً بشكل مفاجئ وتسبب نوبة قلبية أو سكتة دماغية.
وتمكن الباحثون من ربط الزيادة المرتبطة بالعمر في التهاب الأوعية الدموية، وتصلب الأوعية الدموية وانقباضها، بزيادة مستقبلات الفيتامينات المعدنية في الأوعية الدموية وإيقاف علامات شيخوخة الأوعية الدموية، وأسفرت تجاربها مع خلايا الأوعية الدموية البشرية في المختبر عن نتائج مماثلة.
الحفاظ على صحة القلب:
على الرغم من أن بعض آثار الشيخوخة لا مفر منها، إلا أن هناك الكثير من الأشياء التي يمكننا القيام بها للحفاظ على صحة نظام القلب والأوعية الدموية وفقاً إلى أليس إتش مديرة فريق تغذية القلب والأوعية الدموية في مركز جان ماير لأبحاث التغذية البشرية التابع لوزارة الزراعة الأمريكية حول الشيخوخة، ومركز ستانلي إن المشارك بالدراسة.
ويوصي غيرشوف، أستاذ علوم وسياسات التغذية في جامعة تافتس، بأن يجد الناس نمطاً غذائياً يستمتعون به يركز على الحبوب الكاملة والفواكه والخضراوات ومنتجات الألبان الخالية من الدهون ومنخفضة الدهون والبروتينات من الأسماك أو الدواجن الخالية من الدهون أو النباتات، ومصادر مثل الفول والمكسرات والبذور.
