عادي

لقاء شي وبايدن.. هل يصلح ما أفسدته الخلافات العميقة؟

19:20 مساء
قراءة 3 دقائق
لقاء شي وبايدن.. هل يصلح ما أفسدته الخلافات العميقة؟
لقاء شي وبايدن.. هل يصلح ما أفسدته الخلافات العميقة؟

شنغهاي- أ.ف.ب
توجّه الرئيس الصيني شي جين بينغ آخر مرة إلى الولايات المتحدة قبل ست سنوات للقاء الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الذي تعهّد حينذاك بعلاقة رائعة جداً.
بدلاً من ذلك، تدهورت العلاقات بين البلدين إلى حد بعيد، ويسعى شي إلى إضفاء الاستقرار عليها عندما يجتمع مع الرئيس الأمريكي جو بايدن في سان فرانسيسكو هذا الأسبوع.
وسيجتمع الرئيسان على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ «آبيك» في المدينة الواقعة في ولاية كاليفورنيا ليكون اللقاء الأول بينهما منذ عام على الرغم من التوترات التجارية والعقوبات وتسبب قضية تايوان بخلافات بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم.
وخرج الزخم الإيجابي لمحادثات شي وبايدن في تشرين الثاني/نوفمبر 2022 في بالي عن مساره، عندما أسقطت الولايات المتحدة ما اشتبه في أنه منطاد صيني لغرض التجسس، في حادثة أدت إلى تأجيل زيارة كانت مقررة لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن.
ومنذ ذلك الحين، أشارت سلسلة تحرّكات دبلوماسية عالية المستوى بما فيها زيارة بلينكن أخيراً إلى بكين في حزيران/يونيو، إلى أن الطرفين يتطلعان لإصلاح العلاقات. وقال جوزيف ليو من جامعة نانيانع للتكنولوجيا في سنغافورة: «لا أعتقد بأن أحداً يعلّق آمالاً كبيرة على الاجتماع لجهة التوصل إلى نتائج ملموسة».
وأضاف: «تكمن أهمية هذا الاجتماع في رمزية أن الزعيمين يرغبان في إعادة الاستقرار إلى العلاقات».
ولدى سؤالها عن توقعات بكين المرتبطة بالاجتماع، التزمت الخارجية الصينية الغموض مكتفية بالإشارة إلى تواصل معمّق وقضايا كبرى مرتبطة بالسلام في العالم. وقال رئيس «معهد إنتيليسيا» للأبحاث ومقره غوانتشو تشين دينغدينغ: إن «الصين تولي أهمية كبيرة للجهود الإيجابية الرامية إلى إضفاء استقرار على العلاقات بين الولايات المتحدة والصين».
بدوره، لفت خبير العلاقات الأمريكية الصينية لدى الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية ليو شيانغ إلى أن بكين ترى تكتيكياً بأن «الأساس في الوقت الحاضر هو إيجاد نقاط تعاون».

  • «أهدأ»

يواجه شي ضغوطاً في الداخل بسبب ضعف الاقتصاد، لكن أيضاً نظراً إلى الانطباع في أوساط ولو جزء على الأقل من النخبة في الصين بأن العلاقة الدبلوماسية الأهم بالنسبة للصين.. تدار بشكل سيئ، وفق ما كتبت أليسيا غارسيا هيريرو من «ناتيكسيس» في مذكرة.
ولفتت أماندا هسياو من مجموعة الأزمات الدولية إلى أنه من وجهة نظر شي، فإن القدرة على الظهور بمظهر القوي والمسيطر على العلاقات الثنائية الذي يسعى إلى أوضاع أهدأ، هو أمر مفيد سياسياً. لكن يمكن للعديد من القضايا الشائكة أن تقف في طريق تخفيف التوتر.
من وجهة نظر بكين، فشلت واشنطن في تطبيق التوافق الذي توصل إليه الطرفان خلال المحادثات في بالي، ما أدى إلى فترة ركود في العلاقات الأمريكية الصينية هذا العام، بحسب تشين من «معهد إنتيليسيا».
وبدا تشين حذراً حيال انفتاح واشنطن على الصين، قائلاً: إن بايدن يمكن أن يتبنى نهجاً أكثر تشدداً حيال بكين قبيل الانتخابات في حال اضطر لمواجهة سلفه الجمهوري ترامب. كما أن الصين لم تخف بأنها لن تتنازل في قضايا تعتبرها ضمن الخطوط الحمر، مثل تايوان التي ترى بكين أنها جزء من أراضيها التي يتعين انتزاعها، وتوسعها عسكرياً في بحر الصين الجنوبي.

  • تفاؤل حذر

حققت واشنطن وبكين بعض التقدم في مجالات التجارة والعلاقات الاقتصادية ومحادثات تغير المناخ.
وقبيل قمة «أبيك»، اجتمع مبعوث المناخ الأمريكي جون كيري مع نظيره الصيني شيي جينهوا، بينما التقت أيضاً وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين مع نظيرها الصيني الأسبوع الماضي.
وسيتناول شي العشاء مع كبار رواد الأعمال الأمريكيين خلال الزيارة ويتوقع بأن يضغط لتخفيف القيود التجارية الأمريكية أثناء محادثاته مع بايدن. وأفاد ليو بأن حواجز الرسوم الجمركية التجارية وضبط الصادرات في مجال التكنولوجيا وإدراج شركات صينية على القائمة السوداء والقيود على منتجات الطاقة النظيفة الصينية ما زالت إجراءات جسيمة وغير مقبولة.
وأضاف: «في هذه المجالات البراغماتية، يتعيّن على الجانب الأمريكي أن ينفّذ إجراءات جدية لتحسين الوضع».
ويمكن للزعيمين أيضاً أن يعلنا استئناف الحوار العسكري بعد تعليق استمر مدة عام، وهي نتيجة ترى هسياو من مجموعة الأزمات الدولية بأنها ستكون إيجابية ومهمة للغاية. وأكد يوان جينغ من الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية لوسائل إعلام صينية رسمية بأنه يتوقع أن يناقش بايدن وشي حرب أوكرانيا والنزاع بين حماس وإسرائيل. وقال: «بينما تسود خلافات بين الصين والولايات المتحدة حيال المسألتين، إلا أن هناك أيضاً بعض المصالح ووجهات النظر المشتركة».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3t7mnbzs

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"