عادي

الحوار بين بايدن وشي.. هل يعزز الاستقرار في مضيق تايوان؟

11:46 صباحا
قراءة 4 دقائق

«الخليج» - وكالات
اعتبر مبعوث تايبيه إلى قمة سان فرانسيسكو، الجمعة، أن المناقشات بين الرئيسين الأمريكي جو بايدن والصيني شي جين بينغ هذا الأسبوع والتي أدت إلى استئناف الاتصالات العسكرية بين البلدين، يُفترض أن تُعزّز الاستقرار في مضيق تايوان.
وقال موريس تشانغ مبعوث تايوان إلى قمّة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (آبيك) للصحافة «أعتقد حقاً أنه كان اجتماعاً جيداً، لقد كان خبراً جيدا أنهماً استأنفا الاتصالات العسكرية».
أضاف: «أعتقد أن هذا يجب أن يساعد في تقليل التوترات بين الولايات المتحدة والصين، وتعزيز الاستقرار في مضيق تايوان».
وتشانغ هو مؤسس شركة «تي إس إم سي» التايوانية العملاقة لأشباه الموصلات.
تعد الصين تايوان إقليماً لم تتمكن بعد من إعادة توحيده مع بقية أراضيها منذ نهاية الحرب الأهلية عام 1949.
في السنوات الأخيرة، كثفت بكين ضغوطها العسكرية على الجزيرة، لكن الحكومة المحلية ترفض أي مطالبات صينية.
وتعدّ تايوان نقطة توتر رئيسية بين الصين والولايات المتحدة التي تدعم الجزيرة.
وقال تشانغ: إنه لم يعقد محادثات مع الرئيس شي جين بينغ هذا الأسبوع، لكنه تحدث مع مسؤولين أمريكيين، بمن فيهم وزير الخارجية أنتوني بلينكن ونائبة الرئيس كامالا هاريس. كما أجرى تبادلات غير رسمية مع الرئيس جو بايدن.
وأعرب تشانغ عن دعمه الإجراءات الأمريكية، للحد من شراء وتصنيع بكين رقائق متطورة ضرورية لتطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والأسلحة المتقدمة.
 

إلى ماذا أفضت القمة؟
 

ومن أبرز ما أفضت إليه القمّة التي عقدت في وودسايد بولاية كاليفورنيا، واستغرقت قرابة أربع ساعات، الاتّفاق الأمريكي- الصيني «على استئناف المحادثات العسكرية الرفيعة المستوى على أساس المساواة والاحترام»، بحسب ما أفادت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) الرسمية.
وقالت شينخوا إنّ شي وبايدن اتّفقا أيضاً على عقد محادثات حكومية ثنائية بشأن الذكاء الاصطناعي، فضلاً عن العمل على مجموعة عمل حول التعاون بين البلدين في مكافحة المخدرات.
وبحسب الوكالة فقد «اتّفق الرئيسان على عقد محادثات حكومية بين الصين والولايات المتحدة بشأن الذكاء الاصطناعي».
ونقلت الوكالة عن شي قوله لبايدن إنّ الصين لا تسعى إلى «تجاوز الولايات المتّحدة أو إزاحتها»، مشدّداً على أنّه بالمقابل «لا ينبغي على الولايات المتّحدة أن تسعى إلى قمع الصين واحتوائها».
وأضافت شينخوا أنّ شي قال لمضيفه إنّ «الصين لن تتبع المسار القديم للاستعمار والنهب، ولن تتبع المسار الخطأ للهيمنة عندما يصبح بلد ما قوياً».
كما حذّر الرئيس الصيني نظيره الأمريكي من أنّ بكين غير راضية عن العقوبات والقيود المفروضة من جانب الولايات المتّحدة ضدّ شركاتها.
وقال شي: إنّ «الإجراءات الأمريكية ضدّ الصين في ما يتعلّق بتقييد الصادرات والتدقيق بالاستثمارات والعقوبات الأحادية الجانب تلحق ضرراً خطراً بالمصالح المشروعة للصين».
وأضاف أنّ «قمع العلوم والتكنولوجيا في الصين، يحدّ من التنمية العالية الجودة في الصين، ويحرم الشعب الصيني من حقّه في التنمية».
من جهته، أعلن بايدن أنّه اتّفق مع نظيره الصيني على التحادث هاتفياً «مباشرة وفوراً» عند حدوث أيّ أزمة.
 

استئناف الاتصالات العسكرية
 

وقال بايدن خلال مؤتمر صحفي، إنّه اتّفق ونظيره الصيني على «إبقاء خطوط الاتّصال مفتوحة، بما في ذلك بيني وبين الرئيس شي»، مضيفاً «لقد اتّفقنا أنا وهو على أنّه بإمكان أيّ منّا أن يتناول الهاتف ويتّصل مباشرة وسيتمّ الردّ عليه فوراً».
في سياق متصل، أعلن الرئيس الأمريكي أن الاتصالات العسكرية بين الولايات المتحدة والصين ستستأنف؛ وذلك خلال مؤتمره الصحفي بشأن لقائه مع نظيره الصيني شي جين بينغ في سان فرانسيسكو.
وأكدت بكين من جانبها أن شي ونظيره الأمريكي اتفقا خلال قمتهما على استئناف المحادثات العسكرية الرفيعة المستوى بين بلديهما.
وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) الرسمية إن الرئيسين «اتفقا على استئناف المحادثات العسكرية الرفيعة المستوى على أساس المساواة والاحترام».
ورحبت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) بقرار استئناف الاتصالات العسكرية رفيعة المستوى مع الصين التي قطعتها بكين قبل أكثر من عام، وقالت إن الاتفاق بين الرئيس جو بايدن والرئيس الصيني شي جين بينغ بهذا الشأن مهم، لتجنب اندلاع صراع غير مقصود.
وقال متحدث باسم الوزارة «إن المحافظة على خطوط الاتصال مفتوحة بين جيشينا ضروري؛ لتجنب حدوث سوء فهم وسوء تقدير من شأنه أن يؤدي إلى أزمة أو صراع».
 

بايدن: شي «ديكتاتور»
 

عقد بايدن مؤتمراً صحفياً بمفرده بعد محادثاته مع شي التي استمرت أربع ساعات. وفي نهاية المؤتمر الصحفي، سُئل عمّا إذا كان لا يزال يرى أن شي ديكتاتور، وهو ما سبق أن قاله في يونيو/ حزيران.
ورد بايدن «انظر، إنه كذلك. إنه ديكتاتور بمعنى أنه رجل يدير دولة شيوعية تقوم على شكل حكومة بشكل مختلف تماماً عن نظامنا».
ولم يصدر على الفور رد فعل من الوفد الصيني الذي جاء إلى الولايات المتحدة لحضور قمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادي في سان فرانسيسكو.
ونظم المئات من منتقدي بكين مسيرة في وسط المدينة مرددين «التبت حرة» و«هونغ كونف حرة».
وعندما صدرت تصريحات مماثلة عن بايدن في يونيو، وصفتها الصين بأنها «سخيفة واستفزازية»، لكن الخلاف لم يمنع الجانبين من إجراء محادثات موسعة تهدف إلى تعزيز العلاقات المتوترة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2vkzwpf7

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"