عادي

«مصدر» و«حديد الإمارات» تطوران أول مشروع لإنتاج الحديد بالهيدروجين الأخضر

14:23 مساء
قراءة 3 دقائق
الطلب على حديد التسليح شهد ارتفاعاً
أبوظبي: «الخليج»

أعلنت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر» عن إبرام شراكة مع مجموعة «حديد الإمارات أركان» لتطوير مشروع مبتكر للهيدروجين الأخضر بهدف الحد من الانبعاثات الكربونية في قطاع الصلب الكثيف الاستهلاك للطاقة في الدولة.

ويعد هذا المشروع التجريبي الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وهو حالياً في مرحلة الإنشاء، ويقع ضمن مرافق مجموعة «حديد الإمارات أركان» في المدينة الصناعية بأبوظبي. وقد تم تزويد المشروع بالمحللات الكهربائية للمساعدة على إنتاج الحديد الأخضر، الذي يعد منتجاً عالي الجودة تسعى شركات الصلب العالمية إلى إنتاجه بغية تحقيق أهدافها الخاصة بالوصول إلى صافي انبعاثات صفرية. ومن المتوقع أن يبدأ تشغيل المنشأة في أوائل عام 2024، حيث سيتم استخدام الهيدروجين الأخضر بدلاً من الغاز الطبيعي لاختزال خام الحديد، وهي خطوة أساسية في عملية إنتاج الحديد.

ويسهم ارتفاع الطلب العالمي على الحديد الأخضر في تعزيز النمو في قطاع الصلب الإماراتي، حيث تطمح الدولة إلى أن تكون من بين الدول الرائدة في إزالة الكربون من مختلف مراحل سلسلة القيمة العالمية لإنتاج الصلب. ويعكس هذا المشروع حرص قطاعي الطاقة النظيفة والصناعات الثقيلة في الدولة على التعاون واتخاذ خطوات فعّالة لتسريع الحد من الانبعاثات في الصناعات الثقيلة، وهي خطوة رئيسية لدعم تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين وجعل الإمارات من ضمن الدول الرائدة بإنتاج الهيدروجين بحلول 2031. وتساهم صناعة الصلب بما يتراوح بين 7 و8% من انبعاثات الكربون في العالم، ويعتبر الحد من الانبعاثات الكربونية مساراً أساسياً للمضي نحو تحقيق الحياد المناخي في المستقبل. وسيركز مؤتمر الأطراف COP28 الذي ينعقد في دولة الإمارات نهاية هذا الشهر، على أهمية تعزيز المشاريع المبتكرة التي تسهم في الحد من الانبعاثات بالتوازي مع تسريع وتيرة التقدم والتنمية.

  • قطاع حيوي

وتعليقاً على الاتفاقية، قال محمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لشركة مصدر: «يسرنا التعاون مع «حديد الإمارات أركان» في هذا المشروع المبتكر لإزالة الكربون من هذا القطاع الحيوي. مشيراً إلى أن إنتاج الصلب يعد عنصراً أساسياً لدفع عجلة التنمية الاقتصادية وتوفير فرص العمل، وينطوي هذا المشروع على إمكانات هائلة لتقليل الانبعاثات بالتوازي مع زيادة العائد التجاري».

محمد الرمحي

وأضاف الرمحي: «تواصل «مصدر» منذ أكثر من 17 عاماً ريادتها العالمية لقطاع الطاقة المتجددة، وستستمر في توظيف الابتكار وتعزيز الشراكات من أجل بناء مستقبل أكثر استدامة، لا سيما مع اقتراب انعقاد مؤتمر الأطراف (COP28 ) في دولة الإمارات الذي يؤكد مكانة الدولة العالمية الرائدة في مجال المناخ».

  • تحقيق الطموحات

من جهته، قال المهندس سعيد غمران الرميثي، الرئيس التنفيذي لمجموعة «حديد الإمارات أركان»: «إننا نؤمن بأهمية الشراكات ودورها في تحقيق الطموحات المتعلقة بإزالة الكربون، ويسعدنا أن نتعاون مع مصدر لتحقيق هذا الهدف، خاصة أنها شركة رائدة تمتلك سجلاً حافلاً في تطوير وتنفيذ مشاريع الطاقة المستدامة في دولة الإمارات والعالم. وباعتبارنا أول شركة لصناعة الحديد والصلب في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ومن بين الشركات الرائدة عالمياً في تبني حلول الهيدروجين الأخضر لإنتاج الحديد بشكل مستدام، فإن هذا المشروع يمثل خطوة مهمة لتعزيز التزامنا بتحقيق أهداف الاستدامة للشركة».

سعيد الرميثي

وأكد الرميثي أن «حديد الإمارات أركان»، ومن خلال اعتمادها على التقنيات المتطورة وتعزيز الشراكات الاستراتيجية، فإنها تساهم في جهود تحوّل القطاع نحو مستقبل أكثر استدامة، بما يتماشى مع مبادرة الإمارات الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050.

  • مستويات متقدمة

وحققت مجموعة «حديد الإمارات أركان» مستويات متقدمة في مجال التقليل من كثافة الانبعاثات الكربونية لتكون أقل من نصف المتوسط العالمي لقطاع صناعة الصلب، وفي عام 2022، خطت خطوات كبيرة في تعزيز كفاءة الطاقة، ونجحت في تخفيض كثافة الطاقة وكثافة الانبعاثات الكربونية. وقد تم تحقيق ذلك من خلال استخدام 80% من مصادر الكهرباء النظيفة، واحتجاز الكربون، واستخدام الخردة المعدنية. وتلتزم «حديد الإمارات أركان» بخفض انبعاثات الكربون بنسبة 40% بحلول عام 2030، بهدف أساسي يتمثل في تحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050.

وتلتزم «مصدر» بتعزيز جهود إزالة الكربون في القطاعات التي يصعب التخفيف من انبعاثاتها بهدف تحقيق أهداف الحياد الكربوني على مستوى العالم. وخلال العام الماضي، قادت الشركة مجموعة عمل «قطاع إزالة الكربون» في إطار مبادرة الأسواق المستدامة التي أطلقها الملك تشارلز الثالث ملك بريطانيا.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5t38cf24

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"