عادي
يدخل «عصراً جديداً» لتلبية الطلب وزيادة الإنتاج

علاج السمنة.. استثمارات تتزايد وشركات تتنافس

16:55 مساء
قراءة 3 دقائق
علاج السمنة.. استثمارات تتزايد وشركات تتنافس
علاج السمنة.. استثمارات تتزايد وشركات تتنافس
دخل علاج السمنة «عصراً جديداً» بفضل أدوية مصممة أساساً ضد السكري لكنها تساهم أيضاً في خفض الوزن وفي مواجهة هذا المرض المزمن الذي يشكّل آفة عالمية في مجال الصحة العامة، إلاّ أن أصواتاً كثيرة تدعو إلى الحذر في ما يتعلق بالاستخدام المحرّف لهذه المنتجات.
وتقوم هذه الأدوية الجديدة على مكوّن شبيه بهرمون الغلوكاكون أو «جي إل بي-1» (GLP-1) الناجم من الأمعاء والذي يعزز إفراز البنكرياس الإنسولين ويرسل إشارة شبع إلى الدماغ بعد تناول الطعام.
وبالتالي، توصف الأدوية القائمة على «جي إل بي-1» لعلاج السمنة أو الوزن الزائد المترافقين مع عوامل اعتلال.
وقالت كارين كليمان، أستاذة التغذية في مستشفى بيتييه-سالبيتريير ومديرة وحدة أبحاث التغذية والسمنة في المعهد الوطني الفرنسي للصحة والبحوث الطبية: «نلمس تأثيرات في فقدان الوزن لم نشهدها سابقاً مقارنة بأدوية أخرى، وهذه النتائج قد تقارب جراحة السمنة».
ووصفت ذلك بأنه بمثابة «تغيير حقيقي» في هذا المجال، لكنها أكدت أن هذه الأدوية «لا تُعالج المرض» على الإطلاق، إذ إن وقف العلاج يؤدي إلى معاودة اكتساب الوزن.
ورأى فريديريك بيزار، الخبير الاقتصادي في مجال الصحة أنها «ثورة دوائية ومجتمعية حقيقية»، لكنه شدّد على ضرورة توخّي الحذر، كما هي الحال بالنسبة إلى أي دواء جديد.
وساهم تناوُل عدد من المشاهير ونجوم شبكات التواصل الاجتماعي عبر صفحاتهم فوائد هذه الأدوية في إنقاص الوزن، في تعزيز الإقبال الكبير عليها، لاقتناع كثر بأنها الطريقة الأكثر فاعلية للتخلص من الكيلوجرامات الزائدة.
ثمة إذاً تحوير لاستخدام بعض جزيئات «جي إل بي-1»، ومنها سيماغلوتايد المستخدم في دواء «أوزمبيك» المضاد للسكري، من إنتاج شركة «نوفو نورديسك» الدنماركية.
وأعلنت «نوفو نورديسك» التي تعدّ من أبرز الشركات الدوائية في مجال مرض السكري الخميس عن استثمار جديد بقيمة 2.1 مليار يورو في موقع لإنتاج مضادات السكري في جنوب غرب باريس.
وتحذّر السلطات الصحية الفرنسية باستمرار من احتمال حصول نقص في الكميات المتوافرة من هذا الدواء، الضروري لمرضى السكري.
ووصل التهافت على «أوزمبيك» إلى درجة انتشار حقن مزيّفة لهذا الدواء، وفق ما حذرت منه السلطات الصحية الأوروبية والفرنسية في الآونة الأخيرة.
ويكمن الجانب السلبي الآخر في طريقة أخذ هذا الدواء، إذ لا تزال تقتصر على الحقن، والأهم في سعره وعواقبه على موازنة الصحة، إذ يكلف العلاج مثلاً 1000 دولار شهرياً للمريض في الولايات المتحدة.
وباتت المجموعات الدوائية في هذا المجال أبرز المستفيدين من هذا التقدّم في علاج السمنة، إذ أصبحت «نوفو نورديسك» التي تُنتج «ويغوفي» ضد السمنة و «أوزمبيك» ضد السكري، الشركة الأوروبية ذات القيمة السوقية الأكبر في سبتمبر/أيلول. وفي الصدارة أيضاً في هذا المجال مجموعة أخرى هي الأمريكية إيلاي ليلي التي تصنّع «تيرزيباتايد» و«مونجارو».
وتتقدم الاستثمارات بسرعة - بمليارات اليورو - لتلبية الطلب وزيادة الطاقة الإنتاجية.
وتوقع الاتحاد العالمي للسمنة أن يعاني نحو ملياري شخص في العالم السمنة (مؤشر كتلة الجسم أكبر من 30 كلغ/م2) بحلول عام 2035.
وتعدّ الشركات المصنّعة حلولاً أخرى. وقال البروفسور كليمان «في السنوات المقبلة، سنشهد أدوية تتكون من مزيج بين هرمونين أو ثلاثة هرمونات».
وفي مدينة ليون الفرنسية، تعمل شركة «أدوسيا» للتكنولوجيا الحيوية على تطوير إنسولين مدمج مع الأميلين «للاستعاضة عن الإنسولين الذي يسبب زيادة الوزن بالإنسولين الذي يسبب فقدان الوزن» للأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الأول.
وقال رئيس هذه الشركة أوليفييه سولا «نحن في عصر جديد: «عصر هرمونات الشبع، ولم نعد في عصر مثبطات الشهية».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mp92wmda

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"