عادي
عثمان الجده الرئيس التنفيذي للشركة لـ «الخليج»:

«أرامكس» تتجه قريباً إلى عالم الصناعات الدوائية والترفيه

23:53 مساء
قراءة 8 دقائق
أسطول الشركة في الإمارات يبلغ 900 مركبة
دبي: فاروق فياض

كشف عثمان الجده، الرئيس التنفيذي ل«أرامكس»، عن توجه الشركة إلى استثمار 367 مليون درهم (100 مليون دولار) خلال العام المقبل 2024، في مجال الأتمتة وتحديث وتوسعة المستودعات ونقاط التوصيل إلى جانب الدخول في قطاعات جديدة بدولة الإمارات والمنطقة إجمالاً.

وعن أبرز الخطط والتوجهات المستقبلية لدى الشركة، قال الجده في حوار مع «الخليج» إن خطط الشركة في الإمارات تتنوع لتشمل الدخول إلى قطاعات جديدة مثل الصناعات الدوائية والترفيه والفعاليات وابتكار منتجات جديدة من بينها توصيل الطرود باستخدام طائرات من دون طيار والروبوتات، ومراكز التجزئة المخصصة للمتسوقين على الإنترنت، وتمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة في الإمارات والمنطقة وفقاً لأحدث تطورات السوق، إلى جانب التحسين المستمر لكفاءة منتجاتنا وتجربة العملاء بالاستفادة من أحدث التقنيات وتوفير خدمة متناسقة وموثوقة للعملاء بما فيها عروض منتجات مميزة، وخدمة التوصيل في اليوم التالي وفي اليوم نفسه.

وأوضح الجده أن الشركة استثمرت نحو 18.4 مليون درهم (5 ملايين دولار) في مرافق ومستودعات جديدة داخل دولة الإمارات العربية المتحدة خلال العام الجاري 2023، إضافة إلى الأتمتة ونقاط الاستلام والتوصيل.

أضاف الجدة: «تخطط الشركة لتركيز الاستثمار في عام 2024 على المستودعات والمرافق الجديدة أيضاً في الإمارات، للدخول إلى قطاعات جديدة بقيمة 110 ملايين درهم، فضلاً عن مبادرات أخرى مثل الأتمتة ونقاط الاستلام والتوصيل. وسيتم كذلك استثمار 110 ملايين درهم إضافية خلال السنوات اللاحقة لتوسيع عروضنا من المنتجات في دولة الإمارات. كذلك سيتم ضخ استثمارات ب73.5 مليون درهم في باقي مناطق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في عام 2024، وذلك في مجالات المستودعات والأتمتة ونقاط الاستلام والتوصيل وغيرها، إضافة إلى 73.5 مليون درهم خلال السنوات التي تليها.


عثمان الجده

خطط وتوجهات:

  • دخول الصناعات الدوائية
  • الاستثمار في الترفيه والفعاليات
  • توصيل الطرود بالدرونات والروبوتات
  • مراكز تجزئة للمتسوقين على الإنترنت
  • تمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة
  • تحسين كفاءة المنتجات وتجربة العملاء
  • الاستفادة من أحدث التقنيات
  • خدمة التوصيل في نفس اليوم واليوم التالي

وتابع الجده: قامت «أرامكس» بتوسيع مساحة مستودعاتها في العديد من الأسواق الرئيسية في الشرق الأوسط وإفريقيا إلى أكثر من 800 ألف متر مربع، وتشمل المستودعات المملوكة والمُدارة والمُستأجرة. كما استثمرت في أتمتة مرافق عديدة في أسواق رئيسية بهدف زيادة كفاءة العمليات. وتتمثل إحدى أهم التوجهات في التركيز على إيرادات عالية الجودة لمساعدتنا على تحقيق أرباح عالية الجودة. حيث تبلغ مساحة مستودعات الشركة في الإمارات قرابة 70 ألف متر مربع، وتقدم الشركة خدمة توصيل الطرود في أكثر من 65 دولة حول العالم. وتمتلك أكثر من 900 مركبة توصيل في الإمارات.

وتابع الجده: «إن أرامكس حققت نمواً كبيراً على مدار 40 عاماً منذ تأسيسها في عام 1982، حيث باتت اليوم مزوداً عالمياً لخدمات الشحن والحلول اللوجستية الشاملة. وتوفر خدماتها حالياً في أكثر من 65 دولة من خلال فريق يضم 16000 متخصص».

وتحظى دولة الإمارات العربية المتحدة بأهمية كبيرة، لا سيما أنها تحتضن المقار الرئيسية العالمية للشركة، حيث يتيح لنا موقعها المركزي بين الشرق والغرب تقديم حلول لوجستية مخصصة وفعالة إلى جميع أنحاء العالم، والوصول إلى الأعمال والمستهلكين إقليمياً وعالمياً. كما حققنا خلال السنوات الأخيرة تقدماً ملحوظاً في دول مجلس التعاون الخليجي ودولة الإمارات على وجه الخصوص.

  • خدمات متطورة

وقال الجده: «تُعد أرامكس أول شركة خدمات لوجستية في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي تختبر بنجاح ميزة تتيح للعملاء التتبع المباشر لطرودهم خلال مرحلة التوصيل إلى الوجهة النهائية، وذلك بالاستفادة من خدمات التنقل التي تتيحها منصة خرائط جوجل، وبالتعاون مع أوني جروب. وتعتمد الميزة الجديدة على الشيفرات الجغرافية الخاصة بشركة أرامكس، والتي تم بناؤها عبر توظيف أحدث تقنيات تعلم الآلة والذكاء الاصطناعي التنبئي لتوقّع إحداثيات التوصيل وإنشائها بدقّة متناهية. كما تستفيد من قدرات حلول الملاحة التي تقدمها خرائط جوجل لتمكين عملاء أرامكس من تتبع الموقع المباشر لموظفي خدمات توصيل الشحنات، ابتداءً من آخر خمس محطات وحتى وصول شحناتهم وطرودهم إلى وجهتها النهائية».

وتنسجم هذه الميزة مع المبدأ التوجيهي الذي تتبعه «أرامكس»، والذي يرمي إلى إرساء معايير جديدة لرفع مستويات رضا العملاء والكفاءة التشغيلية باستمرار بالاستفادة من الخبرات البشرية وأحدث التقنيات.

وقال الجده: «يتم حالياً إجراء مرحلة الاختبار من هذه الميزة الجديدة بنجاح في دولة الإمارات العربية المتحدة، وبمجرد استكمال جميع الاختبارات اللازمة، تخطط أرامكس إلى إطلاقها في دول مجلس التعاون الخليجي، لتشمل جميع عمليات توصيل الشحنات إلى وجهتها النهائية، وتتوقع الشركة أن يتم ذلك خلال الربع الأول من العام المقبل 2024».

وبين أنه وفي إطار التزامها الاستراتيجي طويل الأمد بالاستدامة وبتقليل البصمة الكربونية الناجمة عن عملياتها، أضافت الشركة مؤخراً مركبات كهربائية بالكامل إلى أسطولنا لتوصيل الطرود إلى الوجهة الأخيرة في الإمارات. وتشكل هذه المبادرة دليلاً على مقاربتنا الاستباقية والمتكاملة والمتمحورة حول أصحاب المصلحة، والرامية إلى تحقيق الاستدامة وتوفير القيمة.

  • تملك أجنبي

وأتاحت «أرامكس» في العام الماضي 2022 للمستثمرين الأجانب إمكانية التملك الكامل لأسهمها المُدرجة، في خطوة هي الأولى من نوعها لشركة في الإمارات ومدرجة في سوق دبي المالي. وجاء قرار إزالة قيود التملك الأجنبي على أسهم الشركة بما يتوافق مع طموحنا لتحقيق النمو على مستوى العالم، والتزامنا بتوفير قيمة أكبر لجميع أصحاب المصلحة، كما شكّلت الخطوات الكبيرة التي اتخذتها دولة الإمارات لإصلاح الشركات عنصراً داعماً لقرارنا.

  • قطاع واعد

وأكد الرئيس التنفيذي ل«أرامكس» أن قطاع الشحن والخدمات اللوجستية في الإمارات هو قطاع واعد ومتطور جداً، حيث يُقدّر حجم السوق بالدولة نحو 18.63 مليار دولار في عام 2023، ومن المُتوقع أن يصل إلى 27.51 مليار دولار بحلول عام 2029، بمعدل نمو سنوي مركب عند 6.71% خلال الفترة المشمولة بالتوقعات (2029-2023).

كما سجل سوق التجارة الإلكترونية في الإمارات أداء استثنائياً، وتوقّع تحليل أجرته «غرفة دبي» أن يصل إلى 9.2 مليار دولار في عام 2026، ومن المُتوقع أن تسجل مبيعات التجزئة عبر الأجهزة المحمولة 15.6% من معدل النمو السنوي المركب في الفترة بين 2022-2026 لتصل إلى 4.6 مليار دولار.

ويتمتع قطاع الخدمات اللوجستية في دولة الإمارات بمكانة مميزة تؤهله لتحقيق نمو كبير، حيث تُعد الإمارات أحد أهم مراكز الخدمات اللوجستية في العالم. ونعمل في «أرامكس» على التماشي مع هذا النمو من خلال تعزيز خدماتها الحالية والتركيز على توسيع محفظة منتجاتها وعروضها. وتضمن هذه المنهجية الاستراتيجية أفضليةً لنا في ما يتعلق بتلبية الاحتياجات المتنامية لعملائنا في ضوء المشهد دائم التغير والتطور في دولة الإمارات، ما يعني حفاظنا على مكانتنا الرائدة في تقديم حلول لوجستية شاملة وفعالة.

  • بصمة كربونية

وأضاف الجده: «تشكل الاستدامة إحدى أهم ركائز رسالتنا، للربط بين الأشخاص والأعمال بطريقة موثوقة ومسؤولة. وتُعد ’أرامكس’ أول شركة في الشرق الأوسط تعتمد تقارير الاستدامة في عام 2007، ما يُعد دليلاً على التزامنا بالاستدامة. ولطالما شكّلت الاستدامة والحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات جزءاً من هويتنا لأكثر من 40 عاماً، منذ أن بدأنا توسيع عملياتنا ضمن الأردن وخارجه. وأدركنا منذ البداية ضرورة إنشاء عملياتنا بناءً على ممارسات مستدامة، من أجل توفير قيمة وترك تأثير إيجابي في مجتمعاتنا. ونواصل دمج هذا النهج في عملياتنا اليومية والجهود التي نبذلها على امتداد شبكتنا».

وقال: «ندرك أن تأثيرنا الأكبر في رأس المال الطبيعي بقطاع النقل والخدمات اللوجستية العالمي يأتي من الانبعاثات والتغليف واستخدام المواد. وتتمثل استراتيجيتنا لرأس المال الطبيعي في المراقبة الشاملة لمدخلات عملياتنا ومخرجاتها. ونعمل على تقليل الانبعاثات واحتياجاتنا من الوقود من خلال استخدام الطاقة المتجددة وزيادة الكفاءة وتقليل المواد والتغليف في عملياتنا والنفايات الناجمة عنها، وذلك من خلال التقييم المستمر لاحتياجات عملنا واعتماد ممارسات تقليل الاستهلاك، وإعادة الاستخدام، وإعادة التدوير. ويلعب موظفونا وشركاؤنا دوراً أساسياً في هذه الاستراتيجية، حيث نحرص على التعاون معهم لزيادة وعي الموردين وتدريبهم وتقييم تأثيرهم في البيئة والاستدامة. كما خصصنا على مدار سنوات جهداً كبيراً للأنشطة التي تساعد على تقليل بصمتنا الكربونية وتخصيص عملياتنا بشكل استباقي للاعتماد على الطاقة الخضراء وزيادة الكفاءة».

  • أداة فعالة

وأوضح الجده أن «أرامكس» تستخدم أداة بروتوكول غازات الدفيئة في عملية تقييم الانبعاثات، وتعتمد نهج التحكم التشغيلي لقياس انبعاثاتها. ويسعدنا أن نشهد تراجعاً سنوياً ملحوظاً في الطاقة وانبعاثات الكربون اللازمة لكل عملية شحن. ووصل إجمالي الانبعاثات في عام 2022 إلى 589,121 طناً مترياً من ثاني أكسيد الكربون، مقارنة ب669,258 طناً مترياً في عام 2021 و727,344 طناً مترياً في عام 2020.

وقال: «وضعنا أهدافاً طموحة في إطار جهودنا الحالية، بما فيها إضافة خمسة أنظمة شمسية سنوياً حتى عام 2030، وإضافة مزيد من المركبات الكهربائية إلى أسطولنا، والعمل على تقليل انبعاثات الكربون بنسبة 5% سنوياً».

  • أطلقنا مبادرات تتماشى مع «كوب 28»

قال عثمان الجده، الرئيس التنفيذي ل«أرامكس»، تُعد الدورة 28 من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ (كوب 28) إحدى أكثر فعاليات المناخ ترقباً في دولة الإمارات العربية المتحدة. حيث يجتمع العالم خلال المؤتمر في لحظة تاريخية لتقييم التقدم الذي أحرزه في ما يتعلق باتفاقية باريس، التي تم اعتمادها في جلسة كوب 21 في عام 2015. ويتمثل الهدف الرئيسي من الاتفاقية في إبقاء الزيادة في متوسط درجة حرارة الأرض عند أقل من درجتين مئويتين فوق مستويات عصر ما قبل الصناعة، والسعي للحد من ارتفاع متوسط درجات حرارة الأرض عند 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل عصر الصناعة.

وفي هذا الصدد، أطلقت «أرامكس» عدداً من المبادرات بالتماشي مع أهداف كوب 28 والجهود العالمية لتعزيز العمل المناخي، بما فيها تحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2030 والوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050. وتتفهم شركتنا الحاجة الماسّة إلى معالجة التأثيرات البيئية والمناخية وتخفيفها، لا سيما ضمن قطاع النقل والخدمات اللوجستية، وبما فيه عملياتنا.

وتشكل خبرتنا وجهودنا الدؤوبة على مدار أكثر من 35 عاماً لحماية رأس المال الطبيعي وتقليل التأثيرات السلبية لعملياتنا، حافزاً لسجلنا الحافل بالإنجازات، والتزاماتنا، والتقدم الذي نحرزه في أن نكون شركة واعية بيئياً. ومن خلال قياس انبعاثات غازات الدفيئة وفقاً لأفضل الممارسات والمعايير العالمية على مدى أكثر من 11 عاماً الماضية، تمكنا من فهم بصمتنا الكربونية وبذل جهود قائمة على الدلائل لتقليل هذه البصمة.

وبعد أن تخطّينا هدفنا لعام 2016 لتقليل الانبعاثات في كل شحنة بنسبة 20% بحلول عام 2020، وضعنا هدفاً جديداً متوافقاً مع مبادرة الأهداف القائمة على العلم.

  • جهود مشتركة

وأوضح الجده: «تأتي هذه الأهداف مدعومة بمنهجية مُحكمة وقائمة على العلم والبيانات، وذلك بهدف قياس وإدارة تأثيراتنا في امتداد كامل عملياتنا، حيث تغطي هذه المنهجية المجال 1 و2 و3 من انبعاثات غازات الدفيئة، وتشكل أساس استراتيجيتنا لإزالة الكربون». وقال: «يمكننا التعاون مع مبادرة الأهداف القائمة على العلم، والمُوقّعة في عام 2021، من تقليل انبعاثات غازات الدفيئة في المجالَين 1 و2 بنسبة 42% بحلول عام 2030، وذلك بدءاً من السنة المرجعية 2020، إضافة إلى تقليل الانبعاثات بنسبة 25% في المجال 3، والذي يعتمد على جهود موردينا لتقليل انبعاثات الكربون في عملياتهم، وذلك في ضوء تعاوننا معهم لاتخاذ خطوات استباقية. وتتماشى هذه الجهود مع أهداف اتفاقية باريس للحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية عند أقل من درجتين مئويتين».

ونحن على ثقة بقدرتنا على الوفاء بالتزاماتنا، كما نعمل على تحويل اعتمادنا إلى تقنيات مختلفة صديقة للبيئة، من بينها المركبات الكهربائية في أسطولنا ضمن الأردن والإمارات واستكشاف واختبار خدمات توصيل آلية باستخدام الطيارات من دون طيار والروبوتات، فضلاً عن الاستثمار في الطاقة المتجددة لتحقيق أهدافنا، وذلك من دون التأثير في تطلعات عملائنا وجودة خدماتنا.

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5djeyv7k

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"