القاهرة: «الخليج»
تجذب قمم جبال البحر الأحمر المرتفعة، وما تتخللها من أودية تنبض بالخضرة طوال موسم الشتاء، آلافاً من المغامرين وعشاق الطبيعة وممارسة رياضة تسلق الجبال، للاستمتاع بتلك الطبيعة البكر، وما تضمه من حياة برية، قلما توجد في مكان آخر.
وتمتد محميات البحر الأحمر الطبيعية بطول الساحل، بدءاً من مدينة سفاجا، وانتهاءً بمثلث حلايب وشلاتين على الحدود المصرية السودانية، في عمق تلك الصحراء الغنية بالطبيعة الساحرة، والتي تتنوع فيها الحيوانات البرية والنباتات النادرة، التي تنبت فوق قمم سلسلة جبال البحر الأحمر المرتفعة، ما يجعلها قبلة للمغامرين والباحثين في علوم الطبيعة وعلم الحيوان، حيث تعد المنطقة هي البيئة الطبيعية للعديد من الفصائل النادرة من الحيوانات البرية، مثل الضب المصري، إلى جانب أنواع أكثر ندرة من الطيور مثل النسر الملتحي، فضلاً عن عشرات النبات البرية مثل القرزح الشوكي النادر، والتين الصحراوي التي تنبت فوق قمة جبل الشايب الذي يصنف باعتباره أحد أشهر جبال المنطقة.
ويمثل جبل الشايب الذي يرتفع 2187 متراً بيئة خصبة لحياة العديد من الحيوانات والنباتات النادرة، وعلى رأسها حيوان الضب المصري، الذي يعيش على ارتفاعات الجبال، مثل جبل الشايب أو محمية جبل علبة القريبة، والتي تصل مساحتها إلى نحو 1435 متراً، وتحفل بالعديد من أنواع النباتات النادرة، مثل القرزح الشوكي، الذي يطلق عليه أهل الصحراء في تلك المنطقة اسم «السواس»، وهو من فصيلة القرنفليات، حسبما يقول علماء النبات.
وتحلق عشرات من أفراخ النسر الملتحي فوق قمم جبال البحر الأحمر، في مشهد يأخذ بالألباب. ويقول علماء الطبيعة إن هذا النوع من النسور، من الطيور المهددة بالانقراض.
وتبعد منطقة جبل الشايب عن مدينة الغردقة نحو 45 كيلومتراً، في قلب الصحراء من ناحية الجنوب الغربي للمدينة السياحية الأشهر في مصر، وتصنف المنطقة باعتبارها أعلى قمة جبلية في البحر الأحمر، ويطلق عليها محبو المغامرات وتسلق الجبال، اسم «إفرست الغردقة»، حيث يحتل جبل الشايب الترتيب الثالث بين أشهر الجبال في مصر، بعد جبل كاترين وموسى بسيناء.
ولا ينافس جبل الشايب في إقبال المغامرين، سوي جبل حماطة جنوب مدينة مرسى علم، في محمية وادي الجمال، ويصنف باعتباره ثاني أعلى قمة جبلية بالبحر الأحمر، إذ يبلغ ارتفاعه نحو 1977 متراً، وقد سمي بحماطة نسبة لكثرة نبات الحماض في تربته، وقد حرف الاسم فيما بعد إلى حماطة.
