«كوب 28».. إنجازات الإمارات

00:07 صباحا
قراءة 3 دقائق

بالتزامن مع احتفالات دولة الإمارات بعيد الاتحاد ال 52، أقيم في مدينة دبي مؤتمر «كوب28»، الذي شارك فيه أكثر من 180 من رؤساء الدول والحكومات. وقد رحّب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بالحضور قائلاً: «أتطلع إلى العمل معاً بروح التضامن الإنساني والمصير العالمي المشترك، من أجل الخروج بنتائج نوعية لحماية كوكبنا من خطر التغيّر المناخي الذي غدا حاضراً في كل ركن من أركانه، أنظار الشعوب تتجه إلينا، وآمالها تتعلق بما سنتفق عليه، ومن حق أولادنا وأحفادنا علينا أن نترك لهم عالماً صالحاً للحياة». وهذا تأكيد من هذا القائد الحكيم على أهمية التضامن والاتحاد والرهان على ذلك لحماية الكوكب من التغيّر المناخي، وأهمية التعاون المشترك عموماً، لمواجهة شتى التحديات والمخاطر، لأن دور البشرية لمواجهة التحديات المناخية يكمن في التضامن والعمل يداً بيد لمواجهة التغيّر المناخي.

هذه الدورة من مؤتمر «كوب28» كانت استثنائية، وذلك يرجع لنتائجها المبهرة من أول يوم من انطلاقها، والتي سوف تستمر إلى تاريخ 12 ديسمبر/ كانون الأول، وكان تسليم رئاسة الدورة ال 28 إلى دولة الإمارات بمثابة ثقة كبيرة من دول العالم والمنظمات الإنسانية والبشرية بأن دولة الإمارات ملتزمة بميثاق حماية الأرض، ولها تاريخ مشهود في «الاستدامة» منذ قيام اتحادها. وبالفعل، كانت النتائج والنجاحات مثمرة من أول يوم في المؤتمر، وصبّت هذه النتائج في أهم الأهداف المرجوة من «كوب 28»، وهي خفض انبعاثات الغازات الدفيئة، وإيجاد حلول الطاقة النظيفة المستدامة، والحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية، وغيرها من الأهداف التي محورها الحفاظ على البشر والحياة، وتحسين سُبل العيش تحت شعار «نتحد، ونعمل، وننجز».

وفي إطار المبادرات التي أطلقتها دولة الإمارات في المؤتمر، أعلنت عن إنشاء صندوق تمويلي لمحاربة التغيّر المناخي، وقد أعلن عن المبادرة صاحب السمو رئيس الدولة، إذ قال: «عندما التزمنا باستضافة (COP28)، التزمنا بجمع العالم لتقديم حلول عملية لتحدي التغيّر المناخي. وبالنظر إلى أن من أكبر العوائق أمام العمل المناخي العالمي نقص التمويل بصورة ميسّرة وكلفة مناسبة، أعلنا اليوم خلال القمة العالمية للعمل المناخي عن إنشاء صندوق بقيمة 30 مليار دولار للحلول المناخية على مستوى العالم، لسد فجوة التمويل المناخي وتيسير الحصول عليه بكلفة مناسبة».

وهذا الصندوق سوف يساعد البشرية على مواجهة أكبر المخاطر المناخية وتقلباتها، وإيجاد حلول جادة لحماية كوكب الأرض، كما اعتمدت دولة الإمارات أكثر من 78 مبادرة في قطاعات مختلفة، أهمها الاستراتيجية الوطنية للتنمية منخفضة الكربون وطويلة الأمد، والنظام الإماراتي لتنظيم منتجات الطاقة الشمسية، ونظام العلامة البيئية الإماراتي، وأنظمة قياس البصمة الكربونية لقطاع الصحة، ومبادرة تنظيم إصدار السندات والأوراق المالية الخضراء والصكوك، واستراتيجية إدارة النفايات المتكاملة على مستوى الدولة، ومبادرة شرطة بلا كربون، وتقرير المساهمات المحددة وطنياً والتي تعتبر من المبادرات المهمة في تحقيق أهم الأهداف المرجوة ل«كوب 28».

ويعكس هذه الجهود الكبيرة لفريق «كوب 28»، وعلى رأسه الدكتور سلطان الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة ورئيس المؤتمر، الذي أعلن عن التقدم الكبير في اليوم الأول بإنشاء صندوق معالجة الخسائر والأضرار، واستجابة 85% من اقتصادات العالم لزيادة القدرة الإنتاجية لمصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2030، لتحقيق الالتزام بالحياد المناخي بحلول عام 2050، وخفض انبعاثات الميثان إلى «صافٍ صفري»، بحلول عام 2030. كما أعلنت دولة الإمارات 100 مليون دولار في صندوق خاص بالميثان، وأيضاً المبادرات التي تهدف لحماية صحة البشر من تغيّر المناخ، وغيرها من المبادرات والنجاحات التي حققها «كوب 28»، والآمال كبيرة بتحقيق المزيد من الإجازات.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/tdtcw87k

عن الكاتب

إعلامي وكاتب في المجال السياسي

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"