عادي

معارك عنيفة في غزة والأمم المتحدة تحذر من «انهيار وشيك»

14:06 مساء
قراءة 5 دقائق
معارك عنيفة في غزة والأمم المتحدة تحذر من «انهيار وشيك»
معارك عنيفة في غزة والأمم المتحدة تحذر من «انهيار وشيك»
«الخليج» - وكالات
تتواصل معارك عنيفة الخميس، في قطاع غزة بين حماس والجيش الإسرائيلي الذي سيطر على مدينة خانيونس، حيث تطارد إسرائيل قادة حماس وعلى رأسهم يحيى السنوار المتهم بأنه مهندس هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
ومع اشتداد الحرب وتدهور الأوضاع الإنسانية المتزايد، حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأربعاء، من انهيار كامل وشيك للنظام العام في قطاع غزة، مجدداً دعوته إلى وقف إطلاق نار إنساني، ما أثار تنديداً من إسرائيل.
غير أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أعلن خلال الليل أن تل أبيب ستسمح بزيادة بالحد الأدنى لإمدادات الوقود إلى جنوبي غزة بما يكفي لتجنّب انهيار إنساني وتفشي أوبئة في القطاع.
وبموازاة حملة القصف المدمر التي باشرتها بعد هجوم حماس غير المسبوق، تشن إسرائيل منذ 27 تشرين الأول/أكتوبر هجوماً برياً شمالي غزة، وسعت نطاقه إلى مجمل القطاع الصغير المحاصر تماماً والمكتظ بالسكان، ما يدفع المدنيين إلى النزوح إلى دائرة تضيق بشكل متزايد في رفح على الحدود مع مصر.
وفي خانيونس، كبرى مدن جنوبي قطاع غزة، وصل الجنود بالمدرعات والجرافات إلى وسط المدينة، بحسب ما أفاد شهود.
وأكد الجيش الإسرائيلي الأربعاء خرق الخطوط الدفاعية لحماس وتصفية عدد من المقاتلين وتدمير نحو ثلاثين مدخل نفق.
وتواصل تصاعد أعمدة دخان أسود كثيف وألسنة نيران فوق غزة مساء الأربعاء بعد يوم شهد إطلاق صواريخ من رفح على إسرائيل.
السنوار يختبئ تحت الأرض
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأربعاء، أن القوات الإسرائيلية تحاصر منزل السنوار في خانيونس.
من جهته قال المتحدث العسكري دانيال هغاري إن السنوار يختبئ تحت الأرض، في إشارة إلى شبكة أنفاق حركة حماس.
والسنوار (61 عاماً) الذي قضى 23 عاماً في السجون الإسرائيلية، متّهم بالوقوف خلف الهجوم حماس المباغت الذي يعد الأسوأ ضد المدنيين في تاريخ إسرائيل.
وقتل في إسرائيل 1200 شخص قضوا في اليوم الأول من هجوم حماس، وفق السلطات الإسرائيلية، وقتل 83 جندياً في المعارك في قطاع غزة.
ومن الجانب الفلسطيني، قتل 16248 شخصاً منذ بدء الحرب، أكثر من 70% منهم من النساء والأطفال، وفق حكومة حماس.
وتفيد إسرائيل بأن 138 شخصاً اقتيدوا إلى قطاع غزة في يوم الهجوم لا يزالون محتجزين بعد الإفراج خلال الهدنة عن 105 محتجزين من بينهم 80 إسرائيلياً أفرج عنهم مقابل إطلاق سراح 240 معتقلاً فلسطينياً في السجون الإسرائيلية. وقتل ثلاثة جنود إسرائيليين الأربعاء في المعارك في قطاع غزة، بحسب الجيش.
وأعلن الجيش الإسرائيلي من جهة أخرى أنه اكتشف في شمال القطاع «أحد أكبر مستودعات الأسلحة» في كل غزة مشيراً إلى أنه يقع بين المدنيين قرب عيادة ومدرسة، معتبراً ذلك دليلاً آخر على استخدام حماس سكان قطاع غزة دروعاً بشرية. كما أعلن أنه قتل حتى الآن نصف قادة حماس.
من جهتها، أكدت الحركة عبر تطبيق تيليغرام أن كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحماس، تخوض اشتباكات عنيفة في جميع محاور التوغل في قطاع غزة.
ظروف تدعو إلى اليأس
وقال حسن القاضي الذي نزح من خانيونس إلى رفح، متحدثاً لوكالة «فرانس برس»: «المدينة برمتها تتعرض للتدمير والقصف المتواصل، يصل العديدون من الشمال في ظروف كارثية، بلا ملجأ، يبحثون عن أطفالهم».
وفي ظل تزايد حصيلة القتلى ونقص المواد الغذائية ونزوح الآلاف، استخدم غوتيريش للمرة الأولى منذ توليه الأمانة العامة في 2017 إلى المادة 99 من ميثاق المنظمة الأممية التي تتيح له «لفت انتباه» المجلس إلى ملف «يمكن أن يعرض حفظ السلام والأمن الدوليين للخطر»، في وقت أفاد دبلوماسيون أن مجلس الأمن سيجتمع الجمعة للنظر في هذه الدعوة.
وكتب الأمين العام: «مع القصف المستمر للقوات الإسرائيلية، ومع عدم وجود ملاجئ أو حد أدنى للبقاء، أتوقع انهياراً كاملاً وشيكاً للنظام العام بسبب ظروف تدعو إلى اليأس، الأمر الذي يجعل مستحيلاً تقديم مساعدة إنسانية حتى لو كانت محدودة».
ورد وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين عبر منصّة إكس معتبراً أن «ولاية غوتيريش تمثّل تهديداً للسلام العالمي، إن مطالبته بتفعيل المادة 99 (من ميثاق الأمم المتحدة) والدعوة إلى وقف لإطلاق النار في غزة يشكّلان دعماً لمنظمة حماس».
ودعا قادة دول مجموعة السبع خلال اجتماع عبر الفيديو الأربعاء، إلى تحرك عاجل لمواجهة الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، معلنين تأييدهم لهدنات جديدة ومكررين دعمهم قيام دولة فلسطينية.
ودعت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، إلى جانب ممثلين لنحو خمسين دولة ومنظمة دولية الأربعاء، إلى احترام القانون الدولي في غزة، وإلى هدنة إنسانية جديدة فورية ودائمة، تؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار، خلال اجتماع متابعة عبر الفيديو للمؤتمر الإنساني الدولي من أجل المدنيين في قطاع غزة الذي نظمه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في 9 تشرين الثاني/نوفمبر.
إدخال حد أدنى من الوقود
وقال مكتب نتنياهو في منشور على منصّة إكس إن الحكومة الأمنية المصغّرة وافقت الأربعاء على إدخال حد أدنى من الوقود الضروري لمنع حصول انهيار إنساني وتفشّي الأوبئة إلى جنوب قطاع غزة، موضحاً أن هذه الكمية الدنيا سيتم تحديدها بشكل دوري من قبل مجلس الحر» الإسرائيلي الذي يدير المعركة ضد حماس، وذلك تبعاً لتطوّرات الوضع الإنساني في القطاع الفلسطيني.
وصدر هذا الإعلان بعد يومين على دعوة الولايات المتحدة، أكبر حلفاء إسرائيل، إلى السماح بدخول كميات أكبر من الوقود إلى غزة.
وتفيد الأمم المتحدة بأن 1,9 مليون شخص أي 85% من سكان القطاع نزحوا جراء الحرب في قطاع غزة، حيث تعرّض أكثر من نصف المساكن للدمار أو لأضرار.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق المساعدات الإنسانية (أوتشا) إن مدينة رفح باتت المنطقة الوحيدة في قطاع غزة التي توزّع فيها المساعدات الإنسانية بكميات محدودة فيما لم تعد تصل بشكل شبه كامل تقريباً إلى خانيونس والوصول إلى المناطق الواقعة شمالاً غير ممكن.
ويلقي الجيش الإسرائيلي يومياً على خانيونس منشورات تحذّر من قصف وشيك وتطلب من السكان مغادرة مناطق سكنهم، إلا أن الأمم المتحدة التي قدّرت أن 28% من أراضي قطاع غزة مشمولة بهذه الأوامر، تعتبر أنه من المستحيل إقامة مناطق آمنة لاستقبال المدنيين كما حددتها إسرائيل.
وأقام فلسطينيون فروا من خانيونس على مسافة أقل من عشرة كيلومترات مخيماً مرتجلاً بواسطة شوادر وأغطية بلاستيكية وألواح خشب، فيما يهيم بعض النازحين حاملين صفائح بحثاً عن بعض الماء.
وقال غسان بكر لـ«فرانس برس»: «وصلنا إلى هنا بدون ملجأ، قضينا الليل تحت المطر، لا نملك طعاماً ولا خبزاً ولا طحيناً».
وقالت أمل مهدي التي نجت من غارة: «إننا منهارون، نحن بحاجة إلى من يدعمنا، إلى من يجد حلاً يخرجنا من هذا الوضع».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5efcuan5

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"