عادي
لا حل سياسي في الأفق..

كبرى مدن غزة في مرمى الحرب.. «معارك ضارية وضحايا بالمئات»

14:32 مساء
قراءة 4 دقائق
كبرى مدن غزة في مرمى الحرب.. «معارك ضارية وضحايا بالمئات»
كبرى مدن غزة في مرمى الحرب.. «معارك ضارية وضحايا بالمئات»
«الخليج» - وكالات
تدور معارك عنيفة الجمعة، داخل أكبر مُدن قطاع غزة وفي محيطها، بعد شهرين من هجوم حركة حماس ضد إسرائيل وبدء حرب تحصد أعداداً متزايدة من القتلى.
وبعدما ركز الجيش الإسرائيلي هجومه البري ضد حماس في مرحلة أولى في شمال غزة، وسع عملياته هذا الأسبوع إلى جنوب القطاع؛ حيث يحتشد زهاء مليوني مدني باتوا محاصرين في بقعة تضيق مساحتها تدريجياً.
وبإسناد جوي وبحري وصلت دبابات وجرافات إسرائيلية إلى خان يونس الخميس ودار قتال في هذه المدينة الأكبر في جنوب القطاع، كما اشتبك مقاتلو حماس مع الجيش الإسرائيلي شمالاً في مدينة غزة ومنطقة جباليا المجاورة.
وارتفعت حصيلة الضحايا في قطاع غزة الصغير المحاصر والمدمر جراء القصف الإسرائيلي لتبلغ الخميس 17177 قتيلاً، نحو 70% منهم من النساء والأطفال دون 18 عاماً، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.
وفجر الجمعة أفادت الوزارة بمقتل 40 شخصاً في غارات قرب مدينة غزة و«عشرات» آخرين في جباليا (شمال) وخان يونس (جنوب).
وبثت قنوات إسرائيلية الخميس، مقاطع تظهر عشرات المعتقلين الفلسطينيين بملابس داخلية ومعصوبي العيون تحت حراسة جنود إسرائيليين في قطاع غزة، ما أثار جدلاً حاداً على الشبكات الاجتماعية.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه «يحقق» من أجل «التأكد ممن له بينهم صلة بحماس ومَن ليس كذلك».
وشدد الرئيس الأمريكي جو بايدن في اتصال مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخميس، على «الحاجة الماسة» إلى حماية المدنيين مع احتدام القتال، داعياً إلى إنشاء ممرات إنسانية «لفصل السكان المدنيين عن حماس».
وتقدم الولايات المتحدة دعماً حازماً لإسرائيل منذ الهجوم الذي شنته حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر وأوقع 1200 قتيل بحسب السلطات الإسرائيلية، لكن واشنطن تبدي قلقاً متزايداً إزاء الخسائر في صفوف المدنيين في غزة.
وفي المجموع قُتل 91 عسكرياً إسرائيلياً في المعارك بغزة، وبينهم الخميس نجل غادي آيزنكوت، رئيس أركان الجيش السابق وعضو مجلس الوزراء الحربي، وفقاً لآخر حصيلة نشرها الجيش.
وتفيد إسرائيل بأن 138 شخصاً اقتيدوا إلى قطاع غزة في يوم الهجوم لا يزالون محتجزين بعد الإفراج خلال الهدنة عن 105 محتجزين من بينهم 80 إسرائيلياً أفرج عنهم مقابل إطلاقها سراح 240 معتقلاً فلسطينياً من سجونها.
في خان يونس، يحاول الآلاف الفرار من القتال للتوجه نحو رفح على الحدود المصرية، المكان الوحيد الذي لا تزال توزع فيه مساعدات إنسانية ولو بكميات محدودة.
وقال عبد الله أبو دقة: «منذ شهرين ننتقل من مكان إلى آخر، نحن متعبون جداً»، متحدثاً عن «أصعب شهرين» في حياته.
وتحدث أحمد حجاج الذي وصل أيضاً إلى رفح قادماً من مخيم الشاطئ في الشمال، عن وضع كارثي، قائلاً: «ليست لدينا الضروريات الأساسية، الوضع يزداد سوءاً يوماً بعد يوم ولا حل سياسي في الأفق».
  • النظام الصحي «منهك»

أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس عبر منصة إكس، أن النظام الصحي «منهك» في قطاع غزة، مع خروج معظم المستشفيات في الشمال من الخدمة، بينما تعمل مستشفيات الجنوب بطاقتها القصوى، وباتت على وشك الانهيار مع تدفق آلاف الجرحى.
وتفرض إسرائيل «حصاراً كاملاً» على قطاع غزة منذ 9 تشرين الأول/أكتوبر، ما تسبب في نقص خطير بالمياه والغذاء والدواء والكهرباء، كما أن الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية في المستشفيات ومحطات تحلية المياه غير متوافر.
وهذا الأسبوع أعلنت الحكومة الإسرائيلية التي ينبغي الحصول على موافقتها لإدخال المساعدات من مصر، السماح بإدخال «الحد الأدنى» من الوقود إلى غزة لتجنب «انهيار إنساني وتفشي الأوبئة»، بعد يومين على دعوة من الولايات المتحدة بهذا الصدد.
ووفق الأمم المتحدة، نزح 1.9 مليون شخص أي نحو 85% من السكان من منازلهم في غزة، بسبب الحرب التي دمرت أو ألحقت أضراراً بأكثر من نصف المنازل.
وفي مواجهة «وضع كارثي في قطاع غزة»، يبتّ مجلس الأمن الدولي الجمعة، في دعوة إلى «وقف إطلاق نار إنساني فوري» في قطاع غزة، في عملية تصويت غير محسومة النتائج في ظل أوضاع دبلوماسية مشحونة.
وتأتي عملية التصويت بعدما وجه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش رسالة الأربعاء إلى مجلس الأمن استخدم فيها صراحة المادة 99 من ميثاق المنظمة الأممية التي تتيح له «لفت انتباه» المجلس إلى ملف «يمكن أن يعرّض السلام والأمن الدوليين للخطر»، في أول تفعيل لهذه المادة منذ عقود.
ومنذ بداية الحرب، تمكّن مجلس الأمن من تبنّي قرار واحد يدعو إلى «هدنات وممرّات إنسانية» في غزة، وليس إلى «وقف إطلاق نار» تعارضه الولايات المتحدة.
  • من غزة إلى بيروت

في هذه الأثناء، أفادت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية «وفا» بـ«اقتحامات» ليلية في الضفة الغربية، خصوصاً في وسط مدينة رام الله، مقرّ السلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس.
وتثير الحرب مخاوف من تحول النزاع إلى حرب إقليمية، ومنذ اندلاع الحرب في غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر، تشهد المنطقة الحدودية بين لبنان وإسرائيل تبادلاً يومياً للقصف بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، باستثناء هدنة الأيام السبعة في حرب غزة.
وقتل الخميس إسرائيلي بصاروخ أطلق من لبنان في اتجاه شمال إسرائيل، وفق ما أعلن الجيش والإسعاف الإسرائيليان.
وليلاً أفاد الجيش الإسرائيلي بإصابة جنديين بجروح طفيفة جراء نيران صاروخية مضادة للدبابات معلناً شنّ غارات ضد مواقع لحزب الله.
ووجه نتنياهو تحذيراً جديداً لحزب الله، قائلاً: «أقترح على أعدائنا أن يكونوا حذرين، لأنه إذا اختار حزب الله بدء حرب شاملة، فسيحول بسببه بيروت وجنوب لبنان، غير بعيد من هنا، إلى غزة وخان يونس».

اقرأ أيضاً:
- أمريكا تنتقد إسرائيل: هناك فجوة بين نوايا حماية المدنيين المعلنة وعدد الضحايا في غزة
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2s8pjvrx

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"