عادي

تجارب شابة في «المجلس اللغوي السابع»

14:33 مساء
قراءة دقيقتين
أحمد ديوب في المجلس

استضاف «المجلس اللغوي السابع» في مجمع اللغة العربية بالشارقة، الشاعر السوري أحمد ديوب، للحديث عن تجربته، وأهمية البيئة التعليمية القائمة على الأدب في تعزيز مهارات الأجيال المعرفية، بحضور الدكتور امحمد صافي المستغانمي، الأمين العام للمجمع، ونخبة من الأكاديميين والمعلمين والمثقفين والباحثين، وحاوره فيها الدكتور بهاء دنديس من مجمع اللغة العربية بالشارقة.

وشدد الدكتور امحمد صافي المستغانمي على ضرورة تسليط الضوء على التجارب الشابة في عالم الأدب وتقدير مشاركاتهم المميزة في إثراء المكتبة العربية. وقال: «نسعى من خلال المجلس اللغوي إلى اكتشاف المواهب، وتشجيع هواة الشعر والأدب للمزيد من فهم العربيّة والغوص في أعماقها وأسرارها».

وأكد المستغانمي أن تربية النشء على حب الشعر والأدب الرّفيع والخطابة وفنّ الرسائل، والإلمام بهذه الأجناس الأدبيّة يُعد ركيزة أساسية لتنمية شخصياتهم وصقل مواهبهم، بما يُمكِّنهم من بناء علاقة متينة مع اللغة، ويجعلنا نراهن على قدرتهم في التميز بمختلف المجالات العلمية.

وتحدث أحمد ديوب عن رحلته مع الشعر التي بدأت منذ نعومة أظافره، مشيراً إلى أن اللغة العربية قد تشابكت مع مواهبه الفنية في الخط العربي والعزف على العود لتعزيز جماليات الشعر العربي، وأوضح كيف أن الشعر يكتسب هويته من خلال تناغم الحرف في صوته وشكله ومعناه، مستشهداً بكلمة «غرق» كمثال حي، حيث يُشبه شكل حرف الغين رأس الإنسان والنقطة فوقه تمثل سطح الماء، بينما يُجسد الراء انسياب الجسم داخل الماء. وأضاف أن الصوت المميز للغين والراء يُحاكي صوت الغريق، ما يُبرز اللغة العربية كلغة تظهر جمال الطبيعة. وأخيراً، يُشير إلى صوت القاف الذي يتميز بالقوة المعبرة عن الارتطام.

وقال ديوب: «يتجلى الشعر في معنيين؛ ظاهر يُدركه الجميع، وباطن يُعانق أرواح العارفين، فهو ليس مجرد كلمات تُنظم، بل هو فن رفيع وعلاقة وطيدة باللغة العربية، يتطلب فهماً عميقاً لخصائصها الجمالية والبلاغية. وما يُثبت هذه العلاقة الوطيدة بين الشاعر والشعر هو أن كثيراً من شعراء العصر الحديث الذين أثروا الأدب العربي لم يتلقوا تعليمهم اللغوي في الجامعات، بل وصلوا إلى جوهر اللغة وأساليبها بشكل ذاتي، فأنتجوا إبداعات لا تُضاهى».

وأضاف: «إن الانفصال عن تراثنا الأدبي العريق لا يُعد إلا قطيعة مع الشعر الحقيقي وروحه النابضة التي تُعبر عن هوية الأمة وتُعلي من شأنها؛ فالشعراء الذين يتباهون بالتحرر من التراث إنما يُظهرون بُعدهم عن جوهر الشعر ومعناه الأصيل، الذي يعبر عن روح الحياة الثقافية للأمة العربية وهويتها».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ywrpvtpc

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"