شارك مجمع اللغة العربية بالشارقة في فعاليات الدورة ال 7 من «المهرجان الدولي للغة والثقافة العربية» في ميلان، بجلسة «جهود رقمنة اللغة العربية» واستعرض د. امحمد صافي المستغانمي أمين عام المجمع ورقة عمل حول «المعجم التاريخي للغة العربية والذكاء الاصطناعي: التقنيات المستعملة والنتائج المحققة»، إلى جانب د. وليد غالي، من جامعة الآغا خان بلندن، والذي تناول في حديثه «الفيلولوجيا القديمة ورقمنة الإنسانيات»، وأدارتها ماريا تيريزا زانولا، رئيس المجلس الأوروبي للغات، في الجامعة الكاثوليكية.
وثمَّن د. المستغانمي الأيادي البيضاء لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في إخراج مشروع «المعجم التاريخي للغة العربية» إلى النور، مشيداً بجهود سموه اللامحدودة في خدمة العربية ضمن حدودها الجغرافية وفي فضاءاتها العالمية، مشيراً إلى أن المعجم يعتمد على نظام ذكي يعزز فهم اللغة العربية بشكل أعمق، ويسهم في معالجة البيانات وتحليلها بكفاءة عالية.
وذكر أن الذكاء الاصطناعي يُسهم بفعالية في مشروع المعجم، حيث تم تزويده بقارئ ذكي يتميز بخوارزميات متطورة مما يُمكّنه من التعرف على الحروف العربية بدقة عالية. كما تم استخدام ماسح ضوئي ذكي بدقة تصل إلى 99.9%، قادر على فهم الحروف بمختلف أشكالها، ويعمل على تنقية الصور الضوئية تلقائياً لضمان جودة المخرجات.
وأضاف أن منصة المعجم مجهزة بنظام بحث ذكي يعتمد على معطيات ديناميكية، تساعد في الوصول إلى نتائج دقيقة بأقل زمن ممكن، لافتاً إلى أن محرك التعلم الآلي للمشروع يركز على البيانات والخوارزميات لتقليد طريقة تعلم البشر وتحسين الدقة بشكل تدريجي.
الآلة واللسانيات
وتحدث المستغانمي في الجلسة حول أهم التحديات التي تواجه اللغة في ميدان الذكاء الاصطناعي، فقال: «الخيال جزء أساسي في التفكير البشري، ويتمثل التحدي في كيفية استطاعة الآلة ملء هذه الفجوة، كما أن المجاز جزء أصيل من اللغة، وهو لا يخدم أغراضها الشعرية والإبداعية والتصوير الأدبي فقط، وإنما لا يكاد ينفصم عن صلب أي موضوع، والمجاز يبعث في الرسالة اللغوية عاملاً من الالتباس المقصود، الذي لا سبيل إلى إزالته آلياً، أو نقله للمتلقي».
وتحدث المستغانمي حول أهمية تزويد الحواسيب بالبيانات اللغوية القديمة الأصيلة، واختتم الجلسة بقوله:«البيان والإبانة والتبيين عطاء رباني للإنسان؛ لأن عمليات كبرى تقع في ذهن المتكلم وهو يختار بين البدائل المتاحة، ويتكلم ويصوغ الرسائل اللغوية، وإن طلبنا من الآلة أن تفصح وتبين فقد ظلمناها، وكلفناها عنتاً، وحسبها أن تساعدنا في جمع المادة وتخزينها وتحسين وتسريع عرضها».
