حفظ النعمة

00:41 صباحا
قراءة دقيقتين

كثيرة هي المبادرات التي أطلقت خلال السنوات الأخيرة في دولة الإمارات، وكانت تدور جلها في وقف هدر الطعام، وحفظ النعمة، وتوجيهها إلى فئات محتاجة لتستفيد منها.

أخيراً، وعلى هامش فعاليات مؤتمر «كوب 28»، كشفت «نِعمة»، مبادرة الحدّ من فقد وهدر الغذاء، عن نتائج الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص، ممثلاً في قطاع الفنادق والضيافة؛ حيث شارك فيها 190 منفذاً للأطعمة والفنادق الكبرى، فضلاً عن شركات التموين وتوريد الغذاء.

التجربة بدأت في 31 يوليو 2023، عندما أطلقت «نِعمة» نداء لقطاع الضيافة والمطاعم، ودعتهم ليكونوا جزءاً من تجربة تهدف إلى الحدّ من هدر الغذاء بنسبة 50 في المئة بحلول عام 2030، وقسمت التجربة إلى مرحلتين: بدأت الأولى بجمع بيانات هدر الغذاء خلال 5 أسابيع، فيما نفذت المؤسسات المشاركة المرحلة الثانية، عبر عمليات إدارة الأغذية، واستمروا في جمع بيانات الهدر لكل وجبة عشاء قبل وبعد التجربة، وأظهرت النتائج أن هدر الغذاء انخفض بنسبة 8 في المئة، أي ما يعادل 15.2 طن من الغذاء في المؤسسات المشاركة.

هذه المبادرة مكملة بشكل كبير، لمبادرة «بنك الإمارات للطعام» الذي أسس في يناير/كانون الثاني 2017، تحت مظلة «مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية»؛ حيث يجمع فائض الطعام من الفنادق والمطاعم وأسواق بيع منتجات الأغذية ومحال «السوبر ماركت» والمزارع وغيرها، ويوزعها على المحتاجين داخل الدولة وخارجها، بالتعاون مع شبكة من المؤسسات الإنسانية والخيرية المحلية والدولية، وبلغ إجمالي ما وزعه من وجبات أكثر من 50 مليون وجبة منذ تأسيسه.

وفي الحديث عن النعمة وحفظها، لا ننسى مشروع «حفظ النعمة» الذي أطلقته هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وتسعى عبره إلى سدّ الحاجة لدى الشرائح المستفيدة، بتدوير الفائض عن الحاجة، وإيصاله بطريقة سهلة وآمنة، إلى المحتاجين، حيث تضم قائمة المستفيدين شرائح عدة، من المحتاجين في المجتمع.

كل هذه المبادرات الخاصة بحفظ الزائد من الطعام، وإعادة توزيعه على الفئات الأكثر حاجة داخل الدولة وخارجها، نابعة من حسّ كبير من المسؤولية تجاه وقف الهدر، والإحساس بالفئات المحتاجة.

ومن أهم هذه المبادرات، ليس وقف الهدر أو إعادة توزيع الفائض من الطعام، بل تمثل فيما سبقها من مبادرات، عندما بدأت الدولة بفكرة الأعراس الجماعية؛ لما توفره من تكاليف على المشاركين فيه، أو إقامة معظم الأفراح في أوقات العصر، لأن الكثير ممن يحضرون الفرح لا ينتظرون وجبة الغداء، بل يباركون للعريس ويغادرون فيذهب معظم ما يقدّم سدى.

حفظ النعمة، واجب، وهو سلوك يمكن غرسه في النشء من مراحل التعليم الأولى، حتى يكون نهج حياة، لا عادة مكتسبة قد يصعب التخلص منها.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/6ujuaemm

عن الكاتب

مساعد مدير التحرير، رئيس قسم المحليات في صحيفة الخليج

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"