«كوب 28».. اتفاق تاريخي

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين
كلمة الخليج

.. ونجحت الإمارات مجدداً في مهمة إنقاذ العالم من مخاطر وجودية كانت محدقة به جراء التغير المناخي الذي ضربت تداعياته الكارثية مختلف أرجاء المعمورة، وعملت طوال أسبوعين بجد وصبر على تقليص الخلافات بين العديد من الدول حول الوقود الأحفوري وغيره من القضايا التي تحافظ على كوكبنا.

المفاوضات الطويلة التي قادتها الإمارات انتهت بتحقيق إنجاز تاريخي وصدور «اتفاق الإمارات»، الذي وصفه وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة ورئيس مؤتمر الأطراف «كوب 28» الدكتور سلطان الجابر بأنه «أول اتفاق في التاريخ يدعو للتحول التدريجي من الوقود الأحفوري»، وأضاف «سرنا على طريق طويل معاً خلال فترة وجيزة، وعملنا بجد لتحقيق مستقبل أفضل لأطفالنا وكوكبنا».

وضع المؤتمر خطة عمل قوية لإبقاء هدف 1.5 درجة مئوية في متناول اليد من أجل وقف احترار الكرة الأرضية والحد من الكوارث البيئية، وإعادة صياغة آليات التمويل المناخي، وتحقيق متطلبات معالجة الخسائر والأضرار، كما تم حشد تعهدات تمويلية جديدة تفوق 85 مليار دولار لمعالجة تغير المناخ.

ومن بين الإنجازات التي تحققت إقرار 11 إعلاناً واتفاقاً للمرة الأولى في مجالات الصحة والغذاء والطاقة المتجددة، وموافقة 140 دولة على مبادرة الزراعة والغذاء والمناخ، وموافقة 123 دولة على إعلان الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة.

«اتفاق الإمارات» وضع العالم على المسار الصحيح لإنقاذ البشرية من مستقبل كان يهدد وجودها جراء العبث بالأرض والفضاء بسبب جشع الدول الصناعية الكبرى، وعدم اكتراثها بما يمكن أن يسببه فجورها البيئي من كوارث ومآس يمكن أن تحوّل الأرض إلى جحيم.

قادت الإمارات «كوب 28» بإرادة وحكمة لمواجهة التحدي الذي تنكبته، ونجحت في جعل المؤتمر علامة فارقة في تاريخ البشرية، وأعطاها أملاً بمستقبل أفضل.

شكلت نتائج المؤئمر محطة تاريخية فاصلة بين الحاضر الذي كان مقلقاً والمستقبل الأكثر إشراقاً واخضراراً.

ونجحت الإمارات مجدداً في جعل قضية المناخ جزءاً من استراتيجية عالمية في ظروف دولية صعبة، ووسط صراعات وحروب واستقطابات، حيث استطاعت تجاوز كل العقبات للخروج بالنتائج التي توصل إليها المؤتمر، ما يؤكد قدرتها على التأثير في مجرى العلاقات الدولية في خدمة الإنسانية جمعاء.

وإذا كان هذا الإنجاز التاريخي قد تحقق، فقد أكد سلطان الجابر في ختام المؤتمر على ضرورة تحويل القرارات إلى أفعال، موضحاً أن الاتفاقية لا تكون جيدة إلا بقدر تنفيذها، وهو أمر يقع على عاتق الدول المشاركة بأن تكون صادقة في تعهداتها، وأن يكون التزامها أفعالاً وليس أقوالاً، لأن كوكبنا لا يستطيع الانتظار أو التلكؤ، أو التهرب من تحمّل المسؤولية.

قامت دولة الإمارات بواجبها، وحققت للبشرية أملاً طالما راودها في أن ينقذها من مصير كارثي كان ينتظرها جراء العبث المتمادي بالأرض، وفتحت مساراً جديداً لتعاون دولي يمكن أن يشكل عهداً جديداً في العلاقات الدولية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/4mh6zdsw

عن الكاتب

كلمة الخليج

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"