عادي

هل سيكون بايدن أول رئيس أمريكي يتم عزله؟

00:41 صباحا
قراءة 4 دقائق

الخليج - متابعات

يصوّت مجلس النواب الأمريكي، الأربعاء، على فتح تحقيق رسمي لعزل الرئيس جو بايدن، على خلفية أنشطة ابنه هانتر التجارية الدولية المثيرة للجدل، لكن الديمقراطيين يعتبرون أن اتهامات الجمهوريين له «واهية».

قد تكون حظوظ نجاح هذا التحقيق شبه منعدمة، لكنه قد يشتت جهود بايدن في ضوء ترشحه للانتخابات الرئاسية في نوفمبر/ تشرين الثاني 2024.

لم يسبق عزل أي رئيس في تاريخ الولايات المتحدة، فيما أطلقت إجراءات عزل ضد أربعة رؤساء هم: أندرو جونسون عام 1868، ريتشارد نيكسون 1974، وبيل كلينتون عام 1998، ودونالد ترامب عامي 2019 و2021. لكن تمت تبرئتهم جميعاً في النهاية.

والسؤال الذي يثور هنا: هل سيكون جو بايدن أول رئيس أمريكي يتم عزله؟ وهل ستنجح جهود الجمهوريون في إقصائه من البيت الأبيض؟ أم أن الديمقراطيين سيتمكنون من خلال سيطرتهم على مجلس الشيوخ من إحباط تلك المحاولة؟.

أندرو جونسون (1868)

بدأت إجراءات عزل الرئيس الديمقراطي أندرو جونسون، بعدما أصدر الكونغرس قانون «حيازة المنصب»، الذي قيّد سعي جونسون بشأن فصل عدد من المسؤولين الحكوميين المعينين من قبل سلفه الجمهوري أبراهام لنكولن.

لكن جونسون، الرئيس السابع عشر للولايات المتحدة، أصرّ على إقالة وزير الحرب، إدوين ستانتون، الأمر الذي دفع مجلس النواب إلى سحب الثقة منه، وتمكن من تجنب الإدانة في مجلس الشيوخ، ولم يعزل من منصبه بفارق صوت واحد فقط.

ريتشارد نيكسون (1974)

أقرّت اللجنة القضائية في مجلس النواب الأمريكي، التي سيطر عليها الديمقراطيون في تلك الفترة ثلاث تهم لمساءلة الرئيس الجمهوري، ريتشارد نيكسون، وهي: عرقلة العدالة، وإساءة استخدام السلطة، وعرقلة عمل الكونغرس.

وكانت جميع التهم الموجهة إلى نيكسون تتعلق بما عرف حينها باسم «فضيحة ووترغيت» عام 1972، المرتبطة بالتجسس على مكاتب الحزب الديمقراطي المنافس.

وكانت النتيجة أن سحب أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريون ثقتهم من نيكسون، ما دفعه إلى الاستقالة قبل بدء إجراءات عزله، وكان ذلك عام 1974.

بيل كلينتون (1998-1999)

أقرّ مجلس النواب الأمريكي تهمتين ضد الرئيس الديمقراطي بيل كلينتون، هما: الحنث باليمين أمام هيئة محلفين كبرى، وعرقلة الدعاوى القضائية.

وبدأت إجراءات عزل كلينتون فى الكونغرس عام 1998، بعد أن تم توجيه اتهام له بوجود علاقة مع المتدربة في البيت الأبيض آنذاك، مونيكا لوينسكي.

ولم يستطع الجمهوريون حشد الأغلبية في مجلس الشيوخ لإدانة كلينتون، وكان عدد من صوتوا ضده أقل بكثير من ثلثي العدد المطلوب للإدانة، وبالتالي لم يتم عزل كلينتون وأكمل فترته الرئاسية حتى عام 2001.

دونالد ترامب (2019، 2021)

صوّت الكونغرس لمصلحة عزل ترامب عام 2019 «للضغط على أوكرانيا في محاولة للحصول على معلومات تضرّ بفرص فوز منافسه حينذاك جو بايدن في الانتخابات»، حيث اعتمد مجلس النواب الأمريكي على تهمتين أساسيتين.

وهما «إساءة استخدام السلطة»، و«ازدراء الكونغرس»، بعد مرحلة تحقيق استمرت من سبتمبر/ أيلول، إلى نوفمبر/ تشرين الثاني 2019.

في المقابل، أنهى مجلس الشيوخ المحاكمة في 5 فبراير/ شباط 2020، بتبرئة الرئيس السابق من التهمتين الموجهتين إليه، حيث صوت 52 عضواً لمصلحة تبرئته من تهمة إساءة استخدام السلطة، فيما صوت 48 عضواً ضده.

أما تهمة عرقلة عمل الكونغرس، فصوت 53 عضواً لمصلحة تبرئة ترامب مقابل 47 عضواً ضده.

كذلك وافق مجلس النواب الأمريكي على دعوى عزل الرئيس الجمهوري للمرة الثانية في 13 يناير/ كانون الثاني 2021، حيث تبنى مادة واحدة من إجراءات العزل، وهي التحريض على العصيان، ليصبح ترامب بذلك الرئيس الأمريكي الوحيد الذي تعرّض لإجراءات إقالة من منصبه لمرتين، إلا أن تلك الجهود باءت بالفشل.

جو بايدن 2023

يتهم الجمهوريون الذين يحظون بأغلبية مقاعد مجلس النواب منذ مطلع عام 2023، الرئيس بايدن، باستغلال نفوذه، عندما كان نائباً للرئيس باراك أوباما (2009-2017)، للسماح لابنه بالقيام بأنشطة تجارية مشكوك فيها، في الصين وأوكرانيا.

وقال هانتر بايدن، الأربعاء، خلال مؤتمر صحفي «لم يكن والدي ضالعاً مالياً أبداً في شؤوني».

لكن الرجل الخمسيني الذي يواجه مشاكل قانونية، أقر بارتكاب «أخطاء» في مسيرته.

صلاحيات إضافية

واتهم هانتر من أمام مبنى الكابيتول «أنصار ترامب» بمحاولة «إيذاء» والده. ولهذا السبب، رفض المشاركة في جلسة استماع مغلقة نظمها الجمهوريون الذين استدعوه للمثول أمام الكونغرس، الأربعاء.

ولطالما دعم الرئيس البالغ 81 عاماً، علناً نجله هانتر بايدن، وأكد مراراً أنه «فخور» به.

وفُتح بالفعل تحقيق لعزل جو بايدن في الصيف، لكن الجمهوريين يعتقدون أن من شأن تحقيق رسمي منحهم صلاحيات إضافية، وبالتالي إمكانات جديدة لتجريم الزعيم الديمقراطي.

وقال رئيس مجلس النواب الجمهوري، مايك جونسون، الأربعاء، «لقد حان الوقت لتقديم الإجابات للشعب الأمريكي».

ومن المقرر أن يجري التصويت في مجلس النواب اعتباراً من الساعة الخامسة مساء (22,00 ت غ).

الخيانة أو الرشوة

ينص الدستور الأمريكي على أنه يمكن للكونغرس عزل الرئيس بتهم «الخيانة ،أو الرشوة، أو غيرهما من الجرائم الكبرى والجنح».

ويتم الإجراء على مرحلتين.

بعد التحقيق، يصوت مجلس النواب بأغلبية بسيطة على مواد لائحة الاتهام التي تفصّل الوقائع المزعومة ضد الرئيس.

وإذا تم إقرار لائحة الاتهام، يتولى مجلس الشيوخ المحاكمة. لكن حتى إن تم ذلك، فإنه من المرجح جداً تبرئة بايدن، إذ يحظى حزبه بأغلبية المقاعد في هذه الغرفة العليا للكونغرس.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/4eft7jxe

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"