حب وامتنان

00:11 صباحا
قراءة دقيقتين

مع انتهاء كل فعالية كبيرة، ناجحة، متفردة في الإمارات، ندرك أن خلف ذلك عدداً كبيراً من الجنود المجهولين، ممن ضحى بوقته، وأسرته لوقت ما، بإجازته، بأوقاته الخاصة، بمناسباته المهمة، بنومه، بخطط كثيرة فكر فيها، خلف الكواليس، وبين الأوقات المجهولة لنا، ندرك أن هناك غرف عمليات كبيرة، فرق عمل تنبثق منها فرق أصغر وأصغر، لتدرك كل التفاصيل، حتى إذا ما كان الختام أدركنا أننا نقف أمام جبال من التضحيات، والوفاء والإخلاص من قلوب لا يعرفها كثُر، وهنا أكتب لهم تحديداً.
لمن لم يذكرهم الإعلام ليس تقصيراً، بل لأنهم في صفوف وخطوط لا يدركها المرء بسهولة، ولأنهم يؤدّون مهامهم بصمت وإخلاص، ولأنهم جعلوا الوطن نصب أعينهم دونما تفكير بشيء آخر. لمن قدم وأدى دونما أن تذكره مواقع التواصل، أو يدرك صورته أحد، ولربما لم يعرف أحد بوجوده؛ أقول: من يعمل بحق، وبروح لا يشوبها تردد يعرفه الله ويدرك تعبه، وله القبعة ترفع آلاف المرات، فأنتم قلب الأحداث، وجنودها الأوفياء، أنتم صوتها الذي يتوارى بعيداً، حتى تكون الأصوات الأمامية مطمئنة، والنفوس التي في كل مكان مرتاحة.
ولكل شخص أدرك النجاح، وأدرك الحب والامتنان في قصة نجاح الأسرة الكبيرة، الأسرة فيها الصغير الذي بابتسامته تتغير الأفكار، وتتضاءل المتاعب في وجوده، فلكل دور، ولكل شخص أهميته، ولكل شخص قيمته، وللخبرة بصمتها، وللمتعلم حضوره، وللمستمع احترامه، وللناصح تقديره، وللكبير هيبته، وللمتواضع تميزه، وللمتفرد بأخلاقه وسام شرف يدركه، كل صفات الكون تجتمع في النجاحات الكبيرة، وكل أخلاق البشر التي تربّينا عليها تتبلور في إدراك البشر من هو الإنسان في صفته، النجاح صعب وليس بسهل، والإنسان هو أصله واستمراره، تنتهي الأحداث ويرحل العالم وتنتهي الكثير من الخطط وقصص النجاحات.
قد تبهر العالم بالتقنيات، وقد تنجز أجمل الفعاليات، وتبتكر الجديد والقصة غير المتكررة. ويبقى الامتنان والحب لذلك القلب الذي يقف ويعمل بصمت وهدوء خلف الكواليس، جندي مجهول اسمه الإنسان، ابن الوطن، ودرعه وصورته، قد ينسى العالم كل الأحداث لكنه لن ينسى ابن الأرض الذي استقبله، وتواصل معه، ووقف معه، وتحدث إليه، من نقل له قصة هذا الوطن دون أن يتحدث، بل بفعله وتجربته غير صورة وأرسى اسماً. لكل الصور التي لم نرها، لكل الأفعال التي لم نسمع بها، لكل فرق العمل، لكل المتطوعين، لكل الذين يقفون خلف خطوط الخطر، والتفاني، لكل التفاصيل التي لا نعرفها، ولكل صغير وكبير يعمل يداً بيد، لكل شي لم أكتبه هنا: لكم الحب والامتنان، وراية مرفوعة بالتقدير والعرفان. شكراً لكم.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2h3tsh4a

عن الكاتب

مؤلفة إماراتية وكاتبة عمود أسبوعي في جريدة الخليج، وهي أول إماراتية وعربية تمتهن هندسة البيئة في الطيران المدني منذ عام 2006، ومؤسس التخصص في الدولة، ورئيس مفاوضي ملف تغير المناخ لقطاع الطيران منذ عام 2011

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"