الشارقة: مها عادل
تنتشر مجموعة من الأساطير حول العالم تؤكد وجود بعض البحيرات السياحية التي تشهد ظواهر غريبة وخطيرة وتهدد سلامة زوارها ومجاوريها في بعض الأحيان، واختلف المتخصصون والعلماء في مجال الجيولوجيا في كل من إفريقيا وأوروبا وأمريكا الجنوبية في تفسير ذلك، ورغم ذلك يرتاد هذه البحيرات مئات الآلاف من الزوار سنوياً.
وتعد «البحيرة الحمراء» التي تقع جنوبي العاصمة بوخارست في رومانيا من أشهرها، حيث تشهد ظواهر خطيرة، ويعرف عنها تحول المناطق المجاورة لها إلى مناطق كارثية في شهور الخريف، إذ تنطلق سحب حمراء فوقها، تكون مناظرها غاية في الروعة، ولكن عندما يقترب مئات الآلاف من السياح يشعرون بانخفاض في الضغط، يتبعها أعراض أخرى، يفسرها سكان المناطق المجاورة، بلعنة «الفالكا»، وهي أسطورة القتل، أما العلماء فيرون أنها بسبب الأبخرة المتصاعدة المكونة من غازات وردية اللون والتي تؤثر سلباً في صحة البشر.
كما تشتهر بحيرة «نيوس» في الكاميرون بخطورتها، وهي مرتفعة وعميقة للغاية، هادئة وساكنة، وجزء من سلسلة بركان أوكو النشط، وفي عام 1986 قُتل 1700 شخص، ونفقت 3500 رأس من الماشية حولها، ومات معظم سكان القرى المجاورة أثناء النوم، وعانى ال4000 شخص الذين نجوا من تقرحات ومشاكل في الجهاز التنفسي، وبدأت التحقيقات في هذه الحوادث الغامضة، واتجه العلماء إلى الكاميرون لدراسة الموقف والوقوف على الأسباب، وما تم اكتشافه هو أن البحيرة «نيوس» التي توجد على فوهة بركان، تشبعت بشكل هائل بالغاز البركاني، واندفع الغاز المحاصر داخلها في انفجار هائل طال مكونات الحياة حولها، حيث يعد انفجار البحيرات من أخطر الكوارث الطبيعية، نظراً لانتشار غازاته السامة على مساحات واسعة، ملتصقاً بالأرض، ويسير بين الأقدام من دون أن يشعر به أحد.
