عادي

مبادرة عام الاستدامة تواصل تعزيز العمل الجماعي والتغيير السلوكي

22:37 مساء
قراءة 7 دقائق
نجح عام الاستدامة في دولة الإمارات العربية المتحدة، على مدار العام الماضي، في تشجيع سكان الدولة على العمل الجماعي عبر ثلاث مجالات رئيسية هي الاستهلاك المسؤول، والحفاظ على البيئة، والعمل المناخي.
وارتكز عام الاستدامة الذي أعلنه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تحت شعار "اليوم للغد"، على إرث الأجداد وقدرتهم على التأقلم والعمل على حماية أرضنا اليوم وتخيل إمكانيات الغد.
واستطاع عام الاستدامة خلال مرحلة الاستهلاك المسؤول وعبر العديد من الأنشطة والفعاليات التشجيع على ممارسات تقليل هدر الطعام، وتبني سلوكيات استهلاك كميات طعام مسؤولة، وتعزيز الأنظمة الغذائية النباتية من أجل عادات استهلاكية أكثر صحة واستدامة، كما ركز على الدعوة نحو التحول للأزياء المستدامة بتشجيع السكان على التحول إلى الموضة البطيئة ودعم المزيد من العلامات التجارية الصديقة للبيئة.
وركزت مرحلة الحفاظ على البيئة على تشجيع السكان على تبني أسلوب حياة صديق للبيئة بتركيز الجهود على التحول إلى بدائل خالية من البلاستيك، وحماية النظم البيئية من المخلفات المتبقية، وفصلها وإعادة تدويرها، إضافة إلى تشجيع استخدام وسائل النقل العام.
كما دعت مرحلة العمل المناخي، والتي تزامنت مع انعقاد مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 28)، إلى دعوة الجماهير للالتزام بالعادات المستدامة في حياتهم اليومية، مثل اختيار وسائل النقل الصديقة للبيئة، وتقليل المخلفات وتوفير المياه والطاقة وكذلك زراعة النباتات في المنزل.
وقال عيسى السبوسي، مدير مشروع عام الاستدامة : "في بداية المشروع، أردنا التأكد من أنه سيتم تناول الجوانب المختلفة للاستدامة على مدار العام. حيث أن أغلب الأفراد يعرفون ما يتعين عليهم القيام به، لكنهم غير مطلعين على أسباب القيام بذلك، أو أهميته ضمن السياق المحلي والإقليمي. لقد قدم لنا علماء تغيير السلوك، الذين ساهموا في تصميم استراتيجية عام الاستدامة، خبراتهم من أجل تحفيز التغيير السلوكي المستدام ذي الصلة والذي يمكننا تحقيقه".
وأضاف: "مع اقترابنا من عام 2024، نشعر بسعادة غامرة إزاء العدد الكبير من الأبحاث والمشاركات العامة ضمن مفهوم الاستدامة، لقد تشكل لدينا فهم أعمق للتغيير الذي نحتاج إلى إجرائه بشكل جماعي، بالإضافة إلى تطوير المزيد من الأبحاث الكمية التي تشير إلى تحول مؤثر نحو تبني الاستدامة والالتزام بهذا النهج مدى الحياة."
التأثير الجماعي
قدم كل مجال من مجالات مبادرة عام الاستدامة دافعًا ماليًا أو صحيًا أو اجتماعيًا أو بيئيًا يوضح شكل الفائدة التي سوف تعود على الناس عند اتخاذ خيارات مستدامة، والتي هدفت إلى تحقيق المزيد من التأثير وتحفيز تغير سلوكي مستدام.
كما ساهم عام الاستدامة في تبسيط مفهوم الاستدامة عبر نشر مقاطع فيديو تعليمية ذات محتوى تفاعلي موجهة للجمهور تتضمن أمثلة يومية حول طرق تبني الأفراد لأسلوب حياة أكثر وعياً بالبيئة، وشجعت المبادرة الجمهور على إعادة التفكير في الاستدامة بطرق أبسط.
وعلى سبيل المثال، دعا أحد مقاطع الفيديو الخاصة بمبادرة عام الاستدامة الأفراد إلى التفكير في الاستدامة على أنها شكل من أشكال العافية الجسدية، وتحسين الصحة النفسية، وإعادة الاتصال بالطبيعة، وبالتالي جعل الاستدامة ممارسة متأصلة في حياتنا اليومية.
وتضمنت المقاطع الأخرى نصائح عملية من خبراء مقيمين في الإمارات حول فوائد اعتماد السلوكيات المستدامة، وروايات أرشيفية غنية تعتمد على قيم الاستدامة الراسخة في البلاد، وتوفير حقائق وأرقام للجمهور لتمكينهم من فهم أهمية أفعالهم اليومية من أجل بناء مستقبل أفضل لكوكبنا.
كما قدمت سلسلة مقاطع خاصة بوسائل التواصل الاجتماعي بعنوان "أمي تعرف أكثر" نظرة فكاهية حول ممارسات الاستدامة بين الأجيال وسعة الحيلة التي تتمتع بها جميع الأمهات. واستُلهمت مقاطع أخرى من شهر رمضان لتسليط الضوء على أهمية المشاركة وتجنب الإسراف والحفاظ على الموارد. كما سلطت إحدى المقاطع الضوء على ممارسة "النايبة"، وكيف احتضن أسلافنا أسس ممارسات الاستهلاك المسؤول.
وركز عام الاستدامة على قصص الأجداد وتدبيرهم لأمور الحياة من خلال سلسلة "إرث الاستدامة"، ومنها قصة امرأة إماراتية قامت بإعادة تدوير أعواد المصاصات واستخدامها لصنع البرقع، وهو أسلوب ذكّرت من خلاله مبادرة عام الاستدامة الجماهير بالتراث المستدام لدولة الإمارات العربية المتحدة، وغرست فيهم الشعور بالفخر بقيمنا المشتركة.
أشجار القرم.
لتشجيع ممارسات الحفاظ على البيئة بشكل أكبر، تم تنظيم العديد من الفعاليات المجتمعية مثل "مشروع أشجار قرم عيد الاتحاد: اليوم للغد" الذي يسعى إلى استرجاع زراعة غابات القرم على طول سواحل دولة الإمارات العربية المتحدة ضمن تعهدات دولة الإمارات العربية المتحدة بزراعة 100 مليون شجرة قرم بحلول عام 2030.
وانطلاقًا من إيمان راسخ بأن اتخاذ خطوات صغيرة يمكن أن يؤدي إلى تغيير كبير، أصدر فريق عام الاستدامة ثلاثة أدلة دعت الجمهور إلى تبني عادات أكثر استدامة من خلال تقديم نصائح عملية ورؤى لخبراء ومعلومات مفيدة لإلهام العمل الجماعي، والتي يمكن للجمهور الاطلاع عليها عبر الموقع الإلكتروني لعام الاستدامة. تتضمن هذه الأدلة، سلسلة من المداخلات من مجموعة مختارة من أعضاء شبكة خبراء الاستدامة، التي تتألف من خبراء مقيمين في دولة الإمارات العربية المتحدة ممن يحملون فهماً عميقاً بأجندة الاستدامة في الدولة.
رحلة غامرة
يأخذ موقع عام الاستدامة المستخدمين في رحلة غامرة لرواية قصة التراث الغني لدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تتداخل حكايات الموارد والناس والتجارة والابتكار المتجذرة بعمق في قيمنا.
وتصور صفحة "عبر الزمن" رحلة الإمارات التي تأخذ زوار الموقع عبر جولة في الماضي والحاضر والمستقبل لتسليط الضوء على تطور الدولة - بما في ذلك حلول المياه المبتكرة التي أدت إلى استدامة الحضارات حتى الموانىء التي جذبت الناس من جميع أنحاء العالم،.
ودعت صفحة "كلنا معًا اليوم" زوار الموقع لإجراء اختبار تحليل الشخصية من أجل الاستدامة لتقييم بصمتهم الكربونية. وقام الاختبار بتذكير المستخدمين بتأثير أفعالهم اليومية في صنع مستقبل أكثر إشراقًا وتشجيعهم على البدء في رحلتهم الخاصة في مجال الاستدامة.
فيما قدمت صفحة "واجبنا" موارد تعليمية ومسارات وظيفية في مجال الاستدامة للجمهور ، فضلاً عن مبادرات عام الاستدامة التي يمكن للجمهور المشاركة فيها.
بيت الاستدامة
أطلق عام الاستدامة، بهدف تشجيع العمل المناخي الشامل وإشراك الجمهور في مؤتمر (كوب 28)، مبادرة بوب كوب - وهي عبارة عن مجموعة من فعاليات العمل المجتمعي التي تدعو جميع من يعتبرون دولة الإمارات العربية المتحدة وطنًا لهم لاستكشاف مستقبل أكثر جودة وازدهارًا لكوكبنا والتخطيط والعمل من أجله، وقد عقدت الفعاليات في موقع بيت الاستدامة لإتاحة الفرصة للزوار للتعرف على الاستدامة بطريقة شاملة.
كما كان لعام الاستدامة حضور قوي في مؤتمر (كوب 28)، حيث أظهر التزامًا على مستوى الدولة تجاه الاستدامة من خلال بيت الاستدامة ومركز داعمي العمل المناخي في المنطقة الخضراء في إكسبو دبي.
وقدم بيت الاستدامة والذي استقطب ما يقرب من 60 ألف زائر من أصل 130 ألف من الحضور في مؤتمر (كوب 28)، تجربة زوار متعددة الحواس عرضت مدى عمق رحلة دولة الإمارات العربية المتحدة نحو الحياد المناخي.
وقد استلهمت التجارب المتنوعة من صمود الأسلاف في دولة الإمارات، كما أتاحت فرصة فريدة للزوار من جميع أنحاء العالم لفهم قيم الاستدامة الراسخة في الدولة عبر تراثها الغني، وإلهام أجيال الغد من أجل مستقبل مزدهر مستدام.
ومن خلال تجارب غامرة مثل "العشاء في 2050" و"حلول مع الطبيعة"، دعت المساحة الزائرين لاستكشاف تأثير تغيير خياراتهم اليوم مما يعزز من القدرة على الصمود الغذائي، وبالتالي تكرار دعوة عام الاستدامة نحو التغييرات السلوكية المستدامة.
قصة جماعية
تميز العرض الرسمي لعيد الاتحاد الثاني والخمسين لدولة الإمارات في مدينة إكسبو بدبي، والذي تزامن مع انعقاد مؤتمر (كوب 28) باستخدام تقنيات مبتكرة وعروض آسرة، تجسد التراث الغني لدولة الإمارات والنسج الذي يصل معاني الاتحاد والاستدامة عبر التاريخ، التي رُمز إليها من خلال عناصر مختلفة من نسيج السدو.
وسلط العرض الضوء، انطلاقاً من جذور الثقافة والتراث الإماراتي، على تراث الأجداد والعلاقة الوثيقة بين عراقة التقاليد وحداثة التكنولوجيا، والذي عكس الالتزام المشترك برعاية عالمنا المترابط والحفاظ عليه.
كما ركز العرض على رؤية دولة الإمارات لمستقبل مستدام مشترك يتعاون فيه العالم للتغلب على التحديات المناخية من خلال الابتكار، والعمل المشترك، مستلهمين من جهود داعمي العمل المناخي من دولة الإمارات العربية المتحدة وجميع أنحاء العالم.
وحصل العرض على شهادة "أيزو 20121"، المعيار العالمي لإدارة الفعاليات المستدامة، في ظل تضمينه العديد من العناصر المستدامة في جميع مراحل إنتاجه، كما قدم 84 طالبًا وطالبةً من جميع أنحاء الدولة مجسمات مصنوعة من مواد مستدامة لعرض المناظر الطبيعية المفضلة لديهم تماشيًا مع "عام الاستدامة" والتراث الوطني الغني.
ماذا بعد؟
قال السبوسي: "لقد أظهرت لنا جهودنا هذا العام أن التغيير يستغرق وقتًا. إنها ليست مجرد فكرة يمكن تنفيذها خلال عام واحد فقط، فخلال عام 2023، انخرط الجمهور في أجواء طموحة تجاه العمل المناخي حيث تمكنوا من فهم ما يمكنهم المساهمة فيه في المعادلة الأوسع للعمل المناخي. والآن، يجب أن نسأل أنفسنا كيف يمكننا الحفاظ على هذا الزخم والاستمرار فيه في العام المقبل وما بعده؟ ومع أخذ COP28 في الاعتبار، نتساءل، كيف يمكننا ضمان مواصلة هذه الجهود مدى الحياة؟"
مختبر المواد
أطلق عام الاستدامة برنامجه "مختبر المواد"، وهو نموذج تعاوني للإنتاج المستدام، أشرك خلاله مبدعين ومبتكرين وشركات في دولة الإمارات العربية المتحدة لإعادة النظر في مفاهيم التصميم والإنتاج - من الفكرة إلى التصنيع. يضم نهج البرنامج ذو المستويين الإنتاج المستدام وإعادة استخدام المواد، حيث ركز هذا النهج على ابتكار مواد التصنيع وإعادة استخدام الموارد والمواد المتوفرة.
وجاء المختبر تتويجًا للتعاون مع مبدعين ومبتكرين محليين لإعادة اكتشاف المواد الموجودة في الطبيعة في دولة الإمارات والاستفادة من المخلفات الزائدة وغيرها لإنتاج مواد مستدامة وقابلة للتحلل البيولوجي أو مواد صديقة للبيئة وتعزز امكانية تغيير مفهوم الإنتاج في الدولة.
بضائع مستدامة
أطلق عام الاستدامة "دبوس الاستدامة "المبتكر والمصنوع من نوى التمر المهدر وفتات الصدف كما تم تغليفه بورق ممزق مُعاد استخدامه، والذي يستطيع الأفراد زراعته في حديقتهم. صمم الدبوس بناءً على رؤية جماعية وبحث وتعاون مع خبراء التصميم المحليين حيث تناولوا من خلاله رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة للإنتاج المستدام المتكامل.
كما أطلق فريق عام الاستدامة بالتعاون مع "أ فريند أوف ماين" منتجاته الرسمية التي تم تصنيعها من خلال إعادة تدوير مجموعة المنتجات المتبقية من "عام الخمسين" لدولة الإمارات. وقد عملت المنتجات المُعاد تدويرها بمثابة مصدر إلهام للإنتاج للشركات المحلية، للاستفادة من المواد الفائضة الموجودة لإعادة تصميمها واستخدامها لإعادة الإنتاج.
وتأكيدًا على قيم الإنتاج والتصنيع المُستدامين المحليين، تضمنت المنتجات الرسمية لعام الاستدامة، منتجات مُتعددة الوظائف صالحة للارتداء، مثل القمصان والحقائب القماشية والجاكيتات.
(وام)
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/4w3w7zf8

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"