عادي
((حصاد 2023 )) العام الأكثر حصداً للأرواح في القرن الحادي والعشرين

خسائر حرائق غابات 2023.. 250 ضحية و400 مليون هكتار

19:36 مساء
قراءة 3 دقائق
رجل إطفاء يعمل على إخماد حريق غابات في جزيرة صقلية

باريس - (أ ف ب)

أتت حرائق الغابات في عام 2023 على نحو 400 مليون هكتار، وقتلت أكثر من 250 شخصاً، وأطلقت 6,5 مليار طن من ثاني أوكسيد الكربون.

موسم حرائق غابات قياسي في كندا

شهدت القارة الأمريكية هذا العام موسم حرائق غابات قياسياً، أتى على 80 مليون هكتار (حتى 23 ديسمبر/ كانون الأول)، أي أكثر من مرة ونصف مرة، من مساحة إسبانيا، بزيادة 10 ملايين على متوسط الفترة نفسها من 2012-2022 وفق النظام العالمي لإدارة معلومات الحرائق.

وكانت حرائق كندا المسؤول الرئيسي عن هذه الزيادة. فقد أتت حرائق الغابات هذا العام على 18 مليون هكتار، أو ثلث مساحة فرنسا القارية.

وأوضحت بولين فيلان-كارلوتي، المتخصصة في الجغرافيا والحرائق، لوكالة فرانس برس، أن الحرائق التي تؤجّجها ظروف أكثر جفافاً وحرّاً، ناجمة عن تغيّر المناخ «لا يمكن السيطرة عليها» عبر «سياسة إخماد النيران التي ثبت عدم فعاليتها».

وأضافت «لم نعد قادرين على التعامل (مع حرائق الغابات) في الظروف الراهنة، بالوسائل البشرية المتاحة، ومن هنا تأتي أهمية العمل انطلاقا من أصل المشكلة عبر الوقاية».

العام الأكثر حصداً للأرواح

وكان عام 2023 الأكثر حصدا للأرواح في القرن الحادي والعشرين جراء حرائق الغابات، وفق قاعدة البيانات الدولية للكوارث التابعة لجامعة لوفان مع تسجيلها 250 قتيلاً، على الأقل: 97 قتيلاً و31 مفقوداً في حرائق هاواي في أغسطس/ آب، و34 قتيلاً في الجزائر، و26 على الأقل، في اليونان.

وقالت فيلان-كارلوتي، إن هذا العدد «قد يرتفع في السنوات المقبلة»، مع اقتراب الحرائق «من مناطق حضرية إلى حد خطر». وفي أغسطس/ آب، دمّرت مدينة لاهاينا السياحية في جزيرة ماوي في هاواي بشكل شبه كامل.

وهذا العام، إضافة إلى المناطق المعرضة عادة للحرائق، مثل حوض البحر الأبيض المتوسط (اليونان وإيطاليا وتونس والجزائر...)، وأمريكا الشمالية وأستراليا، دمّرت مناطق أخرى بالحرائق، مثل هاواي وتينيريفي. وهو أمر من شأنه زيادة عدد الأشخاص المعرّضين للخطر.

ستة مليارات طن من ثاني أوكسيد الكربون

كلما ازداد عدد الحرائق، قل الوقت المتاح لنمو النباتات، وفقدت الغابات قدرتها على امتصاص ثاني أوكسيد الكربون. وشرحت سولين توركيتي، الباحثة في «لاتموس» المختبر المتخصص في درس العمليات الفيزيائية والكيميائية في الأجواء الأرضية «تقدّر الدراسات الحديثة، أن الحرائق تقلل من تخزين الكربون، وهو من غازات الدفيئة، بنحو 10 %».

إضافة إلى ذلك، تطلق الأشجار من خلال احتراقها كل كميات ثاني أوكسيد الكربون التي خزنتها.

ولكن تأثير ذلك نسبي. فمنذ بداية العام، أطلقت حرائق الغابات نحو 6,5 مليار طن من ثاني أوكسيد الكربون، وفقاً للنظام العالمي لإدارة معلومات الحرائق.

ويعاد امتصاص نحو 80 في المئة من الكربون الناجم عن حرائق الغابات من النبات الذي ينمو مجدداً في الموسم التالي. أما النسبة المتبقية، فتساهم في تعزيز تراكم ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، وهو أمر من شأنه مفاقمة احترار المناخ.

تأثير صحي فوري

إضافة إلى ثاني أوكسيد الكربون، تطلق حرائق الغابات والنباتات مجموعة من الجزيئات الضارة، من أول أكسيد الكربون، إلى سلسلة طويلة من الغازات الأخرى، أو الهباء الجوي (الرماد والكربون الأسود والكربون العضوي...).

وأوضحت توركيتي أن «هذه الانبعاثات تغيّر نوعية الهواء، حتى مئات الكيلومترات، عندما تكون الحرائق أكثر كثافة»، مشيرة إلى «تأثير صحي فوري» يضاف إلى «تدمير أنظمة بيئية وبنى تحتية».

وأظهرت دراسة نشرتها مجلة «نايتشر» المتخصصة في سبتمبر/ أيلول، أن سكان الدول الأكثر فقراً، لا سيما في وسط إفريقيا، أكثر عرضة لتلوث الهواء الناجم عن هذه الحرائق من سكان الدول المتقدمة.

إفريقيا حالة خاصة

كانت إفريقيا أكثر القارات تضرراً بحرائق الغابات منذ بداية العام، مع احتراق نحو 212 مليون هكتار، لكن بولين فيلان-كارلوتي قالت إنه يجب عدم «إعطاء أهمية كبيرة لهذه الحرائق الإفريقية»، لأن هذا الرقم لا يعكس «حرائق غابات ضخمة. إنه بالأحرى عدد كبير من عمليات «حرق زراعي» صغيرة، وهي «ممارسات تقليدية لا تضر بالمناطق المشجرة، لأنه يجري التحكم فيها والسيطرة عليها» وتنفَّذ بشكل دوري بحسب المتخصصة، مضيفة أنها تؤثر في النبات والحيوانات المحلية، لكن على المدى المتوسط «ستنمو الأشجار مجدداً، ما يسمح بتجدّد» الغطاء النباتي وزيادة تنوع الأزهار.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/2d4ajfyb

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"