عادي
70 آلة و26 حاوية لجمع 20 مليون عبوة بلاستيكية وألمنيوم

مبادرات جديدة وفاعلة لتعزيز حماية البيئة في أبوظبي

01:27 صباحا
قراءة 7 دقائق

تحقيق: شيخة النقبي

تشكّل مخاطر استخدام المواد البلاستيكية ضرراً على البيئة، ونحن في عام الاستدامة في الإمارات، تسعى مختلف القطاعات إلى إطلاق المبادرات التي من شأنها الحفاظ على البيئة وإيجاد الحلول المناسبة لتعزيز جهود حماية البيئة بأشكالها كافة، واحدة من المبادرات التي لاقت إقبالاً من أفراد المجتمع لاسترداد القناني البلاستيكية الفارغة، من خلال 70 آلة تم تركيبها في البداية بمختلف مراكز التسوق، وزادت إلى 74 آلة، و26 حاوية ذكية في مختلف مناطق إمارة أبوظبي، مثل مراكز التسوق والمراكز الرياضية والمؤسسات الأكاديمية وغيرها، لجمع أكثر من 20 مليون عبوة بلاستيكية أو ألمنيوم ومن ثم إعادة تدويرها.

الصورة

المواد البلاستيكية المستخدمة لمرة واحدة تؤثر سلباً في النظم البيئية البرية والبحرية، وفي صحة الإنسان، فضلاً عن أنها تستغرق مئات السنين حتى تتحلل، لذلك جاءت مبادرة هيئة البيئة في أبوظبي لاسترداد القناني البلاستيكية، لحث الجمهور على التخلص الآمن والسليم من المواد البلاستيكية، ولدعم أهداف الاستدامة في دولة الإمارات العربية المتحدة.

في البداية، توضح هيئة البيئة في أبوظبي أنه تم تركيب 70 آلة لاسترداد القناني، ثم ارتفعت إلى 74، و26 حاوية ذكية في المناطق التي تشهد إقبالاً كبيراً من الجمهور في إمارة أبوظبي، وتوفر هذه الآلات حلاً بسيطاً وفعالاً لمشكلة التلوث بالقناني البلاستيكية المتنامية، فهي تعمل على قبول القناني البلاستيكية المستعملة، وإعطاء المكافآت في المقابل عبارة عن نقاط يمكن استخدامها في عمليات التسوق، ومن خلال تحفيز الجمهور على إعادة تدوير القناني المستخدمة، وتشجع هذه الآلات على اتباع أنماط السلوك المسؤولة بيئياً، وتساعد على تقليل كمية البلاستيك التي ينتهي بها المطاف في البيئة ومطامر النفايات.

الاقتصاد الدائري

ويقول المهندس محمد أحمد باسهل، رئيس قسم تقييم السياسات والتشريعات في الهيئة: مبادرة الهيئة الخاصة باسترداد القناني تعد مبادرة استباقية للحد من ضرر المواد البلاستيكية، وهدف المبادرة التي أطلقتها الهيئة بالتعاون مع الشركاء الرئيسيين، جمع أكثر من 20 مليون عبوة بلاستيكية أو ألمنيوم ومن ثم إعادة تدويرها، وتكون مدخلاً من مدخلات منظومة الاقتصاد بما يسمى الاقتصاد الدائري في إمارة أبوظبي.

ويضيف: من ضمن عمليات المسح التي قمنا بها، وجدنا على طول السواحل الرئيسية في إمارة أبوظبي، في كل مترين هناك قنينة بلاستيكية، حيث تحتاج العبوات البلاستيكية إلى 1000 سنة للتحلل، وتتحول إلى ما يسمى بالبلاستيك الدقيق (المايكرو بلاستيك)، وتدخل في أنظمتنا الغذائية والبيئية، وقد تدخل في أجسامنا، ما يسبب أمراضاً.

ويتابع: من أهداف المبادرة التي تعتبر رافداً حديثاً وجديداً للتنوع الاقتصادي في إمارة أبوظبي، المحافظة على مكانة أبوظبي كأكثر مدينة ملائمة للعيش في العالم، حيث إن النظافة عنوان للمجتمعات المتقدمة والراقية، وهذه المبادرة داعم للمبادرات التي تقدمها دولة الإمارات في عام الاستدامة، مشيراً إلى أنه بعد الإطلاق الرسمي لآلة استرداد القناني، بدأت مجموعة من الشركات تظهر رغبتها في إضافة مكائن جديدة، وتكون جزءاً من هذه المبادرة، والمبادرة هي عنصر أساسي في تبني إعادة التدوير لدى المجتمع وللمحافظة على مكانة أبوظبي، وسوف ينضم إلينا مستقبلاً شركاء ومؤسسات داعمة لهذه المبادرة.

الصورة

الاستبدال بنقاط

«الخليج» زارت عدداً من المراكز التي تم فيها تركيب آلات استرداد القناني البلاستيكية بها، حيث لوحظ إقبال لافت من قبل الجمهور على إعادة عبوات البلاستيك والألمنيوم إلى هذه الآلات، وتم تجربة الجهاز الموجود عند مدخل أحد المراكز، في البداية تم تحميل التطبيق الخاص بجهاز الاسترداد على الهاتف الذكي وكتابة البيانات المطلوبة، وبعدها قمنا بوضع علبة البلاستيك داخل الجهاز، وبعدها ظهر على شاشة جهاز الاسترداد كتابة رقم الهاتف الذي قمنا بتسجيله مسبقاً على التطبيق، وعندها احتسبت النقاط، حيث إن كل علبة بلاستيكية تحتسب بعشر نقاط بالتطبيق، تستخدم في ما بعد باستبدالها عند عملية الشراء من بعض المنافذ المشاركة في المبادرة.

وهناك تعليمات أطلقتها الشركة الخاصة بالجهاز قبل وضع علب البلاستيك أو الألمنيوم، وهي يجب التأكد من أنها فارغة من السوائل، ونظيفة، وألا يكون حجم العبوة أكثر من لترين، وعند وضع العلب يجب وضع كل علبة بمفردها، وبعد امتلاء الجهاز بالعلب تؤخذ إلى مصانع إعادة تدوير، حيث يتم فرز المواد القابلة لإعادة التدوير وغسلها وسحقها، وتستخدم المواد الخام الناتجة لإنتاج عبوات جديدة ومواد بناء وملابس وأحذية وأشياء أخرى مفيدة.

ولطريقة تجميع العلب البلاستيكية في الجهاز، يوجد كيس في داخل الجهاز، فبمجرد وضع العلبة البلاستيكية أو الألمنيوم تنزل في الكيس الذي بداخل الجهاز، وعند امتلائه، يظهر على شاشة الجهاز أن الكيس قد امتلأ، ويجب استبداله بكيس آخر.

ومن خلال متابعة «الخليج» لإقبال الجماهير على أجهزة استرداد العبوات البلاستيكية، لوحظ تسجيل نوع واحد من هذه الأجهزة وهو جهاز «سباركلو» لاسترداد القناني، الذي تم تركيب عدد كبير منه في مختلف المواقع، 33 مليوناً و919 ألفاً و22 علبة بلاستيكية وألمنيوم استرداد منذ إبريل/ نيسان 2022، منها 25 مليوناً و570 ألفاً و989 علبة بلاستيكية، و8 ملايين و348 ألفاً و33 علبة ألمنيوم، ما أسهم في التقليل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بما يعادل نحو 5 ملايين و87 ألفاً و853 كيلوجراماً.

الصورة

إقبال كبير

التقت «الخليج» عدداً من الجمهور الذين تعاملوا مع هذه الأجهزة، وموظفين في مراكز تسوق يوجد فيها جهاز استرداد العبوات البلاستيكية، حيث يقول أحمد طه، أحد موظفي مركز تسوق مشارك في المبادرة: هنالك إقبال كبير على أجهزة استرداد القناني، حيث يمتلئ الجهاز مرتين في اليوم بالعلب البلاستيكية، ويستوعب الجهاز بين 300 إلى 450 عبوة بلاستيكية أو ألمنيوم، وبالتالي جمع نحو 900 عبوة يومياً، وعند امتلائه تشير الشاشة التي على الجهاز إلى أنه قد امتلأ، ويجب تغيير الكيس بواحد آخر، ولاحظت أن أغلب من استخدم الآلة قد أحضر العلب البلاستيكية من المنزل بكميات كبيرة، لجمع المزيد من النقاط التي شجعت الجمهور على المشاركة الفعالة واسترداد العلب المستخدمة، كما تعكس المشاركة الفاعلة وعي الناس واهتمامهم بالتخلص الآمن من المواد البلاستيكية.

وتقول علياء الظاهري: «لقد جربت الجهاز مرة واحدة، وأعجبتني الفكرة بإعادة تدوير العلب البلاستيكية، وجهاز استرداد القناني يسهم بشكل ملحوظ في الحفاظ على البيئة، عبر تجميع أكبر كم من العلب البلاستيكية، وهذا فن اختيار المبادرات بأسلوب غير مسبوق عالمياً، ويعزز من مكانة أبوظبي عاصمةً متطورة تواكب كافة المتغيرات التكنولوجية المتسارعة».

الصورة

مبادرة إيجابية

ويضيف علي عبد الحميد: «سعدت بهذه المبادرة في أبوظبي، ووجود عشرات الأجهزة في مختلف المواقع لاسترداد القناني البلاستيكية، ولقد سارعت بتجربتها فوراً، فكان الجهاز سهل الاستخدام، وكذلك التطبيق الخاص به، ومثل هذه المبادرات، تؤكد حرص الإمارات على الحفاظ على البيئة وحمايتها من كافة أشكال التلوث، والتقليص من النفايات، حيث يجب علينا كمواطنين ومقيمين رد الجميل لما تقدمه هذه الإمارات لنا، عن طريق مشاركتنا الفاعلة في المبادرات التي تقدمها الدولة، وتشجيع بعضنا بعضاً على استخدام هذه الأجهزة للحفاظ على البيئة».

ويقول راشد سالم: «أعجبتني فكرة إعادة تدوير القناني، فقد وضعت كيس قمامة في المنزل لتجميع العلب البلاستيكية، وعند امتلائه قمت بالبحث في التطبيق عن أقرب جهاز استرداد من المنزل، وقمت بوضع جميع علب البلاستيك بالجهاز، حيث يتم الحصول على 500 نقطة عند إعادة 50 علبة بلاستيكية، ولم أقم حتى الآن بشراء شيء بها، وأدعو الجهات المختصة إلى زيادة عدد الآلات ووضعها في الأحياء السكنية أيضاً، لتسهّل على الجمهور تجميع العبوات المستخدمة في المنزل ووضعها في آلات استرداد القناني، وأعتقد أن هذه الفكرة إن تحققت، فإن المبادرة ستشهد إقبالاً أكبر من مختلف فئات المجتمع خصوصاً البعيدة عن منافذ ومراكز التسوق، وأتمنى أيضاً في المستقبل توافر آلات لإعادة تدوير جميع أنواع المواد البلاستيكية المستخدمة لمرة الواحدة، أو حتى الاستغناء عنها، وصنع مواد قابلة للتحلل».

الصورة

رسالة توعية

ويقول سعيد الزعابي: «قمت بتجربة الجهاز عدة مرات، بوضع العلب البلاستيكية والألمنيوم، وأرى أنها مبادرة ذكية، لأنها تشجّع الناس على الاستفادة من النقاط التي يحصل عليها واستغلالها في المشتريات لتعود بالفائدة على الأسر، كما أنها تشجع الناس بطريقة غير مباشرة للمحافظة على البيئة وإعادة التدوير، وتشكل رسالة توعوية للصغار والكبار على حد سواء، لأهمية الاستفادة من النفايات والمخلفات عبر إعادة التدوير، الأمر الذي من شأنه أن يحافظ على البيئة ويحد من التلوث».

ويقول بيدا ميلي: «إنه جهاز رائع، ويسعدني أن يكون لدينا آلة مثل هذه في أبوظبي، ولقد وضعت في الآلة حتى الآن 30 علبة بلاستيكية، وقد أحضرتها من المنزل، وأكثر ما يحفزني على تجميع العلب ووضعها في الجهاز، هو التطبيق الذي يحتوي على نقاط وخصومات لمتاجر مختلفة، وموقع الجهاز قريب من منزلي، ما يسهل عليّ الوصول إليه».

وتشير لمياء راشد، قائلة: «سبق أن جربت الجهاز عدة مرات، وحصلت على 800 نقطة في التطبيق، ولقد قمت بتجميع العلب التي استخدمتها بالمنزل في علبة كرتونية، وقمت بوضع العلب البلاستيكية في الجهاز، وأقترح تشجيع الجهات المختصة للجمهور من خلال تكثيف وتعزيز الحملات الدعائية في جميع وسائل التواصل الاجتماعي، وتوعية الناس بمدى خطورة المواد البلاستيكية، ووضعها في المدارس والجامعات، وتقديم دورات وورش لهم من أجل توعيتهم بخطورة المواد البلاستيكية وأهمية إعادة تدويرها، وتعليم الأطفال هذه الآلات لتعويدهم عليها».

وتضيف جواني لوبيس: «استخدام الجهاز سهل وسلس وسريع، وفكرة المبادرة تجعل أفراد المجتمع شركاء في المحافظة على البيئة، وتحفيز الجمهور على إعادة تدوير القناني من خلال المكافئات، كما أن هذه المبادرة بحاجة إلى توسعتها لتشمل ليس فقط مراكز التسوق، وإنما مرافق أخرى مثل المنشآت الصحية والدوائر الحكومية والمباني السكنية، وأتمنى توزيع هذه الأجهزة في الإمارات الأخرى، وتعاون بيئة أبوظبي مع الجهات المختصة في الإمارات الأخرى».

مشاركة فاعلة

وتضيف عائشة أحمد: «استخدمت الجهاز مرتين حتى الآن، وبالتأكيد سأستمر في تجميع العلب ووضعها بالجهاز، وهذه المبادرة ليست غريبة على دولة الإمارات، فهي دائماً سباقة في الحفاظ على البيئة، ويجب علينا نشر الوعي بأهمية المشاركة في هذه المبادرة، عن طريق تجميع العبوات البلاستيكية والألمنيوم، ووضعها في آلات الاسترداد، وإشراك جميع أفراد الأسرة في تجميع العبوات، حتى تصبح عادة لدينا، وخاصة للأطفال، لنقلها للأجيال القادمة».

وتقول مريم الشامسي: «استخدمت الجهاز عدة مرات، ففي المرة الأولى كنت قد جمعت 500 علبة بلاستيكية، وحصلت مقابلها على 5000 نقطة أضيفت إلى التطبيق، وهي ما تعادل 15 درهماً، وقمت بالاستفادة من المبلغ بشرائي 3 علب ماء كرتونية، وسأستمر في إعادة عبوات البلاستيك والألمنيوم من خلال الأجهزة المنتشرة في مختلف المناطق».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/4afj7xvn

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"