عادي

العثور على غابة مفقودة منذ 22 مليون سنة

20:44 مساء
قراءة دقيقتين
الجدول حيث وجدت الأحافير
صور الأحفوريات
إعداد: محمد عزالدين
عثر علماء من معهد سميثسونيان للأبحاث الاستوائية في بنما، على بقايا متحجرة لأشجار المنغروف، في جدول مائي بجزيرة بارو كولورادو، بنما، التي كانت تشكل الغابة التي طمرها ثوران بركاني عنيف بالرماد والصخور قبل 22 مليون سنة، ما أدى إلى إزالتها من على خريطة الكوكب.
وأطلق العلماء على نوع هذه الأشجار اسم «سونراتوكسيلون باروكولورادو ينسيس»، ويشير الاسم الأول إلى الجنس الذي تنتمي إليه، وهي مجموعة لا تزال موجودة حتى اليوم في جنوب شرق آسيا، والاسم الثاني إلى المكان الذي نمت فيه، وهو جزيرة بارو كولورادو.
وقال العلماء: «تشير الأدلة الأحفورية إلى أن ثوراناً بركانياً ضخماً واحداً تسبب في تدفق عنيف للمياه والطين والرماد والصخور، حيث تتدفق الحمم مثل الخرسانة الرطبة بسرعات فائقة، ويمكن أن تغطي المنطقة على الفور، ولا يترك للنباتات والحيوانات أي فرصة للتعفن أو التحلل، إضافة إلى مياه الحمم البركانية الغنية بالسيليكا، التي تتسرب إلى الكائنات الحية وتحجر أنسجتها».
وقد اصطدمت كتل اليابسة العظيمة في أمريكا الجنوبية والصفيحة الكاريبية، في أوائل عصر الميوسين، قبل 23 مليون سنة، مما شكل بنما وبقية أمريكا الوسطى، وظهور جزيرة بارو كولورادو من المحيط، التي نمت حول أطرافها غابة المنغروف، وارتفعت أشجارها 40 متراً في الهواء.
وتظهر عينات الرواسب أن الغابة نمت في المنطقة قليلة الملوحة، حيث تلتقي المياه المالحة والعذبة، وهي ظروف مثالية لأشجار المنغروف للنمو، ويشير نقص أحافير الأشجار الأخرى في المنطقة إلى أن الأنواع الأخرى كانت ستواجه صعوبة في النمو في هذا الموطن.
وخلص العلماء إلى أن المياه قليلة الملوحة هي الشيء الوحيد الذي جعل الظروف مثالية لنمو غابات المنغروف الضخمة، حيث كانت تركيزات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي أعلى بكثير خلال العصر الميوسيني مما هي عليه الآن، وبما أن الأشجار تستهلك ثاني أكسيد الكربون2 للنمو، إلا أن هذه الأنواع القديمة كانت قادرة على الوصول إلى ارتفاعات أكبر بكثير من أشجار المنغروف الحالية.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/27x7pde6

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"