الخرطوم: عماد حسن، وكالات
تجددت المواجهات العسكرية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الخرطوم وبحري أمس السبت،فيما تباينت مواقف قوى سياسية حول «إعلان اديس أبابا» والدعوات إلى «المقاومة الشعبية»، في حين بدأ المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان رمطان لعمامرة، ترتيبات لعقد مشاورات مكثفة مع الأطراف السودانية، وأطراف إقليمية ودولية لدعم الجهود المتواصلة لإنهاء الحرب واستعادة السلام في السودان.
وهزت الخرطوم انفجارات عنيفة مع تجدد المواجهات حول سلاح المدرعات ومقر القيادة العامة للجيش شرقها وسلاح الإشارة بمدينة بحري، وشهدت مناطق متفرقة من ضواحي الخرطوم غارات مكثفة من الطيران الحربي استهدفت مواقع سيطرة الدعم السريع، في أحياء السجانة وجبرة القريبة من سلاح المدرعات وفي منطقة السوق العربي وسط الخرطوم وأحياء بري والمنشية والطائف في الشرق، فيما حلقت الطائرات المسيرة والحربية بأحياء جنوب الحزام.
من جانبها،ردت الدعم السريع» بالمضادات الأرضية بجانب استخدام مدافع الهاون التي استهدفت محيط القيادة العامة وسلاح الإشارة، وشهدت مناطق متفرقة بأم درمان القديمة اشتباكات عنيفة.
إلى ذلك، أشارت تقارير الى انسحاب بعض قوات الدعم السريع من الأحياء السكنية بمدينة ود مدني استعداداً للهجوم على ولاية سنار.
وفي السياق، ألمح مستشار قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو «حميدتي»، هارون محمود مديخير، إلى أن الميدان سيشهد جديداً في الأيام المقبلة، وقال إن قائد الجيش الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان أدخل السودان وجيشه في مأزق بتعهده بتسليح المواطنين للمشاركة في الصراع.
وحذر قائلاً «أي شخص يتسلح ويقف في صف القوات المسلحة سيعتبر هدفاً مشروعاً بالنسبة لقوات الدعم السريع».
على صعيد آخر، اختارت مجوعة الحوار السوداني - السوداني الشامل في بورتسودان والقاهرة، نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار رئيس الحركة الشعبية رئيساً للكيان الشعبي الذي اتفقت على تكوينه لتحقيق أربعة أهداف رئيسية.
وتتمثل أهداف المجموعة، التي تضم عدداً مقدراً من الأحزاب ومكونات المجتمع المدني والأهلي، في توحيد الصف الوطني، وقيادة وحشد المقاومة الشعبية،ودعم القوات المسلحة، وإدارة حوار سوداني - سوداني شامل لا يستثني أحداً للتأسيس لدولة المواطنة الحديثة.
وأرجع عضو حزب الأمة القومي، عبدالرحمن الغالي، بروز المقاومة الشعبية لإخفاقات الجيش في حماية المدنيين في ود مدني وولاية الجزيرة.
وأشار إلى أن موافقة الجيش على تسليح «المقاومة الشعبية» تأتي في إطار تعديل ميزان القوى لصالح الجيش،معتبراً أن الشعب سيساعد الجيش على تحقيق انتصارات.
في المقابل، رأى رئيس حركة تحرير السودان مصطفى تمبور أن«الشعب السوداني هو من تطوّع للقتال إلى جانب القوات المسلحة»، قائلاً إن «عشرات الآلاف ذهبوا إلى قيادات الفرق العسكرية لخوض المعركة الفاصلة مع ميليشيات الدعم السريع».
من جانبه،حذر الحزب الشيوعي السوداني من تكريس «إعلان أديس ابابا» لوجود الدعم السريع والشراكة معه مرة أخرى، وتقسيم البلاد وحمل السلاح لفرض أجندة سياسية، واعادة إنتاج الأزمة والحرب، بالعودة للاتفاق الإطاري.
وانتقد الحزب في بيان لمكتبه السياسي، أمس السبت «الإعلان» وقال إنه خرج من مهامه التي كانت متوقعة والمطلوبة العاجلة لوقف الحرب وتوصيل المساعدات الإنسانية للمتضررين،وتحول إلى اتفاق سياسي مع الدعم السريع.