عادي

الأزمة الاقتصادية تُعجز فنانين لبنانيين عن تأمين كلفة علاجهم

16:55 مساء
قراءة 3 دقائق
فادي إبراهيم
فاقمت الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة التي يشهدها لبنان معاناة فنانين كثر متقدمين في السن؛ إذ يعجزون بسبب تراجع مدخولهم عن تأمين تكلفة علاجهم في حال مرضهم، على غرار ما حصل أخيراً مع فادي إبراهيم، أحد أبرز وجوه الشاشة الصغيرة.
وشغلت صحة الممثل اللبناني فادي إبراهيم الأوساط الفنية وشبكات التواصل الاجتماعي، بعد بتر ساقه نتيجة لمضاعفات إصابته بداء السكري، ونشأت موجة تعاطف شعبية وفنية واسعة معه، تجلّت في إقبال كبير على المساهمة في حملة لجمع التبرعات أطلقتها نقابة ممثلي المسرح والسينما والإذاعة والتلفزيون في لبنان لإكمال علاجه المكلف.
ولاحظ النقيب نعمة بدوي أن تكاتف الممثلين كان لافتاً مع إبراهيم الذي تولى بطولة عشرات المسلسلات المحلية، كان أشهرها «العاصفة تهب مرتين» قبل نحو ثلاثة عقود، وصولاً إلى «للموت 2» أخيراً. وقال، إن «فنانين ومنتجين وأصحاب محطات تلفزيونية وقفوا إلى جانب الممثل الذي يخضع دورياً إلى جلسات غسل كلى».
وأعلن بدوي وقف تلقي التبرعات بعد تكفّل وزارة الصحة بعلاج غسل الكلى، موضحاً أن مساهمات من مؤسسات وأصدقاء ستموّل أية علاجات إضافية قد يحتاج إليها الممثل الستينيّ، بعدما تجاوزت كلفة استشفائه سقف عقد التأمين.
ودفعت قضية فادي إبراهيم مجلس النقابة إلى اتخاذ قرار بإنشاء صندوق للدعم الصحي يغذيه الزملاء بالتبرع ضمن إمكاناتهم، على قول بدوي.
وبات مكتب بدوي في بيروت في الآونة الأخيرة بمنزلة عيادة يتناوب فيها مجموعة من الأطباء من اختصاصات متعددة على تقديم معاينات للفنانين من دون مقابل، كما تؤمّن الأدوية المفقودة.
وفيما علَت أصوات عدة منتقدةً عدم توفير الحكومة دعماً للممثلين في تغطية نفقاتهم الصحية، قال وزير الثقافة اللبناني محمد وسام المرتضى، إن التشريعات لا تولي هذا الدور لوزارة الثقافة، مشيراً إلى أن الوزارة رتّبت شيئاً لفادي إبراهيم، «نحن معنيون بهذا الجانب معنوياً وليس وظيفياً».
وبين أن «من لا يستطيع تأمين العناية الصحية اللازمة يعيش أزمة كرامة»، مؤكداً أن «وزارة الثقافة تحاول في هذه الظروف الصعبة أن تؤدي دوراً على مستوى الحفاظ على كرامة الفنان».
وحال فادي إبراهيم وعدم قدرته على تأمين نفقات علاجه، هي حال ممثلين كثر آخرين يعانون العوَز من جرّاء عدم حصولهم على أي أدوار تتيح لهم تأمين لقمة عيشهم، سواء لتراجع الإنتاجات بفعل الأزمة الاقتصادية، أو لعدم الطلب عليهم بسبب تقدّمهم في السن، في وقت لا تزال ودائع اللبنانيين محتجزة في المصارف.
ومن بين نحو 700 فنان منتسبين إلى نقابة الممثلين، ثمة «نسبة تراوح بين 15 و20%، من دون عمل، وما بين 100 و150 ممثلاً في سن متقدمة تخلى المنتجون عن خدماتهم، وباتوا من دون موارد»، على ما كشف بدوي.
وأقامت مؤسسة «تكريم» أخيراً حفلة خُصص ريعها لـ«نحو 100 ممثل لبناني يعيشون تحت خط الفقر مع تراجُع شهرتهم وتقدمهم في السن، على ما قال رئيس المنظمة غير الحكومية الإعلامي اللبناني ريكاردو كرم. وأوضح أن هذا الواقع عائد إلى تراجُع كبير للصناعة التلفزيونية والإنتاج.
وأسف بدوي لكون «الإنتاج شبه غائب على المحطات التلفزيونية» اللبنانية التي يبلغ عددها ثمانياً، مع أنها «ملزمة بحسب قانون الإعلام المرئي والمسموع بإنتاج مسلسل محليّ أو اثنين سنوياً». وشدد على ضرورة «تطبيق القانون كي لا يبقى أي ممثل في منزله».
وقال، إن «من يشاهد بعض المحطات اللبنانية يشعر أنه في إسطنبول»، معلّقاً بذلك على طغيان الأعمال التركية المدبلجة على هذه الشاشات، بدلاً من التركيز على الإنتاج المحليّ.
واستغرب بدوي استبعاد الممثلين المتقدمين في السن عن الأعمال المحلية الموجودة، مناشداً المنتجين توفير فرص عمل للمنتسبين إلى النقابة تؤمّن لهم الاستمرارية.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/3ypraa2w

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"