تبرز صناعة المحتوى اليوم كواحدة من أهم الأمور المرتبطة بحياتنا وتوجهاتنا واهتماماتنا التي تمرر عبر عشرات الوسائل والمؤثرين وتتحكم في تشكيل الوعي والثقافة واتخاذ القرار والتي طالها الكثير من اللغط بسبب قصور في طريقة الصناعة أو ضعف في التقديم أو سوء في الإعداد أو لافتقاد الأدوات والممكنات التي ترتقي بما يطرح.
في الحقيقة نحتاج لتلك الفكرة الرائدة التي بدأتها قمة المليار متابع في تخصيص صندوق بقيمة 150 مليون درهم لدعم صناع المحتوى، وتأسيس مقر دائم للمؤثرين، يعمل على تطوير مهاراتهم على مدار العام، لأننا ندرك أهمية ذلك ونحن نتابع ما يرد إلينا يومياً من نتاج تلك الصناعة، ونتطلع إلى الارتقاء بصناعة محتوى مبدع ومتميز وعالي التأثير وكذلك تأهيل القائمين على ذلك وتسليحهم بما يمكنهم ويأتي بالفائدة لنا ولهم ونحن نعيش هذا العصر الذي تحولت فيه صناعة المحتوى إلى عالم عشوائي يتم تسخيره وفق الأهواء وتتحكم فيه المصالح.
كصانع محتوى تعتبر الإمارات اليوم حاضنة عبر هذه القمة من أجل إطلاق التوجه الإيجابي والموضوعي للعاملين في المجال والعمل على تطوير مهارات وقدرات صناع المحتوى وإطلاعهم على الآفاق المهنية والاستثمارية لهذا المجال، باعتباره جزءاً من الاقتصاد الإبداعي الذي يحظى باهتمام متنامٍ تحرص الإمارات كعادتها في رؤيتها التي تسبق غيرها إلى الاستثمار فيه ورعايته، لذلك سعت إلى إحداث تغيير نوعي إيماناً بدور هؤلاء في المجتمع وفي إطار توجه لتصحيح البوصلة التي اختلت لدى الكثيرين وكان لا بد من إعادة توجيهها.
صناعة المحتوى لم تعد كما يظن كثير من الناس أنها بسيطة كبساطة وسائل التواصل من دردشات وإعلانات وتغطيات وإخراج مقاطع فيديو بل تجاوزت ذلك لتكون صناعة رسالة ومجتمع وأوطان وتداخل ثقافي وتربوي وتأثير مباشر في حياتنا اليومية يجب أن يتغير ويتطور ونستفيد منه كسائر الصناعات الأخرى، وأن يعود بالنفع على من يمارسه وعلى المجتمع وأن نسهم في تصدير المحتوى إلى بقية العالم والخروج بالمؤثرين من دوائر محلية ضيقة إلى عالم رحب ينطلقون إليه ويؤثرون فيه بعد أن يستغلوا فرصة هذه المبادرة في تكوين فهم عميق للتكنولوجيا ووسائل التواصل ومواجهة التحديات واستغلال الفرص الناشئة والمتاحة في مختلف المجالات إلى جانب التركيز على التخصص وتوديع الهواية لتتطور وتكون احترافاً بمعنى الكلمة.
تلك القمة كانت فرصة استثنائية خرج كل من استغلها بحصيلة وافرة من الخبرات شملت الجميع محترفين ومبتدئين ومنحتهم دفعة من أجل الإبحار في هذا العالم المميز بكل تفاصيله.
[email protected]
