خفافيش الظلام ونور الإمارات

00:20 صباحا
قراءة 3 دقائق

اعتادت خفافيش الظلام أن تنشط في أوقات الأزمات، فهي تخشى النور وتأنس بالظلام. نشاطها يرتبط بنشاط صناع الأزمات، كلاهما يكمل الآخر وكلاهما يستهدف زعزعة الاستقرار ونشر الفوضى وانتهاج العنف والترهيب وسيلة لتحقيق مآربه. وقد وجدت خفافيش الظلام فيما يحدث في المنطقة حالياً مناخاً مثالياً، أزمات دولية تهدد الأمن العالمي، تتصدرها الحرب على غزة التي كشفت مستور الطموح الإسرائيلي. وفي ظل انشغال الدول الساعية لإحلال السلام بالمنطقة بالضغط بمختلف الوسائل لوقف إطلاق النار وإنقاذ الشعب الفلسطيني من بين المخالب الإسرائيلية ووأد مخططات التهجير القسري للفلسطينيين، نشطت جماعة الإخوان الإرهابية بسبل مختلفة لتوسيع دائرة الفوضى في المنطقة.

الجماعة الإرهابية لم تتعلم من درس الخريف العربي بعد أن لفظتها معظم الشعوب واكتشفت متاجرتها بالدين الحنيف لتحقيق مصالح قياداتها الخاصة، وازداد نشاطها منذ اندلاع الحرب على غزة للتشكيك في مواقف دول عربية مختلفة، واتخذت من مواقع التواصل الاجتماعي وسيلة لخلق الفتنة بين الشعوب العربية، فنشرت الأكاذيب وفبركت الصور وقلبت الحقائق، لم تترك وسيلة غير مشروعة إلا واستخدمتها لتوسيع الحرب وتوريط المنطقة بكاملها في صراع يعيدنا عقوداً إلى الوراء، وكلها محاولات فاشلة بعد أن اكتشفت الشعوب أن هذه الجماعة لا تريد لشعوب المنطقة خيراً وأن الشعارات التي كانت ترددها مجوفة المعاني فارغة المضامين. يتوهمون أن كل الشعوب يمكن أن تكون لقمة سائغة لهم، وبيئة خصبة لأفكارهم الهدامة، ولا يدركون أن بيننا شعوباً محصنة ضد كل هدام، قادرة على التمييز بين من يريد لهم الخير ومن يريد لهم الفتنة. والشعب الإماراتي يتصدر قائمة الشعوب التي لا تنطلي عليها أكاذيب الجماعة الإرهابية، يعي جيداً قيمة الدولة التي تحتضنه، ويدرك أنها تتطلع إلى المستقبل وتنافس على الصدارة العالمية في مختلف المجالات، تتصدر مؤشرات التنافسية العالمية، ولا تقبل للمستحيل وجوداً في قاموسها، وتسعى (للرقم واحد) وتعمل ليل نهار للوصول إليه، ومن يكن ذلك طموحه لن يترك للإرهابيين أي ثغرة للنيل من أحلامه ومخططاته.

ليس لخفافيش الظلام مكان على أرض الإمارات، هكذا تقول التجربة الإماراتية؛ نعم، حاولوا التسلل للدولة بوسائل مختلفة، ولكن عين الإمارات الساهرة كانت لهم بالمرصاد، كشفتهم وحاكمتهم وفقاً لأحكام الدستور والقانون العام 2013، ولكن غباءهم أوهمهم بإمكانية العودة مرة أخرى، لم يدركوا معنى أن «البيت متوحد» وأن إيمان الشعب بقيادته مطلق، وأن كل إماراتي يعي جيداً أن هذه القيادة هي التي قادته إلى الصدارة، وأنها هي التي نقلته إلى مصاف الكبار، ولم يدركوا أن الأجهزة الأمنية يقظة كل الوقت ولا تفسح مجالاً للعابثين بأمن الدول للعبث بأمنها، وأنهم مهما كرروا المحاولة سيكون مصيرها الفشل. 

الأسبوع الماضي كانت الإمارات على موعد مع فصل آخر من فصول محاربة الإرهاب، حيث أمر المستشار الدكتور حمد سيف الشامسي النائب العام للدولة، بإحالة 84 متهماً أغلبهم من أعضاء تنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي في الإمارات إلى محكمة أبوظبي الاتحادية الاستئنافية (محكمة أمن الدولة) لمحاكمتهم عن جريمة إنشاء تنظيم سري آخر بغرض ارتكاب أعمال عنف وإرهاب على أراضي الدولة في القضية رقم (17) لسنة 2013 جزاء أمن الدولة.

بعض الدول تتصدى فيها الحكومات وحدها للساعين لنشر العنف والإرهاب، ولكن في الإمارات الأمر مختلف، فالحكومة الاتحادية والحكومات المحلية والشعب يجمعهم التوافق الفكري الرافض للفكر المتطرف، وتوحدهم ضرورة اجتثاث الفئات الضالة وعدم ترك أي مساحات لها يمكنها أن تتحرك فيها، ويتمكن من الجميع حب الوطن، والوفاء للقيادة مثلما تلتزم القيادة الوفاء للشعب والعمل على الصعود به سلالم المجد بهدف الوصول إلى مراكز الصدارة.

المتهمون سيلقون الجزاء المستحق عن محاولاتهم العبث بأمن الدولة حسب ما يفرضه الدستور وما تنص عليه القوانين الإماراتية، وقد حرصت الدولة على عدالة المحاكمة، وقررت ندب محام للدفاع عن كل متهم ليس له محام.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/yc8f8my3

عن الكاتب

كاتب صحفي، بدأ مسيرته المهنية عام 1983 في صحيفة الأهرام المصرية، وساهم انطلاقة إصداراتها. استطاع أن يترك بصمته في الصحافة الإماراتية حيث عمل في جريدة الاتحاد، ومن ثم في جريدة الخليج عام 2002، وفي 2014 تم تعيينه مديراً لتحرير. ليقرر العودة إلى بيته الأول " الأهرام" عام 2019

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"