هل من يستجيب؟

00:27 صباحا
قراءة دقيقتين

الرابع من فبراير 2019 لم يكن يوماً عادياً، لم يمر دون أن يسجل علامة فارقة في تاريخ البشرية والإنسانية، ويتحول الحدث فيه إلى دعوة عامة من أجل إحلال السلام في العالم كله.. يومٌ شهدت فيه أبوظبي لقاءً تاريخياً على أرضها وولادة لوثيقة الأخوة الإنسانية، «التي تمثّل إعلاناً يحث على السلام بين الناس في العالم»، وفي كل عام تتذكر الإمارات ونتذكر معها بل ربما تعيد تذكيرنا ببنود ومبادئ وأهمية التسامح، وتجدد الدعوة للتسامح والتعايش بين مختلف الشعوب والديانات، وها هي تستعد لإطلاق المؤتمر الدولي لحوار الحضارات والتسامح، المقرر إقامته يومي 20 و21 فبراير 2024.

لا شك أن الإمارات تجعل من كل مؤتمر وموعد ومناسبة، حدثاً يخرج منه المجتمعون بفائدة تعم على الجميع، وبخطة عمل قابلة للتنفيذ لمن أراد التمسك بها والتحرك بشكل جدي وحقيقي لما فيه خير للبشرية، وبهدف الاستفادة من أخطاء الماضي والحاضر وبناء المستقبل على أسس متينة ومبادئ إنسانية ثابتة.. لكن، هل يحصل هذا فعلياً؟ بمعنى أوضح، هل يستجيب المدعوون (أي كل دول العالم وشعوبها) إلى تلك النداءات الإنسانية التسامحية الملحّة، أم يبيت السلام في الأرض التي دعت للحوار والتسامح والتعامل بأخوّة وإنسانية بين الجميع دون تمييز وتفرقة، ويعود كل ضيف أدراجه وهو غير قادر على تعميم هذه المفاهيم والقيم على دولته وتطبيقها داخل بلده؟

من المفترض أن يحضر المؤتمر أكثر من ألفي مشارك، ويتحدث فيه نحو خمسين متحدثاً من جهات حكومية وأكاديمية ومنظمات عالمية وخبراء.. «لمناقشة القضايا العلمية والبحثية المرتبطة وتعزيز قيم التسامح والتعايش».. وسيكون المحور الرئيسي والأهم هو أهمية الحوار بين الحضارات وتعزيز التسامح والتفاهم المتبادل.

مما تقوله الوثيقة: «باسمِ الله الَّذي خَلَقَ البَشَرَ جميعاً مُتَساوِين في الحُقُوقِ والواجباتِ والكَرامةِ، ودَعاهُم للعَيْشِ كإخوةٍ فيما بَيْنَهم ليُعَمِّروا الأرضَ، ويَنشُروا فيها قِيَمَ الخَيْرِ والمَحَبَّةِ والسَّلامِ.. باسمِ النفسِ البَشَريَّةِ الطَّاهِرةِ التي حَرَّمَ اللهُ إزهاقَها، وأخبَرَ أنَّه مَن جَنَى على نَفْسٍ واحدةٍ فكأنَّه جَنَى على البَشَريَّةِ جَمْعاءَ، ومَنْ أَحْيَا نَفْساً واحدةً فكَأنَّما أَحْيَا الناسَ جميعاً.. باسمِ الأيتامِ والأَرامِلِ، والمُهَجَّرينَ والنَّازِحِينَ من دِيارِهِم وأَوْطانِهم، وكُلِّ ضَحايا الحُرُوبِ والاضطِهادِ والظُّلْمِ.. باسمِ الشُّعُوبِ التي فقَدَتِ الأَمْنَ والسَّلامَ والتَّعايُشَ، وحَلَّ بها الدَّمارُ والخَرَابُ والتَّناحُر.. باسم تلك الأُخُوَّةِ التي أرهَقَتْها سِياساتُ التَّعَصُّبِ والتَّفرِقةِ، التي تَعبَثُ بمَصائِرِ الشُّعُوبِ ومُقَدَّراتِهم..» فهل من يستجيب؟

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/yc54ck94

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"