عادي
فكر متحضّر وآراء موضوعية ورؤى صائبة

مقالات عبد الله عمران.. إضاءات سبقت العصر

01:17 صباحا
قراءة 5 دقائق
الشيخ زايد وعبدالله عمران

إعداد: جيهان شعيب

مقالات الراحل الكبير د. عبد الله عمران ستبقى شاهدة على وعي هذا الرجل الذي كان شمولي النظرة، منطقياً وموضوعي الرأي. صائب الرؤية، وصادق القول، في كل ما نطق به، أو سجّله على الأوراق. وستظل كلماته المضيئة تؤكد لكل من يطلع عليها، أنه سبق بها العصر، باستشرافه كثيراً من مفردات المستقبل، لتحضر تكوينه الفكري، ورقيّه الإنساني، وستبقى ذكراه حاضرة، وإن غاب جسداً.

الصورة

«كلمتنا وعيدنا الوطني»

وبالنظر في بعض كتابات الراحل، نقف عند مقالة له في 2 ديسمبر عام 1980، بعنوان «كلمتنا وعيدنا الوطني»، أكد فيها أهمية قيام اتحاد الدولة، والدور الواجب من المواطنين في الحرص على ترسيخ دعائمه؛ ومما قاله «هذا يوم للمواطن والوطن، وهو العروبة عندما عبرت عن نفسها بالاتحاد، فالثاني من ديسمبر 1971 تعبير حقيقي عن ضمير المواطن من جهة، وتأكيد عروبة هذه المنطقة من جهة ثانية، لذلك فإن هذه التجربة الاتحادية التي مرت تسع سنوات على قيامها، انتصار للعرب في كل مكان، لأنها لم تهدف إلى زيادة الكيانات العربية بعضو جديد في الجامعة العربية، بقدر ما أراد فيها شعبنا أن يدافع عن وجوده القومي، وشخصيته الثقافية، وامتداده التاريخي والحضاري...».

«تذكير دستوري»

في 2 يونيو عام 1986 كتب عبدالله عمران، رحمه الله، مقالة بعنوان «تذكير دستوري»، تطرق فيها إلى المرحلة الدستورية في الدولة، وحتمية إقرار دستور دائم للاتحاد، ومن قوله في ذلك: إن قوة الاتحاد وفاعليته ودوره في حياة وطننا، ومواطننا تتحدد بمقدار ما يكون الدستور المعمول به ملائماً لواقع احتياجات الوطن، وطموحات المواطن، وبمقدار ما يكون قادراً على استيعاب شتى المتغيّرات التي حدثت في وطننا خلال السنوات الماضية، وبمقدار ما يكون قادراً على تقديم الإجابة المناسبة لحقيقتنا التاريخية، والمستقبلية، بأننا شعب واحد في ماضيه وحاضره ومستقبله، لذلك لا مجال للفصل بين الحديث عن تدعيم الاتحاد وتقويته، والمحافظة عليه، ووجود دستور دائم ملائم لحقائق الواقع وطموحاته، فالدستور هو أساس وجود الدولة الاتحادية..».

الصورة
1

«نبكيك يا زايد»

الوفاء من شيم الكبار، والإخلاص ديدنهم الثابت، والراحل الكبير د. عبدالله عمران، كان من ذلك على مدار مسيرته، فحين وفاة الأب المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وفي مقال حزين بعنوان «نبكيك يا زايد» قال «اليوم ينزف قلب الإمارات، والأمة جمعاء، حين سكت فؤاد الوالد، والقائد، والمعلم زايد بن سلطان آل نهيان، ورجعت نفسه المطمئنة إلى ربها راضية مرضية في دار البقاء؛ نعم إن الموت حق، لكن، والله، إننا لفراقك يا زايد لمحزونون، فأنت الوالد، والمؤسس والراعي والمرشد، وأنت قرة العين، وزايد الخير. وأنت ربّان هذه السفينة التي ما عرفنا غيرها، وما عرفنا غيرك زعيماً في تاريخنا الحديث. نبكيك أيّها النبيل في رسالتك وفروسيتك ومواقفك وأعمالك، وقد أديتها، حتى وافاك اليقين..».

«في وداع مكتوم»

تأبين الأحباء واجب، وكلمات الوداع الصادقة دليل تكوين إنساني رفيع، وفي ذلك جاءت في 5 يناير عام 2006، مقالة للراحل عبد الله عمران بعنوان «في وداع الشيخ مكتوم» نعاه فيها، قائلاً «اليوم يخفق قلب الوطن العزيز، مثلما يخفق كلما ودع أحد أعلامه وقادته، وانتقل من يحبّهم من دار الفناء إلى دار البقاء. وما أعظم ما تركه الراحل الكبير في ذاكرة أهل ديرته، وشعب الإمارات، وأبناء منطقة الخليج، من بصمات خيّرة، وعطاء وطيب، وحرص أكيد على بناء دولة الاتحاد، لبنة لبنة، وبناء مؤسساتها، وقيادة حكوماتها المتعاقبة طوال العقود الثلاثة الماضية. ما أعظم الخير الذي خلّفه الراحل الكبير، في إمارة دبي، واحة حرية وجذباً رحباً، وورشة بناء متواصل، وقاطرة أساسية في حركة الاتحاد وبنيته وعافيته..».

الصورة
1

«المسيرة تتواصل»

وفي مقال نشر يوم 21 يناير 2006، بعنوان «المسيرة تتواصل» كتب عبدالله عمران، كلمات وطنية راقية، جاء فيها: «حينما يتولى صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، مسؤوليات الحاكم في دبي، ومهمات نائب رئيس الدولة، ورئيس مجلس وزرائها، يواصل المسيرة أيضاً، فلا ينقطع التاريخ عضوياً، ولا يعمل في ظل فراغ مؤسسي أو فكري أو غياب لتقاليد حكم، أو في ظل مساحات رمادية فاضت عن نفسها، بين بياض وسواد، وإنما هي الاستمرارية، وهي حمل الأمانة، في ظل أضواء ساطعة، وملايين من الناس في الداخل والخارج، تتابعنا وتشاهدنا وتنتظر، وتتساءل كيف نستثمر حيويتنا الاقتصادية، والإدارية، والسمعة الطيبة، والمرجعية الأخلاقية في أنشطتنا، وتعاملنا مع القضايا الإقليمية، والقومية، والإنسانية..».

«39 عاماً والعهد يتجدد»

وعن مكانة صحيفة «الخليج» وموقفها ودورها الوطني الراسخ، قال د. عبدالله عمران في مقال بعنوان «39 عاماً والعهد يتجدد»، في 5 إبريل 2009 «لا تنتظر «الخليج» المناسبة السنوية ليوم صدورها حتى تؤكد لوطنها، وأمتها، وقارئها، أنها متمسكة بتاريخها، وباقية على عهدها، فهذا ما يتأكد يومياً، كل إشراقة نهار، ومع كل عدد جديد من هذه الصحيفة العربية التي نذرت نفسها منذ المطلع، والمبتدأ للحرية والناس، وللوقوف الواثق مع قضايا الحق والعدل، وذلك نحو التحقيق المستمر لشعارها الذي ازداد، على مرور الأيام والسنوات، بريقاً وحيوية «للحقيقة دون خوف.. وللواقع دون زيف..».

الصورة
1

«الشريك الشعبي..الواضح الإرادة»

عن الواقع السياسي في الكويت عام 1980، كتب د. عبدالله عمران، مقالاً في 31 أغسطس من ذاك العام بعنوان «الشريك الشعبي.. الواضح الإرادة»، ومما جاء فيه «بعد أربعة عشر عاماً من العرض المستمر- تلتها استراحة جبرية استمرت أربعة أعوام - تعود الديمقراطية إلى الكويت من جديد، وعقب بحث طويل، ومناقشات من القاعدة إلى القمة، وبالعكس، هل هي هواية كويتية أصيلة في السباحة ضد التيار، وركوب الصعب، أم أن التجربة التي حفلت بالخطأ والصواب، والكرّ والفرّ، والسلب والإيجاب، أثبتت أنها هي الأسلم عاقبة، والأكثر مردوداً؟ ...».

الصورة
1

«استحقاقات اليوم الوطني»

في اليوم الوطني الثامن والثلاثين للدولة، وتحديداً في 2 ديسمبر عام 2009، كتب عبدالله عمران مقالاً بعنوان «استحقاقات اليوم الوطني»، تحدث فيه عن رؤى أصحاب السموّ حكام الإمارات لتصل إلى تحقيق مشروعها التنموي الكبير، قائلاً «إذا كانت الإمارات تسير أصلاً وفق نهج تأكد من قبل عبر كلمات رئيس الدولة في مناسبات عدة، وعبر استراتيجية الحكومة الاتحادية، فإن كلمة خليفة التي أطلقها يوم أمس، بمناسبة اليوم الوطني الثامن والثلاثين، تضع الوطن والمواطنين أمام استحقاق كبير، أو جملة استحقاقات فيها من التحدي والعمل والواجب مافيها، وهي تتضمن ما هو أبعد وأعمق من تأكيد سلامة الخطة والمسار، فالغاية هي بناء القدرة الوطنية، والمقصد إطلاق الطاقة البشرية، من أبناء الوطن، وتوجيهها نحو آفاق التميز والإبداع...».

الصورة
1

من كلماته:

لا فصل بين الحديث عن تدعيم الاتحاد والمحافظة عليه

إننا لفراقك يا زايد لمحزونون فأنت الوالد والمؤسس والراعي

الثاني من ديسمبر تعبير حقيقي عن ضمير المواطن وعروبته

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/3k3by5x6

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"