راشد محمد النعيمي
مفهوم السياحة البيئية والمحلية الذي نجحت الإمارات في تعزيزه خلال الفترة الماضية عبر حملة أجمل شتاء في العالم يمثل واحداً من أنجح التجارب التي كشفت الإمكانات الكبرى من طبيعة ومرافق وخدمات إضافة إلى منظومة تشريعية وقانونية تضمن استدامة الموارد الطبيعية وحماية مواطن التنوع البيولوجي، بالتوازي مع عمليات التحول نحو الاقتصاد الأخضر والحد من معدلات التصحر والتلوث.
موسم الشتاء في الإمارات الذي خرج بثوب جديد أعاد اكتشاف الكثير من المكامن الإيجابية التي نملكها في مختلف الإمارات وجعل من هذا الموسم جاذباً تؤجل خلاله الأسفار ويستغله الناس لإعادة اكتشاف الكثير من أماكن الجذب والتمتع بالفعاليات والمهرجانات التي سجلت تميزاً على مستوى المنطقة كما طرحت المحميات نفسها وبقوة من جديد للتمتع بما تزخر به من إمكانات هائلة ومنافسة عبر 49 محمية طبيعية تتميز بتنوعها البيولوجي وحيواناتها ونباتاتها النادرة.
النسخة الرابعة من حملة أجمل شتاء في العالم تكتسب هذا العام أهمية خاصة انطلاقاً من شعارها «قصص لا تنسى»، وما يحمله من دلالات تبرز جماليات السياحة الإماراتية من مقومات طبيعية وجغرافية وتراثية تترك لدى الزائر ذكريات عصيّة على النسيان والفضل يعود في الإبداع في التسويق وفخامة الفعاليات وحداثة الخدمات التي تتوفر اليوم في كل بقعة من الإمارات والتي توفر المتعة المنشودة بكل تفاصيلها.
شتاء الإمارات جميل ومميز وزاخر بالأحداث فرض نفسه كموسم استقطاب توّج بهوية تسويقية ذاع صيتها خلال فترة بسيطة واستطاع أن يحجز له مقعداً مع الكبار في مواسم إقليمية وعالمية بفضل التخطيط المدروس والإبداع في التنفيذ ضمن مبادرات استراتيجية تستهدف الارتقاء بالسياحة الداخلية لدولة الإمارات، والتي تعد الأولى من نوعها على الصعيد الاتحادي، للترويج السياحي المشترك بالتنسيق بين مختلف الهيئات والجهات المعنية بقطاع السياحة والتراث والثقافة في كافة الإمارات لتشجيع السياحة الداخلية في موسم الشتاء، لما يتيحه هذا الفصل من فرصة للتعرف على المقومات الطبيعية والجغرافية والتراثية الجميلة للدولة.
شتاء الإمارات يستكشف في كل دورة منه جواهر الإمارات المخفية وكنوزها المنتشرة عبر رحلة جميلة ورائعة تنتظر كل من يزوره خاصة أن الفرصة مواتية أكثر من وقت مضى لإعادة اكتشاف المتاحف والواحات والأسواق والمدن الترفيهية والشواطئ ومسارات المشي الجبلية والدراجات الهوائية والسدود والأودية والجزر والمحميات وأنشطة التخييم والسفاري.
تحية شكر لكل من أبدع في هذا العمل المميز في الترويج لشتاء الإمارات الذي يستحق وبكل ثقة لقب أجمل شتاء في العالم.
