السلام المفقود

كيف فشل الغرب في منع اندلاع حرب باردة ثانية
00:23 صباحا
ترجمة وعرض:
نضال إبراهيم
قراءة 9 دقائق
بوتين وشي جين بينغ
بوتين وشي جين بينغ

عن المؤلف

الصورة
1
ريتشارد ساكوا
ريتشارد ساكوا أستاذ فخري للسياسة الروسية والأوروبية في جامعة كينت، وهو متخصص في الشؤون السوفييتية والروسية وما بعد الشيوعية، ومؤلف لعدد من الكتب.

كانت نهاية الحرب الباردة بمثابة فرصة لجميع الدول للبدء بنظام دولي جديد يسوده السلام، لكن دفع عدم القدرة على اغتنامها إلى عصر متجدد من المنافسة بين القوى العظمى. واليوم يشهد العالم اضطراباً كبيراً، خاصة أمام عودة الحرب في أوروبا، وزيادة النزاعات العالمية في قارات مختلفة.

بشّر عام 1989 بآفاق فريدة لسلام عالمي دائم، حيث بدأت ملامح حل الانقسامات والصراعات الأيديولوجية القاسية. لكن الآن، بعد مرور ثلاثة عقود، ضاع هذا السلام. ومع الحرب في أوكرانيا وزيادة التوترات بين الصين وروسيا والغرب، تهيمن سياسات القوى العظمى على المسرح العالمي مرة أخرى. ولكن هل كان من الممكن أن يكون الأمر مختلفاً؟ يوضح ريتشارد ساكوا، كيف أن السنوات التي سبقت الغزو الأول لأوكرانيا مثّل فجوة في الصراع بدلاً من التوصل إلى اتفاق دائم، وكيف أننا، منذ ذلك الحين، في «حرب باردة ثانية». ومن خلال تتبع الأخطاء التي ارتكبها كلا الجانبين، والتي أدت إلى الأزمة الحالية، يعاين ساكوا في كتاب «السلام المفقود» الصادر عن مطبعة جامعة ييل (28 نوفمبر 2023) بالإنجليزية ضمن 448 صفحة، عودة الصين وروسيا واضطرابات وطموحات النظام الليبرالي التي فتحت خطوط صراع جديدة كارثية.

الصورة
1

البحث عن السلام

يقدم هذا العمل تحليلاً يجمع بين البحث التجريبي والنظري، لشرح التطورات في هذه السنوات؛ ولا يعد تاريخاً دولياً مفصلاً، بل يسعى إلى شرح كيف ولماذا ضاع السلام؟ وعلى هذا الأساس، قد يشير العمل إلى كيفية العثور عليه مرة أخرى. يقول المؤلف: «لقد أتاحت نهاية الحرب الباردة في عام 1989 إمكانية التوصل إلى نوع جديد ودائم من السلام. ومع أن العالم لم يعد ممزقاً بالانقسامات الإيديولوجية القاسية التي شهدها القرن العشرين، فقد بدا السلام والمصالحة أمراً ممكناً. لقد انحازت السياسة العالمية بشكل فريد لخلق نظام سلام جديد. وتخلى الاتحاد السوفييتي بقيادة ميخائيل غورباتشوف، اعتباراً من مارس/ آذار 1985 عن الكثير من الأيديولوجية التي دارت الحرب الباردة على أساسها، وقام بتغيير السياسة الداخلية، وشجع الإصلاح السياسي بين حلفائه في أوروبا الشرقية. لقد تغلبت القوى الغربية على الشكوك المبكرة وتعاملت مع التغييرات. وأعلن سيل من الإعلانات والاتفاقيات عن حقبة من التعاون والتنمية. وكان من المتوقع أن تنتشر الآثار المفيدة للسلام في أوروبا في جميع أنحاء العالم. وأصبح هذا عصر العولمة، وطغت وجهة النظر القائلة بأن الزمان والمكان يمكن التغلب عليهما من خلال تكنولوجيات الاتصالات الجديدة، وشبكة من الاتصالات الشخصية والتجارية التي يسهلها السفر الجوي الرخيص، والاعتماد المتبادل الذي تعززه الروابط، التجارية والمالية. وظهرت طبقة وسطى عالمية إلى الوجود، استناداً إلى أنماط مماثلة من الاستهلاك، والتوجهات الثقافية، بل وحتى إلى وجهات نظر مشتركة بشأن الديمقراطية والمساءلة وسيادة القانون. لا توجد علاقة تلقائية بين ارتفاع مستويات المعيشة والمطالبة بالديمقراطية، ومع ذلك، على المدى الطويل، تولد أنماط الحياة الاستهلاكية مطالبات بالاستقلال الشخصي والحماية التي توفرها المحاكم المستقلة».

1

ويضيف: «عندما انتهت الحرب الباردة، كانت الصين لا تزال في المراحل الأولى من تحولها، وتتبع فلسفتها «الصعود الهادئ»، ومع ذلك، فقد تم طرح مسألة تحولها السياسي حتى في ذلك الوقت. قبل كل شيء، أنشأ ميثاق النظام الدولي الذي تم تأسيسه في نهاية الحرب العالمية الثانية في عام 1945 استناداً إلى الأمم المتحدة ومؤسساتها، إطاراً للقانون الدولي والحوكمة العالمية والمشاركة الإنسانية، وكان هذا النظام العالمي هو ما ناشده غورباتشوف. وكان الإصلاحيون السوفييت يعتقدون أن هذا النظام قد يصبح الآن قادراً على تحقيق ذاته مع نهاية الحرب الباردة، الأمر الذي يسمح للتعاون المتعدد الأطراف بالازدهار، في حين يعمل على تخفيف حدة المنافسات الجيوسياسية التقليدية والمنافسات بين القوى العظمى. لقد تم تحقيق الكثير. لقد كان التهديد بوقوع (هرمجدون) نووي يفرض منذ فترة طويلة الحيطة والحذر في التعامل مع الشؤون الدولية، والآن أزيل شبح الحرب النووية الوشيك. لقد سمحت مكاسب السلام بتخفيض الميزانيات العسكرية وتخفيف النزعة العسكرية التي ميزت الحرب الباردة. وأدت العولمة والاعتماد الاقتصادي المتبادل إلى تهدئة الانقسامات السياسية، ما أدى إلى ظهور أيديولوجيات «الطريق الثالث». وبدا سرّ التقدم كما لو تم حله. ومع «نهاية التاريخ» المزعومة، سوف تتحد البشرية على مبادئ القانون الدولي وديمقراطية السوق».

توقعات مخيّبة

يوضح المؤلف أن هذه التوقعات خابت، وهذه ليست المرة الأولى. فقد سبق أن التهمت الثورة الفرنسية عام 1789 ثورتها وانتهت بالديكتاتورية العسكرية، وألهمت الثورة البلشفية في أكتوبر/ تشرين الأول 1917 الملايين من الناس للاعتقاد بأن الاشتراكية الثورية ستطلق حقبة من السلام والازدهار، لكنها غرقت في بحور من الدماء. لقد ازدهر الإيمان بالتجديد مرة أخرى في أواخر الثمانينات، ولكن هذه المرة ليس من خلال الثورة، بل على وجه التحديد من خلال نبذ العنف. لقد كانت هذه لحظة «مناهضة للثورة» حقاً، عندما أخفق منطق المصالحة الداخلية والتعاون الدولي. ظلت المشاكل الأساسية المتمثلة في الفقر، وعدم المساواة، وتخلّف التنمية، والاستعمار الجديد، والتمويل النيوليبرالي (فصل التجارة عن التسليم المادي للسلع والخدمات)، والتدهور البيئي، ومشاكل أخرى كثيرة قائمة، ولكن الظروف اللازمة لحلها بدت حميدة إلى حد غير عادي وكان فجر جديد يلوح في الأفق.

ويشير إلى أنه وصف طلاب الاتحاد السوفييتي، وأنا منهم، جدية الإمكانات التحويلية لنظام «البريسترويكا» الذي أسسه غورباتشوف، وهي الكلمة التي استخدمها منذ يونيو/ حزيران 1987 لوصف برنامجه الإصلاحي، ورحب بتخفيف توترات الحرب الباردة. وكانت إنجازات تلك الفترة حقيقية، مع تفكيك الأجهزة القمعية لسيطرة الدولة، وانتعاش النقاش والتطلعات الديمقراطية في جميع أنحاء المنطقة، وتحرير دول الكتلة السوفيتية. وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 1989، سقط جدار برلين، وبحلول نهاية العام كانت الأنظمة الشيوعية قد اختفت. وكانت دول أوروبا الوسطى والشرقية حرة في متابعة وجهاتها الخاصة. لقد تمزق الاتحاد السوفييتي ذاته بفعل القوى التي أطلقها الإصلاح، فانهار في ديسمبر/ كانون الأول 1991. وظهرت الجمهوريات الاتحادية الخمس عشرة السابقة كدول مستقلة مع القليل من العنف نسبياً، على الرغم من أن التوترات المكبوتة انفجرت في السنوات اللاحقة. وكان تفكك النظام الشيوعي وتفكك الاتحاد السوفييتي حدثين تاريخيين، ولا يزالان يشكّلان عصر ما بعد الحرب الباردة.

الصورة
1

ويستشهد الكاتب بوصف جورج أورويل للحرب الباردة في أكتوبر/ تشرين الأول 1945 بأنها «سلام لا سلام فيه». ومع ذلك، فإن الوفاق الذي نشأ بعد الفترة 1989-1991 كان في أحسن الأحوال مضطرباً وحاملاً لصراعات جديدة. لقد كان هذا «سلاماً بارداً» ظلت فيه المسائل الأساسية المتعلقة بالتنمية والأمن الأوروبي من دون حل. وكان رد القائد العسكري الفرنسي، المارشال فوش، على معاهدة فرساي في يونيو/ حزيران 1919 واضحاً لا لبس فيه: «هذا ليس سلاماً. إنه هدنة لمدة عشرين عاماً؛ وهذا ما حدث. انزلقت أوروبا والعالم مرة أخرى في الحرب في عام 1919». وعلى نحو مماثل، أصبحت تسوية ما بعد عام 1989 بمثابة سلام فرساي آخر، بمعنى أنه كان جزئياً، وأدى في نهاية المطاف إلى تجدد الصراع، الموصوف في هذا الكتاب بالحرب الباردة الثانية.

بعد عام 1989، تحولت المواجهة الثنائية القطبية المنظمة نسبياً خلال الحرب الباردة الأولى بين النظامين الاجتماعيين الأمريكي، والسوفييتي، إلى مستوى مختلف. كان هناك نظامان للسلام، نظامان عالميان جديدان، بلغة ذلك الوقت، وكان الصراع بين الاثنين هو الذي أدى، على نحو متناقض، إلى الصراع والحرب في نهاية المطاف. الأول يتلخص في الأممية السيادية التي اعتمد عليها غورباتشوف في إطلاق إصلاحاته. هذا هو النظام الذي شكلته الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي والصين، والمنتصرون الآخرون في عام 1945، في شكل الأمم المتحدة وهيئة القانون الدولي والأعراف والممارسات المرتبطة بها. ويجمع النظام الدولي القائم على ميثاق الأمم المتحدة بين سيادة الدولة، وحق تقرير المصير الوطني (الذي سهل عملية إنهاء الاستعمار)، وحقوق الإنسان. ويحظر ميثاق الأمم المتحدة الحرب كأداة للسياسة، ويوفر إطاراً للحل السلمي للصراعات الدولية. خلال سنوات الحرب، أصبح نظام السلام في الميثاق بمثابة العمود الفقري من خلال إنشاء «حفل داخلي للقوى» يمثله الأعضاء الخمسة الدائمون في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ومجموعة الدول الخمس الدائمة العضوية التي تضم الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا.

عندما أطلق الاتحاد السوفييتي إصلاحاته في أواخر الثمانينيات، لجأ إلى نظام الميثاق باعتباره نموذجه للسلام والتنمية، وروّج له باعتباره نموذجاً عالمياً للإنسانية.

مأساة السلام في مرحلة ما بعد الحرب الباردة،  مع نهاية الحرب الباردة الأولى، لم تعلن الأممية الليبرالية انتصارها فحسب، بل أعلنت أيضاً عالميتها، لم يكن من الممكن أن تكون هناك «مناطق نفوذ» منفصلة منذ إعلان قيادة السلام الذي تقوده الولايات المتحدة كمشروع عالمي. لقد انتهت الثنائية القطبية أثناء الحرب الباردة، وفي السنوات الأحادية القطبية اللاحقة لم يعد هناك من يعترض على هذا التأكيد. في غياب المنافسة الجادة الليبرالية تحولت الأممية إلى شيء أكثر راديكالية وتوسعية. ويوصف هذا بالهيمنة الليبرالية، التي تدمج القيادة الأمريكية على مستوى العالم من خلال الأممية الديمقراطية مع ترسيخ هيمنتها الجيوسياسية. لقد برزت الولايات المتحدة كعملاق يجوب العالم، ويعمل على تغذية أوهام القوة المطلقة. وقد تمت صياغة ذلك بلغة حميدة لحقوق الإنسان والديمقراطية والأسواق المفتوحة، لكن بعض المشاريع غير الحكيمة وغير الناجحة لتغيير الأنظمة في البلدان المتمردة أظهرت حدود قوة الولايات المتحدة، وإمكاناتها التحويلية. لقد قدّم الغرب السياسي نفسه كنموذج عالمي للبشرية جمعاء، متفوقاً على كل البدائل الممكنة. كان هناك الكثير من الأشياء الجذابة في هذا النموذج من النظام الليبرالي، طالما ظل ضمن إطار ميثاق النظام الدولي. لقد أكسبت الجوانب التقدمية للأممية الليبرالية أتباعاً لها من جميع أنحاء العالم. ومع ذلك، فإن أجندة الهيمنة الليبرالية الأكثر طموحاً كشفت عن سمات أحادية وقسرية، خاصة عندما يتم التعبير عنها من خلال الاستثنائية الأمريكية.

الميثاق العالمي

أصرت الصين على أولوية الميثاق العالمي، ولكنها لم تكن في وضع يسمح لها بتحدي زعامة الولايات المتحدة، ولكن مع استكمال صعودها الهادئ أصبحت الصين منافساً أكثر جدية. ويظل نظام الميثاق هو الإطار الشرعي الوحيد للقانون الدولي والتدخل، إلا أن النسخة المتطرفة والموسعة من الغرب السياسي تعدت على صلاحياته. وحدث نوع منى«الاغتصاب الكبير»، حيث قامت القوى الغربية بتقويض استقلالية نظام الميثاق عندما كان ذلك ملائماً لأهدافها. وكان هذا مصحوباً بالعالمية الزائفة. بدلاً من التحول في السياسة الدولية الذي تصوره القادة في موسكو، وتوقعته مختلف الحركات «التقدمية» في الغرب، ولا سيما منظمات السلام والحركات الكنسية، وكذلك القوى الأوراسية، وبعض البلدان، فيما يعرف الآن بالجنوب العالمي.

لقد ولدت هيمنة الأممية الديمقراطية ومؤسساتها المهيمنة شعوراً مريراً على نحو متزايد بالخيانة والإقصاء في روسيا، الأمر الذي بلغ ذروته في صراع طويل الأمد حول أوكرانيا. وبفضل طفرة السلع الأساسية في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، أعادت روسيا تشكيل نفسها كدولة استبدادية تتمتع بالإرادة والموارد اللازمة لتحدي هيمنة الغرب السياسي. وبالنسبة لموسكو، اعتبر »الاغتصاب الكبير» غير قانوني وغير مقبول. فبدلاً من حياد وشمولية النظام الدولي بموجب الميثاق، قدم الغرب السياسي (الذي يطلق على نفسه اسم «النظام الدولي القائم على القواعد») نفسه على أنه الحكم على القواعد. وقد اشتدت مقاومة روسيا بسبب التحالف الوثيق على نحو متزايد مع الصين. وبحلول عام 2014، أصبحت الصين، من حيث التسعير المقارن، أكبر اقتصاد في العالم واستعرضت قوتها الجديدة على نحو متزايد. وفي أوروبا، تفكك النظام الأمني ​​الذي تم إنشاؤه في نهاية الحرب الباردة تدريجياً، وصاحب ذلك صراعات مكثفة على طول خط المواجهة الناشئ في مسيراتها الشرقية. لقد تم بناء هيكل الحد من الأسلحة بشكل مؤلم خلال الحرب الباردة، والتي تم تفكيكها إلى حد كبير، واندلعت حروب متعددة للاختيار والضرورة، وفي النهاية عاد التنافس بين القوى العظمى.

يتساءل الكاتب: ماذا نعني بالسلام؟ ويجيب: يوصف السلام المستدام بأنه السلام الإيجابي، الذي يشير إلى المواقف والمؤسسات والهياكل التي تخلق مجتمعات مسالمة، وتحافظ عليها. وما لم يتم وضع هياكل ومبادئ قوية لتعزيز نظام السلام، سيكون هناك دائماً احتمال العودة إلى الحرب. إن نظام السلام الإيجابي في حالتنا هو نظام تتعاون فيه الأطراف الفاعلة في إطار النظام الدولي الواسع مسترشداً بمبادئ الأممية السيادية، والقانون الدولي. ويتفق هذا مع النقطة التي أشار إليها الرئيس جون ف. كينيدي في خطابه الملهم الذي ألقاه في الجامعة الأمريكية في واشنطن العاصمة في يونيو/ حزيران 1963، وهو الخطاب الذي لا يزال يتمتع بالقدرة على التأثير. وسوف نعود إلى الإمكانات التي لم تتحقق في وقت لاحق، ولكن حجته الأساسية كانت أن السلام هو عملية - وسيلة لحل المشاكل. إن مأساة السلام في مرحلة ما بعد الحرب الباردة هي أن «العملية»، التي يأخذ فيها الحوار الحقيقي في الاعتبار اهتمامات كل الأطراف، لم تبدأ فعلياً قط. لقد كانت هذه مأساة حقيقية، بالمعنى الكلاسيكي للكلمة، حيث يتعارض خير مع آخر.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن المترجم

نضال إبراهيم
http://tinyurl.com/5xwx4ten

كتب مشابهة

1
زاندر دنلاب
1
داون سي ميرفي
1
مايكل كريبون
1
هاين دي هاس

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"

المزيد من الكتب والكتاب

1
ميريام لانج وماري ماناهان وبرينو برينجل
جنود في كشمير
فرحان م. تشاك
لاجئون سوريون في تركيا
لميس علمي عبد العاطي
1
ديزيريه ليم
1
جيمي دريبر
1
جورج ج. فيث
1
باسكال بيانشيني وندونجو سامبا سيلا وليو زيليج
1
جيريمي غارليك