تحظى ممارسة اليوغا اليوم بشعبيّة واسعة في العالم كله، وهي في تزايد مستمر منذ عدّة سنوات، لكنّها تقتصر في أغلب الأحيان على أداء الوضعيات الجسديّة فقط، مما يجعل أسس اليوغا ومظاهرها الأخرى مجهولة من قبل الكثيرين، خاصة فيما يتعلّق بكونها نمطَ حياةٍ متكاملاً بوجهيها الفلسفي والعلاجي، وباعتبارها أحد العلاجات التكميلية الفعّالة المعتمدة اليوم في العديد من المجالات الطبية.
فبالرغم مما قدّمه الطب الحديث من الإنجازات المهمّة للبشريّة بتقنيّات التشخيص الحديثة والأدوية والعمليات الجراحية، ودوره في القضاء على الأوبئة واختفاء بعض الأمراض، ورفع متوسط الأعمار، وإنقاذ حياة ملايين المرضى كل يوم؛ فإنه يعاني من عدّة نقاط ضعف، تتمثّل في كونه – مثلاً – طباً علاجياً وليس وقائياً، وأنه – في الأغلب – يعالج المرض وليس المريض، إضافة إلى الفاعلية المحدودة لبعض العلاجات الدوائية وآثارها الجانبية المتعددة، وتكلفة العلاج العالية التي تنعكس آثارها المباشرة، وغير المباشرة، على الأشخاص والمجتمعات، مما يفسر لجوء المرضى والأطباء المتزايد إلى العلاجات التكميلية، ومنها اليوغا.
في الكتاب الصادر حديثاً عن الدار العربية للعلوم «ناشرون» للدكتورة مُنية معلّا، وهو بعنوان (تحرر العقل والجسد.. اليوغا أسلوب حياة وعلاج)، تهدف المؤلفة إلى تقديم مرجع عربي عن اليوغا، يستند إلى خبرتها في ممارسة اليوغا، وفي البحث والتدريس والعلاج بها، واطلاعها على آخر الأبحاث العلمية المتوافرة اليوم في هذا المجال، وقد حرصت المؤلفة على تقديمه بأسلوب سلس وممتع، وأن يكون محتواه في متناول الجميع.