عادي
مُلاحق قضائياً ب 7 تهم جنائية

بانكمان يستعد لمواجهة مصيره.. واسترداد الأموال أمل عملاء «إف تي إكس»

00:00 صباحا
قراءة 5 دقائق
بانكمان لدى وصوله إلى المحكمة

إعداد: خنساء الزبير

يستعد سام بانكمان فريد، الرئيس التنفيذي السابق لبورصة العملات المشفرة «إف تي إكس»، لمواجهة الحكم الشهر المقبل، لإدانته بالاحتيال الجنائي المرتبط بانهيار البورصة الكارثي، عام 2022، وبينما ينتظر مصيره يأمل العملاء السابقون للبورصة استرداد أموالهم.

وكان فريد، الذي ربما يقضي بقية حياته خلف القضبان، أدين في نوفمبر/ تشرين الثاني بسبع تهم جنائية، بعد اختفاء ما يقرب من 10 مليارات دولار من أموال العملاء من شركته، حيث ذهبت بعض هذه الأموال لدفع ثمن أسلوب حياة فريد الفخم، لكن الكثير منها ذهب نحو استثمارات أخرى ارتفعت قيمتها بشكل كبير في الآونة الأخيرة، وربما هذا ما جعل العملاء يأملون استرجاع أموالهم.

أخبر المحامون المتابعون لقضية إفلاس البورصة قاضياً في ولاية «ديلاوير»، الأسبوع الماضي، بأنهم يتوقعون السداد الكامل للعملاء والدائنين، وقال محامي الإفلاس، أندرو ديتديريتش، الذي يعمل مع فريق قيادة هذه البورصة الجديد أنه لا يزال هناك قدر كبير من العمل والمخاطر في المستقبل، لإعادة جميع الأموال إلى العملاء، ولكن الفريق لديه «استراتيجية لتحقيق ذلك».

وهذا خبر مفرح لآلاف العملاء الذين يقال إن أعدادهم تصل إلى مليون، والذين خسروا بشكل جماعي مليارات الدولارات في انهيار البورصة، قبل 15 شهراً، والذي حدث في غضون أيام معدودة.

الأموال تبخرت

ونظراً لطبيعة البورصة، التي لا تخضع للوائح تنظيمية قوية، وغير المضمونة نوعاً، كما هو الحال في صناعة العملات المشفرة بشكل عام، واجه هؤلاء العملاء احتمالاً فعلياً بأن الغالبية العظمى من أموالهم تبخرت. وكان الكثير من صناديق التحوط والمقرضين خسروا كل شيء تقريباً، خلال «شتاء العملات المشفرة» عام 2022، ولكن فرايد لم يكن على قناعة بأن وضع شركته كان سيئاً إلى هذا الحد.

وحتى عندما اكتشف المنظمون والمدّعون العامون الفيدراليون أدلة تثبت أن رجل الأعمال، البالغ من العمر 31 عاماً، وكبار مساعديه كانوا يستولون على مليارات الدولارات من محافظ العملاء لسنوات، أصر فريد على أن كل الأموال لا تزال في متناول الجميع بطريقة أو بأخرى.

وكتب فريد في منشور بتاريخ 12 يناير/ كانون الثاني 2023، بينما كان قيد الإقامة الجبرية في منزل والديه في بالو ألتو، كاليفورنيا: «لا تزال «إف تي إكس» بالولايات المتحدة قادرة على سداد ديونها بالكامل». وقال إن البورصة يجب أن تكون قادرة على إعادة أموال جميع العملاء.

تعقب الأصول

ويبدو أن كلام الشاب الطموح كانت تثبت صحته في بعض النواحي، فعلى مدى عدة أشهر كان الرئيس التنفيذي الجديد للبورصة، جون راي الثالث، وفريقه من مستشاري إعادة الهيكلة، يقومون باسترداد الأموال النقدية والعقارات الفاخرة والعملات المشفرة، إضافة إلى تعقب الأصول المفقودة، وجمعوا بالفعل أكثر من 7 مليارات دولار، وهذا بجانب أشياء ثمينة مثل 26 مليون دولار من الهدايا والممتلكات لوالدي الشاب، أو 700 مليون دولار تم تسليمها إلى «كي فايف غلوبال» ومؤسسها مايكل كيفز، الذي استثمر أموال «إف تي إكس» في بعض الشركات، مثل سبيس إكس، وشهدت بعض هذه الاستثمارات ارتفاعاً حاداً في القيمة.

وكانت البورصة تتفاوض مع مقدمي العروض حول إعادة تشغيل محتملة، ولكن تم إلغاء هذه الجهود الشهر الماضي.

طوق نجاة

وفي حوار مع شبكة «سي إن بي سي» قال برادن بيري، الذي كان في السابق أحد كبار محامي المحاكمة لدى هيئة تداول العقود الآجلة للسلع، وهي الجهة التنظيمية الرسمية الوحيدة في الولايات المتحدة ل«إف تي إكس»، إن قرار السداد الكامل للمستخدمين جاء عقب التخلي عن الجهود المبذولة، لإعادة تشغيل البورصة من أجل التركيز على تصفية الأصول لصالح جميع العملاء.

ولا يزال حصول العملاء على الأموال فعلياً أمراً صعباً، ففي حين تم استرداد قدر كبير من القيمة، وهناك المزيد في المستقبل، فإن تقسيم مبالغ ضخمة من النقد، يعد عملية معقدة في حالات الإفلاس، وخاصة عندما يكون قسم كبير من الأموال في أصول غير تقليدية وغير سائلة.

صعوبة الاسترداد

وحتى راي نفسه كان متشككاً في بداية العملية، حيث أشار في أواخر عام 2022 إلى صعوبة استرداد جميع الخسائر.

ولكن عندما أدلى بتلك التصريحات كانت العملات المشفرة غارقة في سوق هبوطية، حيث بلغ سعر تداول البيتكوين نحو 16000 دولار، ولكنه تجاوز الآن 47000 دولار.

وفي سبتمبر/ أيلول أصدر فريق قضية الإفلاس تقرير حالة يُظهر أن «إف تي إكس» لديها أصول رقمية بقيمة 3.4 مليار دولار، منها أكثر من 1.1 مليار دولار قادمة من استثمارها في «سولانا».

وتندرج «سولانا»، ضمن فئة ما يسمى «عملات سام»، وهي مجموعة تتضمن أيضاً «سيروم»، وهو رمز مميز تم إنشاؤه والترويج له بواسطة «إف تي إكس» وصندوق التحوط الشقيق «آلاميد ريسيرش».

وبعد أن انقشع الغبار عن إفلاس البورصة شهدت أسعار سولانا ارتفاعاً كبيراً استمر بعد تقرير سبتمبر، ومنذ نهاية ذلك الشهر ارتفع الرقم خمسة أضعاف.

وفي الوقت ذاته فإن قيمة مخزون بيتكوين الخاص ببورصة «إف تي إكس»، والذي كانت تبلغ قيمته 560 مليون دولار في وقت تقرير سبتمبر، تبلغ اليوم ما يزيد على مليار دولار.

ولم تقتصر استثمارات الشاب الطموح على العملات المشفرة، فقد استخدم أموال العملاء لدعم الشركات الناشئة مثل شركة الذكاء الاصطناعي «أنثروبي»، التي أسسها موظفون سابقون في «أوبن أيه آي»، واستثمر 500 مليون دولار في هذه الشركة عام 2021 قبل طفرة «الذكاء الاصطناعي التوليدي». ووصل تقييم أنثروبي إلى 18 مليار دولار في ديسمبر/ كانون الأول 2023، ما سيجعل قيمة حصة «إف تي إكس» البالغة 8% تقريباً، تقدر بنحو 1.4 مليار دولار.

وأثناء المحاكمة الجنائية لفرايد في نيويورك رفض القاضي لويس كابلان طلب الدفاع بالسماح له بالقول إن استثمار «إف تي إكس» في أنثروبي، كان رهاناً ذكياً حيث تتطلع البورصة المفلسة إلى بيع حصتها في أنثروبي، بحسب ملف مودع لدى المحكمة هذا الشهر.

طريقة للمشاركة

ويقول أحد المستثمرين المهتمين بالمزايدة على محفظة المشاريع، إنه إذا تم بيعها بذكاء، فيمكن أن تصل قيمتها إلى ملياري دولار على الأقل.

ولفت أحد المتابعين للقضية إلى أن مبلغ ال7.3 مليار دولار، الذي توصل إليه فريق راي، لم يتضمن سيروم وبعض عمليات الاسترداد الكبيرة وغيرها من الاستثمارات ذات القيمة الكبيرة.

وبالنسبة لعملاء البورصة، فإن الحصول على كامل المبلغ، وفقاً لحكم القاضي، يعني الحصول على المعادل النقدي لقيمة عملاتهم المشفرة، في نوفمبر/ تشرين الثاني 2022..

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/ykds9mdr

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"