العين: منى البدوي
نظمت دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي، الثلاثاء، يوماً مفتوحاً لزيارة حديقة آثار الهيلي في مدينة العين، ومشاهدة التنقيبات الأثرية في موقع الهيلي 14 الذي يعود تاريخه إلى 3 آلاف عام، واستكشاف الآثار التي تعود إلى العصر الحديدي، والتواصل مع العلماء في الموقع.
أتاحت الدائرة جولة استثنائية للأفراد، مع مرشدين مختصين في «مستوطنة هيلي 14» التي تعد واحدة من مواقع العين الثقافية المدرجة ضمن قائمة اليونيسكو لمواقع التراث العالمي، وأحد أكبر المواقع الأثرية في الدولة، وأكبرها على الإطلاق في إمارة أبوظبي، و تمكن الزوار من استكشاف الآثار التي تعود إلى العصر الحديدي، ومشاهدة مجموعة استثنائية من القطع الأثرية التي تم العثور عليها هناك، بما في ذلك جرار التخزين والأكواب والأوعية المزخرفة، بالإضافة إلى آلاف القطع الفخارية ورؤوس السهام البرونزية.
وقال علي المقبالي، رئيس الآثار بالعين: «تم تنظيم اليوم لإضفاء قيمة إلى خبرة الزوار، من حيث التفاعل مع الآثار الحية، والتواصل مع المختصين، بحيث يكون هناك بيئة تخلق تفاعلاً بالمنطقة».
وأضاف، أن «منطقة الهيلي تعتبر من المواقع التي تحتوي على مجموعة من العناصر الأثرية، والتي من الممكن وسمها بالتنوع الحضاري والثقافي»، مشيراً، إلى أن من أهم المواقع الموجودة في المنطقة «هيلي 8» الذي يمثل أقدم قرية زراعية في المنطقة، بالإضافة إلى المواقع ذات التحصينات الدفاعية مثل مستوطنة هيلي 1 و10.
وذكر، أن بالانتقال إلى فترة العصر الحديدي المتمثل بالمشهد الثقافي في منطقة الهيلي، يبرز ابتكار الإنسان في تلك الفترة بالتغلب على الظروف المناخية الصعبة من حيث استجلاب المياه عن طريق نظام الأفلاج، ويتمثل ذلك في موقع هيلي 15.
شهدت حضارة الموقع إنجازات استثنائية أسهمت في كتابة فصل جديد تماماً من تاريخ الدولة، منها استئناس الجمال الذي أدى إلى توسيع طرق التجارة، وتطوير نظام قنوات «الأفلاج» المائية التي جلبت الماء والازدهار لمجتمعات منطقة العين، وتعد أعمال التنقيب المستمرة في هيلي 14 جزءاً لا يتجزأ من الجهود التي تبذلها الدائرة للحفاظ على المواقع التراثية في الإمارة والترويج لها.
