عادي

شديد العدوى ويصيب الأطفال.. ما هو «السعال الديكي» ؟

22:26 مساء
قراءة 5 دقائق
مرض ينقله الإنسان.. ما هو «السعال الديكي» شديد العدوى ويصيب الأطفال؟

«السعال الديكي».. هو مرض شديد العدوى وخاصة للجهاز التنفسي، يسمى «سعال المئة يوم»، ويأتي هذا المرض بسبب بكتيريا سالبة وعصوية الشكل تسمى بوردتلا برتوسس Bordetella Pertussis، وقد عزلت هذه البكتيريا أول مرة عام 190، وأيضاً بنسبة أقل من الأولى بسبب بكتيريا بوردتلا بارابرتوسس Bordetella Parapertussis.

يصيب مرض السعال الديكي نحو 50 مليوناً من البشر حول العالم سنوياً، منهم ما يتراوح بين 200 ألف إلى 400 ألف حالة سنوياً من الأطفال، والرضع الذين تقل أعمارهم عن ستة أشهر هم المجموعة التي تكون إصابتها شديدة بالسعال الديكي ومضاعفاته، وتكون نسبة دخولها المستشفى أو الوفاة عالية- وفقاً لإحصاءات الأمم المتحدة.

انتشار المرض أو العدوى

ويعد مرض السعال الديكي من الأمراض المعدية؛ لذا يجب إبلاغ السلطات عنه.

كان «السعال الديكي» في الماضي وقبل استعمال التطعيم له مرضاً مستوطناً، مع الانتشار الوبائي له كل ثلاث سنوات، وكان غالباً يصيب الأطفال الرضع، ولهذا كانت نسبة الوفاة بينهم عالية.

وفي منتصف القرن العشرين انخفضت نسبة انتشاره في الدول المتطورة بعد البدء بإعطاء التطعيم لهذا المرض، ولكن الانتشار الوبائي لا يزال يحدث كل 3 -5 سنوات، وهذا مؤشر على عدم إعطاء جرعة التطعيم كاملة حسب جداولها، أو لوجود بكتيريا وانتشارها بين الناس.

ويزداد معدل الإصابة بمرض «السعال الديكي» في المجموعات البشرية الآتية:

  1. الأطفال الذين لم يتموا جداول التطعيم للسعال الديكي بصورة كاملة.
  2. الرضع الذين يتعرضون مباشرة لعدوى المرض.
  3. كبار السن، الذين يعيشون في مناطق الانتشار الوبائي للسعال الديكي، أو لم يحصلوا على التطعيم كاملاً بحسب الجدول.
  4. الأطفال الخدج أو من بهم أمراض قلب أو رئة أكثر عرضة لمضاعفات السعال الديكي.

أما الأسئلة التي تدور حول «السعال الديكي» فهي:

  • لماذا لا يزال مرض السعال الديكي يمثل مشكلة صحية حتى يومنا هذا؟
  • لماذا يجب على الأطباء والدارسين معرفة تشخيص السعال الديكي، وعلاجه، والوقاية منه؟
  • كيف يمكن تحسين وتطوير طرق الوقاية والسيطرة على المرض؟
  • ما تأثير التطعيم على معدل الوقاية من مرض السعال الديكي؟

يكون تطعيم السعال الديكي جزءاً من التطعيم الثلاثي الذي يشمل.. الكزاز، الدفتيريا والسعال الديكي، ويأخد 80% من الأطفال الرضع التطعيم الثلاثي في السنة الأولى من حياتهم بجميع دول العالم.

وتشير الإحصاءات إلى أن معدل إصابة الجنس الأبيض بالسعال الديكي يبلغ 88% مقابل 8% عند الجنس الأسود.

وحسب العمر فإنه:

  • تصل نسبة الإصابة بالسعال الديكي عند الأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنة إلى 23%.
  • تصل نسبة الإصابة بالسعال الديكي للأطفال (1 -4 سنوات) إلى 12%.
  • تصل نسبة الإصابة بالسعال الديكي للأطفال (5 -9 سنوات) إلى 9%
  • تصل نسبة الإصابة بالسعال الديكي للأطفال (10 -19 سنة) إلى 33%.
  • تصل نسبة الإصابة بالسعال الديكي للبالغين (أكثر من عشرين سنة) إلى 23%.

ويعطي التطعيم الأولي للسعال الديكي مناعة لمدة تتراوح بين 6-10 سنوات للطفل، لذا فالجرعة الداعمة للقاح السعال الديكي للفتيات والبالغين بدأ إعطاؤها في عدد من الدول.

آلية عمل السعال الديكي

يعتبر الإنسان وحده المصدر الرئيس للعدوى ببكتيريا السعال الديكي، وهي بكتيريا سالبة عصوية الشكل تنتشر بواسطة الرذاذ من الجهاز التنفسي للمريض، وهذه البكتيريا لديها القدرة على الالتصاق وإتلاف نسيج الجهاز التنفسي.

أدوار السعال الديكي

تستمر فترة الحضانة لمرض السعال الديكي من 1- 3 أسابيع، وتنقسم أدواره إلى ثلاثة:

  1. دور النزلة: وفيها تبدأ أعراض المرض بالتهاب الحلق واحتقان الأغشية المخاطية والزكام والسعال، مترافقة مع ارتفاع بسيط بدرجة الحرارة، وتكون العدوى شديدة في هذا الدور، والفترة الزمنية لهذا الدور هي أسبوعان.
  2. دور نوبات السعال: تكون نوبات السعال متتالية ومتعاقبة وحادة، وقد تستمر لدقائق عدة وتنتهي بتنفس عميق نسمع من خلاله شهيقاً من الطفل، وخلال نوبة السعال يصبح وجه الطفل محتقناً ومزرقاً وتنتهي نوبات السعال عادة بالتقيؤ، والفترة الزمنية لهذا الدور من أسبوعين إلى أربعة أسابيع.
  3. دور النقاهة: يتناقص السعال تدريجياً، وتقل حدة المرض بهذا الدور، والفترة الزمنية لهذا الدور من أسبوعين إلى أربعة أسابيع وقد تمتد لأشهر عدة.

انتقال المرض وانتشاره

ينتقل المرض وينتشر بواسطة الرذاذ من الجهاز التنفسي للمريض، (وتكون العدوى شديدة بدور النزلة للمرض)، وعن طريق الالتقاء وجهاً لوجه أو الاشتراك في السكن الواحد مع المصاب، وملامسة إفرازات الفم أو الأنف أو الجهاز التنفسي للمصاب، ويكون مرض السعال الديكي ذا عدوى عالية، ويعد الأطفال الكبار والفتيان والبالغون المصدر الرئيس للالتهاب عند صغار العمر من الأطفال.

مضاعفات المرض

تحدث المضاعفات الرئيسة عند صغار الأطفال الذين تكون أعمارهم لأقل من ستة شهور؛ وبالأخص من عمر 1 - 3 أشهر، حيث لم يأخذوا التطعيم الكامل، وتتمثل هذه الأعراض في:

  • الالتهاب الرئوي
  • التشنجات، وعلة الدماغ ونزفة
  • التقيؤ وفقدان الوزن
  • نقص بتغذية الدماغ بالأوكسجين مع تباطؤ بنبضات القلب
  • نزف الأنف أو العيون
  • تقرح اللسان، والتهاب الأذن الوسطى والجيوب الأنفية

التشخيص التفريقي للمرض

بعض الأمراض تتشابه أعراضها مع أعراض السعال الديكي وهي:

  • الالتهاب الرئوي
  • التهاب القصبات
  • التهاب مايكو بلازما
  • الربو
  • التهاب بفيروس (RSV) آر إس في

تشخيص السعال الديكي

  1. يمكن تشخيص مرض السعال الديكي سريرياً لأي مريض يعاني السعال لمدة تزيد على أسبوعين بدون معرفة ووضوح السبب، وفي هذه الحالة فإن تاريخ العدوى والاتصال بالمريض إضافة إلى نتائج تحليل المختبر؛ تثبت التشخيص السريري للسعال الديكي.
  2. اختبار زراعة البكتيريا للسعال الديكي؛ من المفرزات الأنفية والحلقية.
  3. فحص الأمصال مع تفاعل بولي ميرز تشنر أكشن PCR، حيث يثبت بها التشخيص السريري للسعال الديكي، وهو اختبار حساس جداً لبكتيريا السعال الديكي أكثر من زراعة البكتيريا.
  4. كثرة اللمفوسايت.Lymphoctosis

العلاج

1- إدخال الأطفال المصابين إلى المستشفى: إذا كانت أعمارهم أقل من سنة، أو إذا كانت وطأة المرض شديدة على المريض بالسعال الديكي، أو ظهرت إحدى المضاعفات الرئيسة.

2- العلاج الداعم (المقوي) للمريض:

أ- إعطاء الأوكسجين للمريض عند الحاجة إليه خلال نوبات السعال.

ب - شفط الإفرازات المخاطية الزائدة الموجودة بحلق المريض.

3- المضاد الحيوي: المضاد الحيوي يقصر أو يحدد المدة الزمنية لهذا المرض إذا أعطي في الدور الأول من مرض السعال الديكي، ولهذا يفضل إعطاء المضاد الحيوي للمريض منذ الأسابيع الثلاثة الأولى للسعال؛ لكي يتخلص الأنف والحلق والجهاز التنفسي من البكتيريا فتقل عدواها وانتشارها.

أ- الأرثرومايسين لمدة سبعة أيام.

- يقلل من انتقال العدوى وذلك باستئصال بكتيريا السعال الديكي من الجهاز التنفسي.

ب- الأزثرومايسين والكلاريثرومايسين يساعد على التخلص من بكتيريا السعال الديكي.

الوقاية من مرض السعال الديكي

  1. إعطاء تطعيم (الدفتريا، الكزاز، السعال الديكي)، يقدر بأن أكثر من 80% من الأطفال في العالم قد أعطوا هذا التطعيم في السنة الأولى من حياتهم.
  2. يجب إعطاء دواء الكلارثرومايسين لكل أفراد العائلة الذين على اتصال مباشر بالمريض والذين لم يأخذوا اللقاح، أو الذين أخذوا اللقاح غير كامل.
  3. إذا ارتفع تأثير السعال الديكي في كبار العمر؛ يجب عند ذلك إعطاء التطعيم الداعم (المقوي) للبالغين والفتيان.
  4. لحماية صغار الأطفال من السعال الديكي- حتى يصلوا إلى العمر الذي به يجب إعطاؤهم لقاح السعال الديكي- يوصى في بعض البلدان بتطعيم والدي الطفل بلقاح السعال الديكي بحالة الحمل وحديثي الولادة، وهذا ممكن من الناحية النظرية فقط.

ملاحظات

  1. في أوروبا هناك بعض الفوارق في جداول التطعيم للسعال الديكي، ولهذا فإن جرعات التطعيم هي من 3- 6 جرعات للأطفال الذين تقل أعمارهم عن ثمانية عشر عاماً.
  2. تنصح بعض الدول الأوروبية الآن بإعطاء جرعة التطعيم المقوية للسعال الديكي للفتيان والبالغين، واللقاح الداعم ذو قدرة وفعالية جيدة وخاصة للبالغين والفتيان.

د. طارق السلامة اختصاصي طب الأطفال

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/y7nv2tkp

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"